الشامي ينبه لانتشار "زواج الفاتحة" ويكشف تزويج نحو 13 ألف قاصر في 2022    الرباط: افتتاح الموقع الأثري لشالة أمام الزوار    انطلاق مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي    والدة كليان مبابي تخرج عن صمتها بخصوص مستقبل إبنها    نجم ريال مدريد يعلن اعتزاله اللعب نهائيا بعد كأس أوروبا 2024    الاتحاك الإفريقي يدين الأحداث التي أعقبت لقاء نهضة بركان والزمالك    مندوبية التخطيط تسجل ارتفاعا في أسعار مواد الاستهاك    الحكومة تتوقع استيراد 600 ألف رأس من الأغنام الموجهة لعيد الأضحى    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    شاب مغربي آخر ينضاف للمفقودين بعد محاولة سباحة سرية إلى سبتة    بسبب النصب والاحتيال.. القضاء يدين مستشار وزير العدل السابق ب"10 أشهر حبسا نافدا"    أمن فاس ينهي نشاط شبكة إجرامية متورطة في التزوير واستعماله وحيازة وترويج مركبات بشكل غير قانوني    ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي يكرم مبارك ربيع وخناتة بنونة وسعيد بنكراد وأمينة المريني في مدينة الدار البيضاء    أكثر من 267 ألف حاج يصلون إلى السعودية    أزيد من 267 ألف حاج يصلون إلى السعودية    الأبواب المفتوحة للأمن الوطني بأكادير تحطم الرقم القياسي في عدد الزوار قبل اختتامها    تحضيرا لاستقبال الجالية.. انطلاق اجتماع اللجنة المغربية الإسبانية المشتركة    في مسيرة احتجاجية.. مناهضو التطبيع يستنكرون إدانة الناشط مصطفى دكار ويطالبون بسراحه    إميل حبيبي    مسرحية "أدجون" تختتم ملتقى أمزيان للمسرح الأمازيغي بالناظور    اجتماع تنسيقي لتأمين احترام الأسعار المحددة لبيع قنينات غاز البوتان    تصفيات المونديال: المنتخب المغربي النسوي يواجه زامبيا في الدور الأخير المؤهل للنهائيات    مساء اليوم في برنامج "مدارات" بالإذاعة الوطنية: أكنسوس المؤرخ والعالم الموسوعي    صدور كتاب "ندوات أسرى يكتبون"    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    بلاغ صحافي: احتفاء الإيسيسكو برواية "طيف سبيبة" للأديبة المغربية لطيفة لبصير    هاشم بسطاوي: مرضت نفسيا بسبب غيابي عن البوز!!    غير مسبوقة منذ 40 سنة.. 49 هزة أرضية تثير الذعر في إيطاليا    الاتحاد الأوروبي يعلن عن تقنين استخدامات الذكاء الاصطناعي    تراجع أسعار النفط وسط مخاوف من تأثير الفائدة الأمريكية على الطلب    "الفاو"‬ ‬تفوز ‬بجائزة ‬الحسن ‬الثاني ‬العالمية ‬الكبرى ‬للماء ..‬    حوار.. وادي ل"الأيام 24″: التفكير في شراء أضحية العيد يفاقم الضغوط النفسية للمغاربة    نقاد وباحثون وإعلاميون يناقشون حصيلة النشر والكتاب بالمغرب    رئاسة النظام السوري تعلن إصابة زوجة بشار الأسد بمرض خطير    المغرب يسرع الخطى لإطلاق خدمة الجيل الخامس من الأنترنت استعدادا للمونديال    اجتماع تنسيقي لتأمين تزويد المواطنين بقنينات الغاز بأسعارها المحددة    فلسطين تحرر العالم!    صلاح يلمّح إلى بقائه مع ليفربول "سنقاتل بكل قوّتنا"    نجم المنتخب الوطني يُتوج بجائزة أحسن لاعب في الدوري البلجيكي    فيديو "تبوحيط محمد زيان".. أو عندما يَنجح محيط النقيب السابق في إذلاله والحط من كرامته    49 هزة أرضية تضرب جنوب إيطاليا    أزمة دبلوماسية بين إسبانيا والأرجنتين بسبب زوجة سانشيز    نقابة التوجه الديمقراطي تدعم الإضراب الوحدوي للأطر المشتركة بين الوزارات    أمل كلوني تخرج عن صمتها بخصوص حرب الإبادة بغزة    رغم خسارة لقب الكونفدرالية.. نهضة بركان يحصل على مكافأة مالية    "الكاف" يُدين أحداث نهائي كأس الكونفدرالية بين الزمالك وبركان    الصومال تسلم المغرب مواطنين محكومين بالإعدام    تفاصيل التصريحات السرية بين عبدالمجيد تبون وعمدة مرسيليا    لقجع: إخضاع صناديق التقاعد لإصلاحات جذرية يقتضي تفعيل مقاربة تشاركية    أكاديميون يخضعون دعاوى الطاعنين في السنة النبوية لميزان النقد العلمي    الأمثال العامية بتطوان... (603)    تحقيق يتهم سلطات بريطانيا بالتستر عن فضيحة دم ملوث أودت بنحو 3000 شخص    المغرب يضع رقما هاتفيا رهن إشارة الجالية بالصين    معرفة النفس الإنسانية بين الاستبطان ووسوسة الشيطان    شركة تسحب رقائق البطاطس الحارة بعد فاة مراهق تناوله هذا المنتج    لماذا النسيان مفيد؟    أطعمة غنية بالحديد تناسب الصيف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الانسحاب الأمريكي من العراق...الحقيقة والخداع
التدخل بالوكالة وعبر القصف الجوي بديل للحروب المكلفة
نشر في العلم يوم 31 - 10 - 2011

تحت ظل أكاذيب ومبررات واهية يصعب حصرها غزت الولايات المتحدة العراق سنة 2003 واحتلته وارتكبت أو شاركت في إرتكاب جرائم حرب وضد الانسانية أسفرت عن إبادة حوالي مليون ونصف المليون عراقي وتحويل 4 ملايين عراقي إلى لاجئين داخل وخارج وطنهم وتيتيم مليون ونصف المليون طفل، وتدمير بنية بلد شكل قوة إقليمية كبرى وطور قدرات صناعية وعلمية أهلته للتحول تدريجيا إلى مرتبة قوة عالمية، والأن مع إقتراب نهاية سنة 2011 ويوم 21 أكتوبر ظهر أن ساسة البيت الأبيض لم يتخلو عن أساليب التضليل والكذب فيما يخص صراعهم حول بلاد الرافدين.
تكرار عمليات التضليل
أعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما يوم الجمعة 21 أكتوبر أنه سيسحب حوالى 39 الف جندي ما زالوا متمركزين في العراق بنهاية 2011، بعد تسع سنوات تقريبا على الغزو الامريكي للعراق والذي خسرت خلاله قوات واشنطن في مواجهاتها مع المقاومة الوطنية وحسب الاحصائيات الرسمية للبنتاغون أكثر من 4600 جندي امريكي قتيل وعشرات الألاف من الجرحى والمعطوبين زيادة على تكاليف مالية فاقت 3000 مليار دولار.
وقال اوباما في البيت الابيض "بوسعي أن أعلن اليوم، كما وعدت، بأن البقية من قواتنا في العراق ستعود الى الوطن بنهاية السنة. بعد قرابة تسع سنوات ستنتهي الحرب الامريكية في العراق".
ودافع الرئيس الأمريكي عن قرار الانسحاب من العراق وحذر من ان واشنطن ستبقى متيقظة. وأضاف "كما بقي العراقيون صامدين خلال الحرب، لدي أمل كبير في أنهم سيعرفون كيف يبنون مستقبلا على مستوى تاريخهم". وزاد قائلا "سنبقى شركاء مع عراق يساهم في الأمن الاقليمي وفي السلام، وكذلك ندعو البلدان الأخرى إلى احترام سيادة العراق".
واعتبر اوباما أن إنتهاء التدخل العسكري يعكس "مرحلة انتقالية أوسع". وقال إن "زخم الحرب يتراجع". وأوضح أن الانسحاب الذي بدأ بمغادرة القوات المقاتلة صيف 2010 "أتاح لنا أن نركز معركتنا على تنظيم القاعدة وتحقيق انتصارات ضد قادتها".
ومضى أوباما قائلا ان "الولايات المتحدة تتقدم بقوة". وان "الحرب الطويلة في العراق ستنتهي. والعملية الانتقالية في أفغانستان تتضح ملامحها وسيعود جنودنا في النهاية الى بلادهم".
زعيم الاكثرية الديموقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي هاري ريد رحب بالأعلان الرئاسي. في حين أشار أنصار أوباما إلى أن الأنسحاب سيوفر حياة الجنود وملايير الدولارات شهريا للخزانة الأمريكية في وقت تواجه فيه البلاد أزمة اقتصادية خانفة.
"نكسة سيئة وحزينة"
في المعسكر الجمهوري قال السناتور لندسي غراهام "مع احترامي، لا اتفق مع الرئيس. ارجو ان اكون مخطئا وان يكون الرئيس محقا ولكني اخشى أن ينجم عن هذا القرار أوضاع تعود لتؤرق بلادنا".
بعض المراقبين فسروا الجملة الأخيرة للسناتور لندسي غراهام بأنها تعبير عن مخاوف متزايدة في أوساط أصحاب القرار بالولايات المتحدة عن إحتمال عودة البعث إلى السلطة في بغداد أو قوة سياسية أخرى تهدد إسرائيل ومصالح الولايات المتحدة في منطقة الخليج العربي وتعيد توازن القوى الذي كان قائما خاصة حتى نهاية عقد التسعينات.
جون ماكين خصم اوباما في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2008 وصف قرار أوباما بأنه "نكسة سيئة وحزينة للولايات المتحدة في العالم" و"انتصار استراتيجي" لاعداء الولايات المتحدة في الشرق الاوسط".
أما ميت رومني احد المرشح الجمهوريين للانتخابات الرئاسية المقبلة فرأى انه "فشل ذريع يعرض للخطر الانتصارات التي تحققت بدم وتضحيات آلاف الامريكيين" منذ غزو العراق في 2003.
من جهته، اكد رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب هاورد "باك" ماكيان انه "ما زال قلقا" بشأن قدرة العراق على الدفاع عن نفسه.
يوم الجمعة 27 أكتوبر نشرت صحيفة "لوس انجيليس تايمز" الامريكية في تعليق افتتاحي كتبه فريدريك كاغان، مدير مشروع التهديدات الحرجة في المعهد الامريكي لابحاث السياسة العامة: "ان الانسحاب يأتي لفشل الادارة الامريكية في تحقيق الأهداف والشروط التي حددها الرئيس اوباما عندما القى كلمة في فبراير 2011 في كامب ليغون بشأن عراق قوي ومستقر ومسالم. ان دولة العراق اليوم لا تحقق أيا من هذه الشروط. فسيادتها جوفاء بسبب استمرار انشطة الميلشيات. ثم ان استقرارها هش، نظرا لان الخلافات الأساسية بين الفئات الاثنية والطائفية تظل من دون حل. وهي لا تتمتع بالاعتماد الذاتي بأي شكل من الاشكال. فالجيش العراقي لا يستطيع أن يحمي حدودها وفضاءها الجوي ومياهها الاقليمية من دون عون خارجي.
أسئلة بدون جواب
مصادر رصد غربية أشارت أنه وسط هذه الضجة الاعلامية عن الانسحاب طرح قليلون أسئلة عن الأسباب التي جعلت الرئيس الأمريكي لا يوضح مصير مخططات إبقاء بضعة الاف عسكري أمريكي في قواعد في العراق تحت غطاء تبرير تدريب الجنود العراقيين.
يوم الأربعاء 26 أكتوبر، أي بعد خمسة أيام من كلمة أوباما ذكر الجنرال روك دوناهيو قائد مديرية الهندسية للجيش الامريكي في العراق ان عدد القواعد العسكرية الامريكية المتبقية في بلاد الرافدين بلغ 15 قاعدة من اصل 505 كانت منتشرة في ذروة التدخل.
وبحسب وثائق وزعها الجيش الامريكي فان عدد الجنود المتبقين في العراق يبلغ 39 الف بالاضافة الى 38500متعاقد يتمركزون في هذه القواعد.
بعض الملاحظين أشاروا أولا إلى لا أحد في واشنطن أو خارجها يتحدث عن إنسحاب هؤلاء المتعاقدين وجزء كبير منهم قوات عسكرية غير نظامية تابعة لشركات الأمن الخاصة، وثانيا إلى تضارب في الأرقام فيوم إعلان أوباما عن الانسحاب ذكرت بيانات البنتاغون أن الولايات المتحدة لا تزال تشغل 18 قاعدة في العراق.
أربعة أيام قبل إعلان أوباما عن الانسحاب، نفت إدارة البيت الأبيض تقريرا إخباريا أفاد بأنها اتخذت قرارا نهائيا بسحب كل القوات الأمريكية تقريبا من العراق بحلول نهاية العام 2011، فيما لمح مسؤولون في واشنطن وبغداد إلى أنه
لا خيار أمام واشنطن ولأسباب مختلفة منها سعي الرئيس أوباما لولاية رئاسية جديدة، سوى العمل في العراق في إطار مهمة جديدة يكلف بها حلف شمال الأطلسي "الناتو".
ونفى كل من البيت الأبيض ووزارة الدفاع ما نقلته وكالة "أسوشييتد برس" عن مسؤولين أمريكيين لم تنشر أسماءهم قولهم إنهم تخلوا تماما عن فكرة احتمال الاحتفاظ بقوة كبيرة في العراق بصفة مدربين للقوات العراقية بعد 2011.ونسبت الوكالة إلى مسؤولين قولهم إن جميع القوات ستغادر بنهاية العام باستثناء نحو 160 جنديا سيكونون ملحقين بالسفارة الأمريكية في بغداد.
وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا صرح من جانبه يوم الجمعة 22 أكتوبر "نصب اهتمامنا حاليا على مواصلة تعاون استراتيجي طويل الأمد مع العراق"، مشيرا الى ان الهدف الامريكي هو "اقامة علاقات طبيعية مشابهة لعلاقات اخرى في المنطقة، تتركز على الحاجات في مجال الأمن والتدريب في العراق".
وأوضح بانيتا ان الولايات المتحدة تقيم علاقات مشابهة مع دول عدة في الخليج العربي مذكرا بوجود 5 الاف جندي امريكي في البحرين واكثر من 3 الاف في الامارات ونحو 7500 جندي في قطر و231 في السعودية.
ويذكر مسؤولون في الإدارة الأمريكية أن واشنطن ستبقي على وجود كبير تصفه بالمدني في العراق الذي يضم أكبر سفارة في العالم. كما سيبقى آلاف "المتعاقدين من الباطن" الموظفين لدى شركات عسكرية خاصة، أي قوات المرتزقة في العراق.
في نفس الإطار ويوم 28 أكتوبر 2011 ذكرت شركة كيه.بي.ار الامريكية للهندسة والخدمات ان عدد موظفيها في العراق بلغ عشرة الاف قرب نهاية الربع الثالث من العام.
لكن الرئيس التنفيذي للشركة بيل أت أكد يوم الخميس 28 أكتوبر أن هناك مزيدا من العمل في العراق بعد انتقال دبلوماسيين أمريكيين الى البلاد اذ أن الشركة فازت بعقد قيمته 500 مليون دولار في أغسطس لدعم وزارة الخارجية الأمريكية في العراق لمدة عام مع خيار التمديد لعام آخر.
وتتوقع كيه.بي.ار ايرادات تترواح بين 1600 و1800 مليون دولار من أعمال مرتبطة بالانشطة العسكرية الأمريكية في 2011.
الجيوش الخاصة
عشرات ألاف الموظفين الأمريكيين الذين سيبقون في العراق بعد نهاية سنة 2011 يجب أن يضاف إليهم آلاف من مجندي شركات الأمن الخاصة لحمايتهم من المقاومة العراقية وكذلك تأمين منشآت ومعدات الشركات المتعددة الجنسية التي تحاول استغلال بحر النفط العراقي الذي يتأكد يوما بعد آخر أنه الأكبر في العالم بحجم يتجاوز 500 مليار برميل.
العديد من الملاحظين أعتبروا الحديث عن إبقاء عدة آلاف من جنود القوات الأمريكية في العراق لتدريب العراقيين عذرا واهيا للإبقاء على القواعد، وأشاروا إلى أن العراق الذي كان ضمن أكبر عشر دول على الصعيد الدولي من حيث القوة العسكرية لا يحتاج لمدربين، بل أن العديد من الدراسات حول الخبرات الميدانية للقوات العراقية قبل سنة 2003 تدرس حاليا في عدة كليات وأكاديميات عسكرية في الولايات المتحدة وبلدان غربية أخرى.
في نطاق عملية التمويه وخلال منتصف شهر أكتوبر ذكر الميجر جنرال توماس سبوير، نائب قائد القوات الأمريكية في العراق، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف أن الجيش الأمريكي قرر التكتم على خططه بشأن تسليم منشآت عسكرية إلى الجيش العراقي بسبب مخاوف من احتمال أن تستخدم الجماعات المسلحة هذه المعلومات لشن هجمات.
وأضاف الجنرال توماس "مع غلق قواعد يستغل بعض الخصوم الفرصة ويهاجموننا.. بعض الهجمات وقعت في يوم التسليم". ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن سبوير قوله، إن جدول المغادرة الذي كان يعلن في السابق "أصبح الآن سريا".
وإعترف سبوير إن نقل الجنود والمعدات والممتلكات من العراق هي أعقد عملية لوجيستية يواجهها الجيش الأمريكي منذ الحرب العالمية الثانية. وحسب الناطق بإسم القوات الأمريكية في العراق، الميجر جنرال جيفري بيوكانن، تم استخدام 13900 شاحنة في 399 قافلة لنقل معدات ووقود ومواد غذائية من العراق.
مخاوف من الخسارة
وسط هذه الضجة عما يسمونه "الإنسحاب" كشفت تصريحات مختلفة عن جوانب من مخاوف القوى المتدخلة في العراق من أن يضيع مجهودها طوال تسعة أعوام. فيوم الإثنين 24 أكتوبر أعلن مارتن كوبلر رئيس بعثة المساعدة الدولية في العراق أن العراق يواجه "مرحلة دقيقة جدا" تشكل ايضا "فرصة كبيرة للتوحد".
وذكر كوبلر في مؤتمر صحافي "نحن موجودون في مرحلة دقيقة جدا، مرحلة مهمة جدا وتاريخية بالنسبة الى العراق".
واضاف في احتفال في بغداد في الذكرى السادسة والستين لتأسيس الأمم المتحدة "كثيرون يقومون بتكهنات حول ما سيحصل في العراق حين يحل الأول من يناير".
وتابع كوبلر "نعم، قد تكون هناك تحديات مقبلة. لكنني أرى فرصة كبيرة للعراقيين ليثبتوا للعالم انهم قادرون على الوفاء بالوعد الذي قطعوه على انفسهم وعلى المجتمع الدولي بتامين عراق ديموقراطي، مستقر، سلمي ومزدهر".
وذكر كوبلر بأن من الضروري ان يتواصل الحوار بين الحكومة المركزية واقليم كردستان.
واكد ان قضية الحدود الداخلية "بالغة الأهمية" والامم المتحدة تنوي تركيز اهتمامها على "العلاقات بين بغداد واربيل".
واضاف "من الاهمية بمكان بالنسبة الى الحكومة العراقية تحسين العلاقات مع الكويت" بهدف طي صفحة العقوبات التي فرضت على العراق بعد حرب الخليج الاولى العام 1991.
الحلف الأطلسي كبديل
ويلاحظ أنه وسط الضجة المثارة حول الإنسحاب الأمريكي والجدل حول بقاء قوات أمريكية في قواعد ضخمة ببلاد الرافدين أو تغليف مهمة استمرار التدخل العسكري هناك بغطاء حلف شمال الأطلسي، تم إبراز ما سمي بحاجة العراق لسند عسكري أجنبي على المدى الطويل لضمان أمنه.
فيوم السبت 29 أكتوبر ذكرت وكالة فرانس برس في قصاصة لها من قاعدة كالسو الامريكية الواقعة جنوب بغداد أن تقريرا امريكيا نقل عن رئيس اركان الجيش العراقي الفريق بابكر زيباري قوله ان العراق لن يكون قادرا على حماية اجوائه وحدوده قبل عام 2020 على الاقل.
وذكر تقرير اعده المفتش العام الامريكي لشؤون اعادة اعمار العراق نقلا عن زيباري، ان "العراق قد يحتاج لعدة سنوات قبل ان يتمكن من الدفاع عن نفسه ضد المخاطر الخارجية، بدون مساعدة من شركائه الدوليين".
واضاف التقرير ان "الفريق زيباري اكد ان الوزارة الدفاع لن تكون قادرة على الدفاع عن اي اعتداءات خارجية قبل موعد بين 2020 و2024"، موضحا ان "انخفاض تمويل الحكومة من ابرز اسباب التأخير".
وقال زيباري للمفتش الامريكي ان "العراق لن يكون قادرا على الدفاع عن اجوائه قبل 2020، في اقرب تقدير"، مؤكدا ان "جيشا بدون غطاء جوي يعد جيشا مكشوفا".
وكان زيباري قد اعلن في اغسطس سنة 2010 ان القوات العراقية لن تكون قادرة تماما على تولي الملف الامني قبل 2020 وستكون بحاجة للدعم الامريكي حتى ذلك الحين.
وقال زيباري انذاك لوكالة فرانس برس ان "استراتيجية بناء القوات تسير على ثلاث مراحل مهمة جدا ويجب الحرص عليها". واضاف يتوجب "على السياسيين ايجاد اساليب اخرى لتعويض الفراغ ما بعد 2011، لان الجيش لن يتكامل قبل 2020".
وتقع قاعدة كالسو على مقربة من ناحية الاسكندرية 50 كلم جنوب بغداد وسط العراق وتمثل نقطة رئيسية لشحن اطنان من المعدات العسكرية والاف الجنود.
إستبدال التكتيك
في محاولة لتفسير ما يبدو أنه تضارب وتباين في المواقف الأمريكية من حرب العراق، يقول بعض الخبراء والمحللين أن الإدارة الأمريكية أدركت مع منتصف سنة 2008 أنها غير قادرة على حسم الحرب لصالحها بالإمكانيات العسكرية المتاحة في ذلك الوقت، وأن مواصلة الحرب ستكون مكلفة ماديا وبشريا ولهذا يجب البحث عن تكتيك جديد لضمان المكاسب الأمريكية السياسية والاقتصادية وفي نفس الوقت تقليص الوجود الأمريكي العسكري لتجنب تكبد مزيد من الخسائر.
إلى جانب أسلوب فرق تسد وعمليات توليد وتسعير الخلافات المذهبية والعرقية كثفت واشنطن من اعتمادها على قوى خارجية مجاورة جغرافيا لبلاد الرافدين لتضمن بقواتها وعملائها وأموالها عدم خروج بغداد عن الخط الذي رسمه لها الغزاة يوم سقوط عاصمة الرشيد تحت الاحتلال في 9 أبريل 2003.
رغم الخلاف الأمريكي الإيراني على قضايا عديدة، فإن خبراء مراكز الرصد والتحليل يرون أن الأمر يتعلق أساسا بنزاع نفوذ في منطقة الخليج العربي. واشنطن لا تريد أن تنافسها وتزاحمها طهران على مناطق النفوذ، وأن تقبل بنصيب يحدده الغرب من كعكة المكاسب في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم. وإيران تريد من جانبها أن تكون شريكا كاملا وليس مجرد وسيط، وهذا ما يولد احيانا التصادم الذي لا يرقى إلى المواجهة العسكرية، في حين يولد ما يسميه الخبراء تخادما يسفر عن تحقيق أهداف مشتركة.
هذا ما يفسر حالة التعاون بين طهران وواشنطن بخصوص أفغانستان والعراق.
بعد تسعة أشهر من غزو العراق جاء التأكيد الرسمي عن هذا التخادم، فقد صرح محمد علي أبطحي نائب الرئيس الإيراني للشئون القانونية في ختام أعمال مؤتمر عقد في أبوظبي مساء الثلاثاء 13 يناير 2004 بالقول مفتخرا ومنتشيا "لولا إيران لما سقطت كابول وبغداد" وإن إيران "قدمت الكثير من العون لأمريكا في حربها في أفغانستان وفي بغداد". بعد ذلك كرر الأمر عدد من كبار المسؤولين في طهران.
خلال تسع سنوات من عمر احتلال العراق أرسلت طهران قوات حرس الثورة لمساندة المليشيات الطائفية في بلاد الرافدين والتي عاثت فسادا وتدميرا وصفت عشرات الألاف من الأطر العراقية مدنية وعسكرية، وشاركت القوات الإيرانية في حرب المليشيات الطائفية ضد المقاومة العراقية وهو الأمر الذي وفر فترة راحة للجيش الأمريكي المنهك.
المتطلبات
واشنطن وموازاة مع تقليص وجودها العسكري في العراق تنتظر من طهران أن تساهم في منع أي تحول في العراق لا يخدم مصالحهما، ولكنها تخشى في نفس الوقت من طموح ساسة إيران الزائد. من هذا المنطلق تأتي التحذيرات الأمريكية.
الخبير الأمريكي انطوني كوردسمان الذي يوصف بالمفكر السياسي الإستراتيجي قال في سبتمبر 2011 ان إيران "تمتلك قدرات ثقافية وعسكرية واقتصادية عدة للتأثير" في العراق الذي مزقته تسع سنوات من الحرب.
وأضاف "لكن ليس من السهل اعادة صياغة العراق ليصبح الحليف الذي تريده ايران".
وبوجود قوات امريكية وعدمه، يرى كوردسمان في كل الاحوال "تنافسا على النفوذ" بين واشنطن وطهران في العراق. وهو يرى ان دبلوماسيي وزارة الخارجية هم الذين سيديرون العلاقة الامريكية مع العراق، إذا لم تحدث مفاجآت.
علي الصفار المحلل السياسي الذي يعمل في منظمة "إيكونميست إنتليجنت يونت" ومقرها في لندن، قدر من جانبه إن "التدخل الإيراني بصورة عامة في الوقت الحالي كبير وواسع المدى وخصوصا في المناطق الجنوبية". وأضاف أن "إيران عملت ومنذ عام 2003، على عدم وضع بيضها في سلة واحدة فهي توسع دائرة نفوذها على جهات مختلفة، وها هي تجني ثمار هذه السياسة الآن". وأضاف الصفار "مع عملية الانسحاب، سيتضاءل النفوذ الأمريكي، وأعتقد أن إيران عبر حلفائها، وكذلك الدول العربية المجاورة للعراق عبر المرشحين المقبولين لديهم، ستسعى للتدخل وتعزيز وضع الأحزاب السياسية المفضلة لدى كل جانب".
يوم الأحد 23 أكتوبر حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إيران، من التشكيك في الالتزام الأمريكي بالعراق. وقالت في مقابلة مع شبكة "سي إن إن": "ينبغي على أي جهة، خصوصا إيران، ألا تخطئ في حساباتها بشأن استمرار التزامنا تجاه العراقيين وتجاه مستقبل بلادهم"، مشيرة إلى استمرار الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة والتحالف مع تركيا، مذكرة بأن لديها "قواعد في البلدان المجاورة ولدينا حليفتنا تركيا ونحن منتشرون في هذه المنطقة".
في الوقت الذي تباهت فيه كلينتون بوجود حليف تركي يمكن أن يحد من تجاوز إيران للخطوط الحمراء، أعلن البنتاغون يوم الجمعة 28 أكتوبر ان الولايات المتحدة تعتزم بيع تركيا ثلاث مروحيات هجومية من طراز "ايه اتش-1 سوبر كوبرا" في صفقة تصل قيمتها الى 111 مليون دولار، وذلك بعدما شنت انقرة هجوما واسع النطاق على الانفصاليين الاكراد داخل أراضيها وفي شمال العراق.
واعتبر هذا الطلب غير معتاد لأن المروحيات الثلاث وقطع الغيار اللازمة لها ستأتي من اسطول مشاة البحرية الامريكية.
وأوضحت وكالة التعاون الدفاعي الأمني "دي اس سي ايه" في بيان ان سلاح المارينز ينوي استخدام الاموال التي سيجنيها من هذه الصفقة في شراء معدات جوية جديدة.
جيش الخارجية
وفيما يبدو أنه بديل ومكمل للاحتلال العسكري وضمن ما أشارت اليه كلينتون، تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية إرسال 16 ألف موظف مدني إلى العراق.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في وقت سابق أنه يجري التحضير حاليا لما يسمى "عملية بناء العراق" واصفة هذه العملية بأنها الكبرى منذ مشروع "مارشال" لإعادة إعمار أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية.
وذكرت الصحيفة أن مراقبين أبدوا مخاوفهم من عدم قدرة وزارة الخارجية السيطرة على هذا الجيش من الموظفين الذين سيتبعون السفير الأمريكي في بغداد، خاصة وأن نسبة كبيرة منهم من المتعاقدين وليسوا موظفين في وزارة الخارجية.
ونقلت الصحيفة عن كريستوفر شيس، العضو الجمهوري السابق في الكونغرس قوله "نحن قلقون جداً ولا أعلم كيف سيقومون بتلك المهمة".
في نطاق تعزيز تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية أعرب وزير الدفاع الأمريكي عن ثقته في قدرة العراق على التصدي للتهديد وتابع بانيتا: "أود أن أشير إلى أن لدينا قوة كبيرة حاليا في المنطقة"، هناك نحو 23 ألف عسكري في الكويت وحدها، "عليه ستكون لدينا قوة كافية ستكون حاضرة وستتعامل مع أي تهديد".
غزل إيراني أمريكي مبطن
الملاحظ أنه في نطاق التنافس الأمريكي الإيراني والتعامل باسلوب العصا والجزرة، تظهر من حين لآخر ما تصفه وسائل اعلامية بغزل إيراني أمريكي مبطن، يكشف مفهوم التخادم بين الطرفين.
يوم السبت 29 أكتوبر 2011 قال وزير الخارجية الايراني على اكبر صالحي ان ايران ترغب في اقامة علاقات ودية مع الولايات المتحدة يوما ما لكن ليس في ظل الظروف الحالية.
وتعقيبا على تصريحات لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في الاسبوع السابق عن ان واشنطن تدعم الشعب الايراني لكنها تعارض سياسات حكومته قال صالحي ان رسالتها لم تضف شيئا، "سمعنا مثل هذه التصريحات مرارا وتكرارا لكنها للاسف مليئة بالتناقضات".
وذكر صالحي "لكن اعادة ارساء العلاقات لن تكون مجدية الا اذا دخل الطرفان في مفاوضات على اسس متساوية وعلى نفس المستوى وبدون اي شروط مسبقة".
وهذه ليست المرة الاولى التي تبعث فيها ايران باشارة الى ان المصالحة مع واشنطن قد تحدث يوما ما في ظل ظروف مغايرة. وقد أكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مرارا انه "يحب" الشعب الأمريكي.
وصرح في مقابلة اجريت مع شبكة تلفزيون سي.ان.ان الأمريكية "ليس لدينا أي مشكلات مع شعب الولايات المتحدة. نحن نحبهم. لدينا مشكلات مع حكومة الولايات المتحدة".
وعلى نفس الطريقة قالت كلينتون للايرانيين في مقابلة مع راديو صوت أمريكا "الولايات المتحدة ليست في نزاع معكم. نريد ان ندعم تطلعاتكم. سنسعد كثيرا اذا غير النظام في ايران فكره غدا".
الانقلاب
يسجل المراقبون أنه في تزامن مع إعلان أوباما "الإنسحاب" وتبلور فصل جديد من التخادم الأمريكي الإيراني، أعلن في بغداد عن الكشف عما سمي مخطط بعثي لقلب نظام الحكم بعد إنسحاب القوات الأمريكية.
يوم السبت اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اعتقال 615 من قياديي حزب البعث اغلبهم من محافظات الوسط والجنوب، مؤكدا محاولتهم تحويل محافظة صلاح الدين التي اعلنت نفسها اقليما، ملاذا امنا.
وقال المالكي في لقاء مع قناة "العراقية" الحكومية "لا بد من الفرز بين البعثيين الذين يعملون في دوائر الدولة ومؤسساتها، وإنسجموا مع العملية السياسية وتصدوا للارهاب، وبين البعثيين الصداميين الذين يتعاونون مع القاعدة ويعملون على اسقاط العملية السياسية". وفي حين وصف عدد من المسؤولين الاعتقالات التي بدأت منتصف أكتوبر بأنها إحباط لمؤامرة محددة، قال آخرون إنها إجراء وقائي قبل الانسحاب الأمريكي.
في رد على هذه الاعتقالات وكمؤشر على هشاشة الوضع شهدت عدة مدن عراقية يوم الجمعة 28 اكتوبر مظاهرات كبيرة للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الذين تم توقيفهم بذريعة انتمائهم لحزب البعث. وطالب المتظاهرون بإلغاء هيئة المساءلة والعدالة أو ما يسمى قانون اجتثاث البعث.
وتوزعت المظاهرات في محافظات صلاح الدين وديالى والأنبار. وخرجت تظاهرات مماثلة الى شوارع الرمادي حيث قطع المحتجون الطريق الدولي السريع احتجاجا على جملة الاعتقالات الجديدة وما وصفه المتظاهرون ب"سياسة التهميش والإقصاء" التي تتعرض لها المحافظة.
في نفس الوقت صوت مجلس محافظة صلاح الدين ذات الغالبية السنية يوم الخميس 27 أكتوبر بالاغلبية على اعلان المحافظة اقليما مستقلا "اداريا واقتصاديا" احتجاجا على "الاعتقالات" و"الاقصاء" ضد ابنائها.
مصادر رصد غربية تراقب الأزمة الجديدة داخل العراق تقدر أن واشنطن قد تقبل التضحية بحلفائها الموجودين في قمة السلطة في بغداد من أجل وقف التصعيد ولكن شرط ألا يحل بالمنطقة الخضراء من يعاكس سياستها.
تجربة الحرب في ليبيا
بعض الخبراء في مراكز البحوث الأمريكية يقولون أنه بعد أن تكبدت واشنطن خسائر كبيرة في العراق وأفغانستان أخذت تبحث عن تكتيك بديل للتدخل العسكري الشامل ضد خصومها. تجربة حلف "الناتو" في ليبيا وأساليب ركوب حركة التطور في المنطقة العربية، غدت الأن المحور الذي يتحكم في قرارات البيت الأبيض، والنافذون في واشنطن يرون في هذا الأسلوب المخرج لمواجهة أي تطور في العراق مضر بالمصالح الأمريكية.
يوم الجمعة 28 أكتوبر اعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي توم دونيلون ان الولايات المتحدة انفقت في ثمانية اشهر من النزاع الليبي أقل مما تنفقه في اسبوع واحد في افغانستان او العراق، وهو ما يبرهن بحسب رأيه ضرورة اتباع سياسة "تقاسم اعباء" العمليات العسكرية في الخارج.
وكتب مستشار الرئيس باراك اوباما لشؤون الامن القومي في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست ان "تقاسم الاعباء اكثر من مجرد شعار، هذا يعني تقاسم التكاليف. ان مساهمتنا الاجمالية في حوالى ثمانية اشهر من العمليات في ليبيا تصل الى حوالى 1200 مليون دولار، هذا جزء من الكلفة الاجمالية للمساهمة الدولية في ليبيا، واقل من تكلفة اسبوع من العمليات في افغانستان او العراق".
واكد دونيلون ان سقوط نظام العقيد معمر القذافي "يبرز القيمة الفريدة التي لا غنى عنها للقيادة الامريكية لتحالفات قوية" مثل حلف شمال الاطلسي.
ورحب المستشار بمشاركة دول اخرى سواء من الاعضاء في الحلف الاطلسي او من خارجه في العمليات التي شنها الحلف ضد نظام القذافي، مؤكدا ان السياسة التي انتهجها الرئيس اوباما في ليبيا "نجحت في تحقيق اهدافنا وادت الى توزيع المهام ما سمح لآخرين في الحلف الاطلسي بالمساهمة كل بحسب قدراته ومصالحه".
واضاف ان "حلفاء الولايات المتحدة وشركاءها هم مصدر دائم لقوتنا الوطنية وريادتنا العالمية يساعد في دعم أمننا وتعزيز ازدهارنا ونشر قيمنا".
ويأتي تصريح توم دونيلون في وقت يؤكد فيه انصار الضربات الجوية الامريكية على انتصار الحملة في ليبيا كدليل اضافي على اهمية دعم الطيران للابقاء على التفوق العسكري للولايات المتحدة، وكمثال لتدخلات مستقبلية ممكنة في المنطقة العربية أو خارجها.
فمع تكلفته المتواضعة ومدته المحدودة نسبيا وفر النزاع الليبي مشهدا متباينا مع الحروب الباهظة الكلفة والطويلة والتي تثير اعمالا انتقامية للمقاومين مثل تلك التي تخوضها الولايات المتحدة في افغانستان او في العراق منذ عقد من الزمن.
واوضح ستيفن بيدل من مركز الابحاث بمجلس العلاقات الخارجية "ان اللجوء الاخير للضربات الجوية يعتبر بنظر الرأي العام خاليا من أي عيوب"، "في حين ان النزاعات التي تجري على الارض هي عموما مكلفة وبطيئة وتؤدي الى سقوط العديد من الضحايا حتى عندما تنتهي بانتصار".
واشار ديفيد ديبتولا الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الى ان طائرات الحلفاء في حلف شمال الاطلسي قضت على الدفاعات الجوية الليبية ومكنت من فرض منطقة حظر جوي وشلت طائرات الجيش الليبي على الارض كما شلت الدبابات والاسلحة الثقيلة للجيش ومن ثم سمحت لقوات المتمردين باسقاط النظام.
ورأى ان على الولايات المتحدة ان تراهن على "الجو" للاحتفاظ بتفوقها العسكري باعتباره يمثل "دعامة" استراتيجية وطنية في مجال الأمن.
كما وفرت الحملة الليبية دعما لمؤيدي العمليات التي تعتمد على قوات خاصة وتتحرك بالتعاون مع مقاتلين محليين بمؤازرة قوات جوية بهدف تحقيق هدف سريع دون التورط في حرب برية.
وقد عزز النزاع الليبي "الفكرة السائدة اصلا بعد حرب العراق بأن القوات على الارض والتدخلات طويلة الامد لاعادة بناء امة" باتت تنتمي الى الماضي، على ما يقول بيتر سينغر الخبير في مؤسسة بروكينغز.
لكن محللين يشددون على ضرورة عدم اهمال ما يسمونه ب"النموذج الافغاني" مشيرين بذلك الى العمليات الاساسية التي سمحت بالاطاحة بطالبان في 2001 مع ضربات جوية، مشيرين ايضا الى عدم امكان توفير ضمانات مع الافتقار الى العدد الكافي من القوات على الأرض.
كتب مراسل وكالة ألأنباء الألمانية "د ب أ" من جنوب العراق: يمكن رؤية مئات الشاحنات بلوحات تسجيل كويتية وهي تحمل آليات مدرعة وعجلات عسكرية وأجهزة ومعدات عسكرية فضلا عن أرتال عسكرية أمريكية تشق الطريق بسرعة وهي تقطع طريق المرور الدولي السريع من العراق إلى الكويت تحت حماية المروحيات الأمريكية.
وقال المواطن أبو مهدي 47 عاما "أن منظر الانسحاب يشبه إلى حد كبير مشهد اجتياحهم للعراق حيث دخلوا البلاد بسرعة واندفاع وهم اليوم يفعلون نفس الشيء لكن باتجاه الخارج".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.