تغير مفاجئ.. هكذا نشرت قناة "فرنسا 3" خريطة المغرب    فلقاء الخطاط مع وزير الدفاع البريطاني السابق.. قدم ليه شروحات على التنمية وفرص الاستثمار بالأقاليم الجنوبية والحكم الذاتي    مجلس المنافسة كيحقق فوجود اتفاق حول تحديد الأسعار بين عدد من الفاعلين الاقتصاديين فسوق توريد السردين    برنامج "فرصة".. عمور: 50 ألف حامل مشروع استفادوا من التكوينات وهاد البرنامج مكن بزاف ديال الشباب من تحويل الفكرة لمشروع    الغالبية الساحقة من المقاولات راضية عن استقرارها بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة    أول تعليق من الاتحاد الجزائري على رفض "الطاس" طعن اتحاد العاصمة    جنايات الحسيمة تدين "مشرمل" قاصر بخمس سنوات سجنا نافذا    خلال أسبوع.. 17 قتيلا و2894 جريحا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية    نشرة إنذارية.. أمطار قوية أحيانا رعدية مرتقبة بتطوان    طابع تذكاري يحتفي بستينية السكك الحديدية    مقتل فتى يبلغ 14 عاماً في هجوم بسيف في لندن    الأمثال العامية بتطوان... (586)    المهمة الجديدة للمدرب رمزي مع هولندا تحبس أنفاس لقجع والركراكي!    نقابي: الزيادة في الأجور لن تحسن القدرة الشرائية للطبقة العاملة والمستضعفة في ظل ارتفاع الأسعار بشكل مخيف    الدوحة.. المنتدى العربي مع دول آسيا الوسطى وأذربيجان يؤكد على ضرورة الالتزام باحترام سيادة الدول واستقلالها وضمان وحدتها    محطات الوقود تخفض سعر الكازوال ب40 سنتيما وتبقي على ثمن البنزين مستقرا    لأول مرة.. "أسترازينيكا" تعترف بآثار جانبية مميتة للقاح كورونا    هجرة/تغير مناخي.. رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا يشيد بمستوى التعاون مع البرلمان المغربي    من يراقب محلات بيع المأكولات بالجديدة حتى لا تتكرر فاجعة مراكش    في عز التوتر.. المنتخب المغربي والجزائري وجها لوجه في تصفيات المونديال    ليفاندوفسكي: "مسألة الرحيل عن برشلونة غير واردة"    بلينكن يؤكد أن الاتفاقات الأمنية مع السعودية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل شبه مكتملة    مساء اليوم في البرنامج الأدبي "مدارات" : المفكر المغربي طه عبد الرحمان.. بين روح الدين وفلسفة الاخلاق    ستة قتلى في هجوم على مسجد في هرات بأفغانستان    وزارة الاقتصاد: عدد المشتركين في الهاتف يناهز 56 مليون سنة 2023    توقيف نائب رئيس جماعة تطوان بمطار الرباط في ملف "المال مقابل التوظيف"    دل بوسكي يشرف على الاتحاد الإسباني    مساعد الذكاء الاصطناعي (كوبيلوت) يدعم 16 لغة جديدة منها العربية    تعبئة متواصلة وشراكة فاعلة لتعزيز تلقيح الأطفال بعمالة طنجة أصيلة    الدورة ال17 من المهرجان الدولي مسرح وثقافات تحتفي بالكوميديا الموسيقية من 15 إلى 25 ماي بالدار البيضاء    مقاييس الأمطار بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    استهداف المنتوج المغربي يدفع مصدرين إلى التهديد بمقاطعة الاتحاد الأوروبي    توقيت واحد فماتشات البطولة هو لحل ديال العصبة لضمان تكافؤ الفرص فالدورات الأخيرة من البطولة    تم إنقاذهم فظروف مناخية خايبة بزاف.. البحرية الملكية قدمات المساعدة لأزيد من 80 حراك كانوا باغيين يمشيو لجزر الكناري    "الظاهرة" رونالدو باع الفريق ديالو الأم كروزيرو    الريال يخشى "الوحش الأسود" بايرن في ال"كلاسيكو الأوروبي"    "أفاذار".. قراءة في مسلسل أمازيغي    أفلام بنسعيدي تتلقى الإشادة في تطوان    الملك محمد السادس يهنئ عاهل السويد    ثمن الإنتاج يزيد في الصناعة التحويلية    صور تلسكوب "جيمس ويب" تقدم تفاصيل سديم رأس الحصان    دراسة علمية: الوجبات المتوازنة تحافظ على الأدمغة البشرية    ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و535 شهيدا منذ بدء الحرب    التنسيق الوطني بقطاع الصحة يشل حركة المستشفيات ويتوعد الحكومة بانزال قوي بالرباط    فرنسا تعزز أمن مباني العبادة المسيحية    العثور على رفاة شخص بين أنقاض سوق المتلاشيات المحترق بإنزكان    عرض فيلم "الصيف الجميل" للمخرجة الإيطالية لورا لوتشيتي بمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط    فيلم من "عبدول إلى ليلى" للمخرجة ليلى البياتي بمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط    "النهج" ينتقد نتائج الحوار الاجتماعي ويعتبر أن الزيادات الهزيلة في الأجور ستتبخر مع ارتفاع الأسعار    مدينة طنجة توقد شعلة الاحتفال باليوم العالمي لموسيقى "الجاز"    تكريم الممثل التركي "ميرت أرتميسك" الشهير بكمال بمهرجان سينما المتوسط بتطوان    توقعات طقس اليوم الثلاثاء في المغرب    حمى الضنك بالبرازيل خلال 2024 ..الإصابات تتجاوز 4 ملايين حالة والوفيات تفوق 1900 شخص    المفاوضات بشأن اتفاق الاستعداد للجوائح بمنظمة الصحة العالمية تدخل مرحلتها الأخيرة    هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأثم فاعله!    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (8)    الأمثال العامية بتطوان... (584)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بلاد الشام والحرب السرية بين واشنطن وموسكو
نشر في العلم يوم 30 - 09 - 2013

رغم مرور أزيد من 60 عاما على توقف القتال في الحرب الكورية التي شاركت فيها قوات دول عدة، طرف منها تحت راية الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة ضد كل من كوريا الشمالية المدعمة من طرف الصين والاتحاد السوفيتي، لم تكشف موسكو أو واشنطن أو لندن إلا عن جزء محدود من الملفات السرية المتعلقة بهذا الصراع الذي كاد يتحول إلى حرب عالمية ثالثة. لقد تجمد القتال بإتفاق على وقف إطلاق النار في 27 يوليو 1953 بعد أن خلف حوالي أربعة ملايين ضحية بين قتيل وجريح حيث كان الضحايا المدنيين ضعف ضحايا العسكريين.
خلال شهر سبتمبر 2013 كشفت موسكو عن سر كبير بخصوص هذا الصراع، أهمية هذا الكشف تزيد بسبب التوقيت الذي تم فيه وكذلك الملابسات الدولية المحيطة به في عالم تجري محاولات لإعادة رسم موازين القوى فيه رغم أن ذلك قد يقود إلى أكثر من حرب باردة جديدة.
الحرب السرية
بتاريخ 26 سبتمبر 2013 نشرت وسائل إعلام روسية ما وصفته بملف "الحرب السرية" أو المواجهة السوفيتية الأمريكية في السماء الكورية. في الجزء الأول من البرنامج المتلفز تحدث بطل الاتحاد السوفيتي اللواء طيار سيرغي كرامورينكو عن مشاركته مع مجموعة كبيرة من الطيارين السوفيت في الحرب الكورية وعن المواجهات التي خاضها سوية مع رفاقه الطيارين ضد سلاح الجو الأمريكي. وقال أنه بعد التدمير شبه الكامل لسلاح الجو الكوري الشمالي قرر الزعيمان الصيني ماو تسي تونغ والسوفيتي يوسف ستالين إرسال متطوعين إلى كوريا الشمالية تخوفا من توحيد الكوريتين تحت لواء الرأسمالية الغربية. وتحدث كرامورينكو عن اليوم الذي يعرف في التأريخ الأمريكي ب"الخميس الأسود" عام 1951 عندما قام مع رفاقه بطائراتهم "ميغ 15" بإسقاط 12 قاذفة أمريكية كانت متوجهة لقصف المدن الكورية الشمالية، وهو ما دفع القيادة الأمريكية إلى وقف الهجمات على أهداف في شمال كوريا لأكثر من شهرين.
البرنامج كشف كيف تواجه الطيارون الروس مع القوات الأمريكية وحلفائها طوال ثلاث سنوات دون أن يتحدث أحد عن الأمر علنا وفي غيبة وجهل وسائل الاعلام وحتى الكونغرس الأمريكي ومجلس العموم البريطاني.
مراقبون أشاروا إلى أن كشف موسكو للسر جاء في وقت كثرت فيه التسريبات والأخبار عن تدفق عشرات آلاف المسلحين الأجانب على سوريا للإنضمام إلى القوات التي تسعى للإطاحة بالنظام القائم بمساعدة ومشورة وتأطير وحدات من القوات الخاصة البريطانية والأمريكية والفرنسية، كما تزامن مع حشد غير مسبوق للقوات البحرية الروسية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.
زحمة أساطيل
منذ إندلاع الحرب على أرض الشام في مارس 2011 كان لروسيا تواجد بحري حربي يتفاوت حجمه في شرق المتوسط وذلك بموازاة مع تحركات وكثافة وجود البحرية الأمريكية والفرنسية والبريطانية في المنطقة. ابتداء من شهر سبتمبر 2013 سجل ما سماه ملاحظون إزدحاما كثيفا للسفن الحربية وهو ما اعتبر أنه ينطوي على مخاطر نشوب صراع كبير إن لم يكن بناء على قرار سياسي فقد يكون نتيجة مجرد خطأ في التقدير.
يوم الجمعة 13 سبتمبر أعلن القائد العام للقوات البحرية الروسية الأميرال فيكتور تشيركوف أن روسيا ستواصل تعزيز مجموعة سفنها المتواجدة في البحر الأبيض المتوسط والتي تضم 16 سفينة حربية، للحيلولة دون ظهور أي خطر يهدد حدودها وأمنها. وقال تشيركوف للصحفيين: "ستقوم روسيا بتعزيز مجموعتها في البحر الأبيض المتوسط حتى يكون لها اكتفاء ذاتي في مسائل تنفيذ الأهداف المطروحة أمامها. والأهداف واضحة تماما وتكمن في تجنب ظهور أي خطر على الحدود وأمن الدولة". وأكد الأميرال أن توجه السفن الى شرق المتوسط إجراء طبيعي تتخذه أي دولة ذات أساطيل، لتعزيز تواجدها في مناطق تزداد فيها حدة التوتر، في إشارة الى تصعيد الوضع حول سوريا. وأكد أن التشكيل العملياتي الروسي في شرق البحر الأبيض المتوسط يضم حاليا 7 سفن حربية، وستنضم اليها قريبا 3 سفن أخرى، هي عبارة عن طراد صاروخي وسفينة إنزال كبيرة وسفينة حراسة. وكانت موسكو قد بدأت تعزيز تواجدها في البحر الأبيض المتوسط عام 2012.
ومنذ ديسمبر 2013 باشر الأسطول الروسي بتنفيذ المهمات المتعلقة بضمان الوجود الدائم في الجزء الشرقي من المتوسط. ولتحقيق هذا الهدف تم دمج جميع السفن المتواجدة في المنطقة إلى تشكيل عملياتي واحد بقيادة السفينة الكبيرة "الأميرال بانتيلييف" المضادة للغواصات.
بينما واصلت موسكو حشدها العسكري بموازاة التفاوض مع واشنطن على صفقة حول السلاح الكمياوي السوري، أوعز الرئيس باراك أوباما للمدمرات الأمريكية المنتشرة في شرق البحر الأبيض المتوسط بألا تبرح مكانها، مع بقاء احتمال استخدامها لتوجيه ضربة إلى سوريا. وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية أن أوباما أمر وزير دفاعه تشاك هاغل خلال مكالمة هاتفية الأربعاء 11 سبتمبر بإبقاء المدمرات المجهزة بصواريخ "توماهوك" المجنحة في شرق المتوسط. وبدوره اتصل هاغل بقائد المدمرة "بيري" التي كان من المقرر أن تعود الى أمريكا قريبا، وأمره بالبقاء في المنطقة وذلك "في إطار التحضيرات لعمل عسكري ضد النظام السوري". وجاء في بيان صدر عن البنتاغون أن هاغل "أثنى على عمل المدمرة "بيري" والسفن الأخرى من التشكيل الأمريكي بالمنطقة فهي تضمن قدرة القوات الأمريكية على تنفيذ المهمات المطروحة أمامها في حال تلقي أوامر بهذا الشأن من القائد الأعلى".
السير على حافة الهاوية
محللون أعتبروا الإجراء عملية سير على حافة الهاوية في حين قدر آخرون أنها مسرحية لأن أوباما كان مقيدا وبناء على إختياره بالحصول على تأييد غير متوقع من جانب الكونغرس.
بغض النظر عن البعد الحقيقي لمخططات الرئيس الأمريكي واصلت موسكو لعبة إمتحان القوة.
حيث أكدت الدائرة الصحفية لقيادة الأسطول الحربي الروسي أن سفينة الحراسة "سميتليفي" التابعة لأسطول البحر الأسود، أبحرت الخميس 12 سبتمبر من ميناء سيفاستوبول باتجاه الساحل السوري. ومن المقرر أن تنضم إلى الطراد الصاروخي "موسكو" وسفينة الإنزال الكبيرة "نيقولاي فيلتشينكوف" لتعزز التشكيل العملياتي البحري الروسي في البحر الأبيض المتوسط. وزادت موسكو بالقول أنه من المقرر بعد أن تعبر السفينتان "سميتليفي" و"نيقولاي فيلتشينكوف" مضيقي البوسفور والدردنيل معا، ستتوجهان إلى الساحل السوري، حيث ستزور سفينة الإنزال الكبيرة ميناء طرطوس السوري لنقل عتاد عسكري الى المركز الروسي للتأمين المادي والتقني بالميناء.
وتابع المصدر أن سفينة الإنزال الكبيرة التي تقل على متنها وحدة من مشاة البحرية، ستنفذ مهمات قتالية في مناطق محددة شرق البحر الأبيض المتوسط ضمن مجموعة السفن التابعة للأسطول الحربي الروسي المتواجدة في المنطقة.
يذكر أن حمولة سفينة الإنزال الكبيرة "نيقولاي فيلتشينكوف" تبلغ 4650 طنا. وإنها يمكن أن تتسع ل 1500 طن من المعدات والشحنات، بما فيها 20 دبابة قتالية و45 عربة مدرعة أو 50 شاحنة، بالإضافة إلى 300 فرد من رجال الإنزال البحري. وطولها 113 مترا. وتبلغ سرعة السفينة 16.5 عقدة بحرية. ومدى إبحارها 10 ألف ميل بحري.
مع كل خطوة أمريكية فرنسية لحشد القوات واصلت موسكو تعزيز قواتها بضم مجموعة سفن جديدة من بينها سفينة الاستطلاع الإلكتروني الروسية "بريازوفييه" وسفينتا الإنزال البحري الروسيتان "نوفوتشيركاسك" و"مينسك".
الخبراء العسكريون أشاروا إلى أنه بهذه التركيبة من المعدات والسفن سيكون في مقدور موسكو وحتى بدون التدخل المباشر تعزيز الدفاعات السورية بشكل مشابه لما وقع في عقد السبعينات مع الفيتنام الشمالية لتعزيز دفاعاتها الجوية، وبالتالي فرض تهديد خطير على كل محاولة أمريكية للتدخل.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد نشرت في وقت سابق معلومات تفيد بأن مجموعة من السفن الحربية الروسية موجودة حاليا في البحر المتوسط تضم سفينة الحراسة "نيوستراشيمي" التابعة لأسطول البلطيق الروسي وسفن الإنزال الكبيرة "شابالين" و"بيريسفيت" و"الأميرال نيفيلسكوي". أما سفينتا الإنزال "نوفوتشيركاسك" و"مينسك" فقد إنضمت إليها في 6 سبتمبر، بالإضافة إلى سفينة مكافحة الغواصات "الأميرال بانتيلييف" التي تولت في 1 سبتمبر قيادة التشكيل العملياتي الثابت لسلاح البحرية الروسية في البحر المتوسط. وقد خرجت من ميناء سيفاستوبول يوم 1 سبتمبر سفينة الاستطلاع "بريزوفي" التي ستقوم بأداء مهامها بحسب الخطة الخاصة لهيئة الأركان العامة الروسية. وأفاد مصدر رفيع المستوى في الأركان العامة الروسية بأن زورق الصواريخ "إيفانوفيتس" وسفينة الصواريخ الصغيرة "شتيل" التابعين لأسطول البحر الأسود الروسي وصلا إلى منطقة الساحل السوري في 29 سبتمبر. وأوضح المصدر أن مهمة سفن الصواريخ هي حراسة سفن الإنزال الكبيرة. وأضاف أن صواريخ "موسكيت" و"مالاخيت" المضادة للسفن تعتبر السلاح الرئيسي لسفن وزوارق الصواريخ. وبالإضافة إلى ذلك يقع في ميناء طرطوس مركز التأمين المادي والتقني والمعمل العائم التابع لأسطول البحر الأسود الروسي.
يذكر أن 6 سفن أمريكية مزودة بصواريخ مجنحة ترابط في المنطقة، وبينها المدمرات "ستاوت" و"ماهان" و"غريفلي" و"بيري" و"ريميغ". وقد وصلت يوم 18 أغسطس حاملة الطائرات "هاري ترومان" إلى بحر العرب، ويرافقها الطرادان "غيتيسبيرغ" و"سان غاسينتو" والمدمرتان "بالكيلي" و"مايسون". وترابط في المنطقة أيضا سفينة الإنزال "سان أنطونيو" وحاملة الطائرات" نيميتس" والسفن المرافقة لها. وتتجه إلى الساحل السوري الفرقاطة الفرنسية "شيفاليه بول" وخلفها حاملة الطائرات شارل ديغول.
كيري يستبعد وقوع اشتباك مع روسيا
إذا كان مراقبون قد قدروا أن الحشد العسكري الروسي في المتوسط إذا ما أضيف اليه وجود 720 طيار وتقني روسي في ثلاث مطارات سورية خارج ميناء طرطوس وعدة مئات آخرين في مراكز توجيه أنظمة الدفاع الصاروخية الجوية والبحرية السورية، يشكل مؤشرا عن عزم الكرملين عدم السماح للبيت الأبيض بركوب قطار النصر لتبديل نظام الحكم في دمشق كما فعل من قبل في ليبيا، فإن ساسة البيت الأبيض تغاضوا عن هذا الاحتمال على الأقل علنا.
خلال جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الاربعاء 4 سبتمبر إن من المستبعد ان يؤدي توجيه ضربة عسكرية أمريكية إلى سوريا إلى اشتباك مع روسيا. وأضاف لقد "أوضح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف... ان روسيا لا تعتزم خوض حرب بسبب سوريا".
وأضاف أن لافروف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوضحا في مناقشات أن "سوريا لا ترقى إلى هذا المستوى من... الصراع". وهون كيري أيضا من شأن أي تهديد من السفن الروسية.
وقال مشيرا فيما يبدو إلى إحتمال أن ترد روسيا على أي عمل عسكري يحتمل ان تقوم به الولايات المتحدة "سفنهم أفسحت السبيل بمعنى ما. هم لا يهددون بذلك ولا أعتقد ان ذلك هو ما سيحدث هنا".
تجربة من سنة 1956
في رد غير مباشر على تصريحات كيري أعلن مصدر في أركان سلاح البحرية الروسي أن السفن الحربية الروسية قادرة على التأثير في الوضع بمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. وقال المصدر يوم الأربعاء 4 سبتمبر: "نعتبر أن قواتنا بشرق البحر الأبيض المتوسط اليوم كافية لحل المهام التي حددناها سابقا"، مشيرا إلى أن "هناك مجموعة عملياتية للسفن الحربية والاستطلاعية التابعة للسلاح البحري تعمل لمتابعة الوضع في هذه المنطقة بشكل شامل". وأكد السلاح البحري الروسي أن هذه السفن "قادرة في الوقت الراهن على التأثير على الوضع العسكري القائم بالتعاون مع الغواصات إذا اقتضت الضرورة ذلك". ولم يستبعد المصدر ظهور مهام مفاجئة في المنطقة في حال تصعيد النزاع. وأكد: "إننا مستعدون في الوقت الحالي لتنفيذ مهمات مفاجئة، وسنقوم في القريب العاجل بتصحيح تشكيلة المجموعة" لكي تتطابق مع التحديات المحتملة. وأعاد المصدر إلى الأذهان أن سفن البحرية السوفيتية بالذات هي التي ساعدت على أحباط العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
خطر النزعة الأمريكية
على الجانب السياسي وبموازاة مع التحرك العسكري، شددت موسكو على الخطر الذي تشكله النزعة الأمريكية للتصرف على الصعيد الدولي على أساس وهم القوة الأولى عالميا.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في كلمة ألقاها أمام الدورة ال 68 للجمعية العامة للامم المتحدة يوم الجمعة 27 سبتمبر أن روسيا قلقة من التصريحات المتكررة بشأن حق بعض الدول في استخدام القوة من أجل ضمان المصالح الذاتية بمنطقة الشرق الأوسط. وقال لافروف: "من المقلق سماع تصريحات بشأن الحق في استخدام القوة العسكرية من أجل ضمان المصالح الذاتية في منطقة الشرق الأوسط تحت ذريعة "بقاء الحاجة للزعامة" في الشؤون الدولية. ولكن مجمل تاريخ الفترة الأخيرة يدل على أن أي دولة، مهما كانت كبيرة أو مؤثرة، لا تستطيع أن تقف في وجه التحديات التي تواجهها الإنسانية حاليا لوحدها". وأشار لافروف الى أنه "في الآونة الأخيرة يتكرر بشكل متزايد القول بأن استخدام القوة أو التهديد بها - الأمر الذي يحظره بشكل مباشر ميثاق الامم المتحدة - يكاد يكون السبيل الأكثر فعالية لحل القضايا الدولية، بما في ذلك تسوية النزاعات الداخلية". وأضاف أن هناك "محاولات لتطبيق هذا الموقف على الوضع في سوريا. وهذا على الرغم من أن خبرة كافة التدخلات العسكرية تظهر أنها غير فعالة وخالية من أي جدوى وفتاكة، وأن هذا هو طريق خطير للغاية يؤدي إلى تخريب أسس النظام العالمي المعاصر، وتقويض أنظمة حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل". وأشار الوزير الروسي الى أنه "بالتأكيد، توجد هناك حاجة للزعامة. ولكن هذه الزعامة لا يمكن أن تكون إلا جماعية، ومبنية على أعمال منسقة للدول الرائدة في المجتمع الدولي، مع الاحترام الصارم لمبادئ ومعايير القانون الدولي". وتابع الوزير قائلا إن "التفهم المتزايد لهذا الواقع فتح الطريق نحو التوصل الى الاتفاق الروسي الامريكي حول وضع السلاح الكيميائي السوري تحت الرقابة الدولية وإتلافه لاحقا. وهذا الامر اصبح ممكنا بفضل قرار دمشق بالانضمام الى معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية والاسراع بتنفيذ تعهداتها في هذا الشأن.
وقال لافروف إن الكثير من مشاكل العالم المعاصر وجدت انعكاسا لها في الوضع المأساوي بسوريا، وفي تطور الأحداث في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل عام. وأعاد الى الأذهان أنه "منذ بداية الاضطرابات في تلك المنطقة، دعت روسيا باستمرار إلى وضع موقف موحد للمجتمع الدولي، يجمع بين المساعي لدعم الشعوب العربية في سيرها على طريق التغيير، وبين الإدراك بأن التغيرات ستتسم موضوعيا بطابع بعيد الأجل حينا، ومؤلم حينا آخر. وأكدنا على أهمية العمل بشكل متزن، والأخذ بعين الاعتبار أن الحديث يجري عن ظواهر معقدة ترتبط مع بحث صعب عن حلول وسط بين الطوائف المختلفة التي تشكل فسيفساء المجتمعات العربية. ووقفنا بإصرار مع خيار سبيل التنمية لتطور الأحداث وحل الخلافات بالطرق السلمية". وتابع الوزير: "فيما كانت هناك وجهة نظر أخرى تضمنت محاولات لتحديد مَن هم قادة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذين يتمتعون بالشرعية، ومَن منهم لا يملكونها، وتضمنت أيضا فرض الآراء حول ما هي الأطراف التي يجب دعمها في النزاعات الداخلية للدول، وفرض حلول خارجية جاهزة للتغيير الديمقراطي". وأشار الى أن المساعي لتصوير ما يحدث في العالم العربي بشكل مبسّط على أنه صراع بين الديمقراطية والاستبداد، أو بين الخير والشر حجب ولفترة طويلة رؤية المشاكل الحقيقية التي تتعلق بتصاعد موجة التطرف التي تؤثر الآن على مناطق أخرى.
وأضاف من المعروف عموما أن أكثر المجموعات المسلحة قوة في سوريا هي المجموعات الجهادية التي تضم العديد من المتطرفين الذين جاؤوا من كل أرجاء العالم، والأهداف التي يسعون لتحقيقها ليست لها أي علاقة بالديمقراطية، وهي تقوم على مبادئ التعصب، ويهدفون إلى تدمير الدول العلمانية، وإقامة ما يسمونه خلافة إسلامية. ومن الصعب وصف سياسة ما ببعيدة النظر في الوقت الذي تجري فيه تارة محاربة المجموعات المتطرفة باستخدام القوة، كما جرى في مالي، وتارة أخرى، بالعكس يقدم الدعم للمتطرفين، مثلما نراه في سوريا".
الفصل السابع
في تصريح لاحق يوم السبت 28 سبتمبر 2013 جدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، التشديد على أن قرار مجلس الأمن الدولي لتفكيك الترسانة الكيماوية للنظام السوري، الذي أجيز بالإجماع، يستبعد اللجوء للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وأن المجلس الأممي بحاجة لقرار جديد في حالة عدم امتثال أي من طرفي النزاع في سوريا بالقرار 2118، على حد قوله.
وقال لافروف، وبحسب ما نقلت وكالة "نوفوستي" عن مقابلة أجراها مع القناة الأولى التلفزيونية الروسية: "هذا القرار يستبعد بشكل مطلق استعمال القوة وأي استخدام للفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة بشكل عام".
وأضاف: "أي استخدام محتمل للقوة في المستقبل، بموجب الفصل السابع، سيكون بحاجة إلى قرار جديد، إذا ما كان هناك دليل قاطع ولا لبس فيه بعدم الامتثال".
وكان مجلس الأمن الدولي قد أجاز بالإجماع، فجر السبت، القرار 2118 لتفكيك الترسانة الكيماوية السورية "بأسرع وقت ممكن وبأقصى قدر من الشفافية والمساءلة".
وجدد لافروف اتهامه للمعارضة بامتلاكها أسلحة كيماوية، داعيا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى إتخاذ تدابير لضمان عدم استخدام أراضيهم، لتزويد مقاتلي المعارضة بهذا النوع من الأسلحة.
تشتت قوى المعارضة
في الوقت الذي أسهمت فيه تحركات موسكو في الحد من جهوزية واشنطن لركوب الخيار العسكري، زاد إختلال وضع القوى التي تسعى للإطاحة بنظام دمشق وذلك لأسباب عديدة منها كثرة تدخل الأطراف التي تساند الحركة المسلحة المناهضة لحكومة الأسد.
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" يوم الخميس 26 سبتمبر تقريراً من مراسلتيها في بيروت ليز سلاي وكارين دي يونغ عن الاثر المحتمل لرفض عدد من فصائل مقاتلي المعارضة السورية العمل تحت لواء الائتلاف الوطني السوري المعارض في الخارج الذي يدعمه الغرب ومطالبتها باعادة تنظيمه في اطار اسلامي.
جاء في التقرير:
"تلاشت الآمال الامريكية باكتساب مزيد من النفوذ على حركة الثوار المتصارعة الاربعاء بعد ان رفض 11 فصيلاً من اكبر المجموعات المسلحة العمل تحت قيادة ائتلاف المعارضة الذي يدعمه الغرب واعلنت تشكيل ائتلاف جديد يسعى الى اقامة دولة اسلامية.
ومن اول الموقعين على تشكيل المجموعة الجديدة جبهة النصرة التابعة ل "القاعدة". وسيعقد هذا جهود الولايات المتحدة الرامية الى تزويد الثوار "المعتدلين" باسلحة للاطاحة بالرئيس بشار الاسد.
ومن الفصائل الاخرى الموقعة على البيان لواء التوحيد، وهو اكبر وحدة في الجيش السوري الحر في مدينة حلب في الشمال، ولواء الاسلام وهو اكبر مجموعة ثوار في العاصمة دمشق، واحرار الشام، وهو انجح تنظيم للمقاتلين السلفيين. وتدعي الجبهة الجديدة انها تشكل مجتمعةً 75 في المائة من المسلحين المقاتلين للاطاحة بالأسد.
واختصر اللواء سليم ادريس، رئيس المجلس العسكري الاعلى المعتدل والقناة الرئيسة للمساعدات الامريكية للثوار زيارة الى باريس بعد بيان التحالف ليل الثلاثاء وتوجه الى سوريا الخميس ليحاول اقناع الفصائل باعادة النظر في خطوتها.
وشدد التحالف الجديد على انه لم يتخل عن مجلس ادريس، وانما فقط عن الائتلاف السياسي للمعارضة في الخارج والذي قال في بيان انه "لا يمثلنا".
غير ان تشكيل التحالف يترك مجلس ادريس مسؤولاً عن مجرد حفنة من الوحدات الصغيرة، وهو ما يشكك في جدوى تقديم مساعدات الى ثوار "معتدلين"، كما يقول تشارلز ليستر الذي يعمل في مؤسسة آي اتش اس جين للاستشارات الدفاعية.
وقال انه اذا صمد هذا التطور، "فمن المرجح ان يثبت انه اهم نقطة تحول في التمرد المناويء للحكومة السورية حتى الآن".
وبدا ان التطور قد فاجأ ادارة اوباما. اذ ان مسؤولاً رفيعا في وزارة الخارجية كان يقدم ايجازا للصحافيين ليلة الثلاثاء عن اجتماع في الامم المتحدة بين وزير الخارجية جون كيري ورئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا لم يكن على علم ببيان الثوار الذي كان قد صدر قبل ساعات عدة.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الامريكية جن بساكي في بيان الاربعاء ان المسؤولين "رأوا الانباء" وانهم "يبحثون مع المعارضة المعتدلة ماذا سيكون تأثير ذلك على التحرك قدماً".
وذكرت بساكي: "ان معارضة منقسمة تفيد نظام الأسد والانتهازيين الذين يستغلون الصراع لخدمة اجندتهم المتطرفة. اخذا في الاعتبار ان التحالفات والتفاهمات كثيرا ما تتغير على الارض على اساس الموارد والاحتياجات الآنية".
وفيما تسرع الولايات المتحدة وروسيا الجهود لعقد مؤتمر في جنيف يجمع الحكومة والمعارضة، فان انشقاق بعض اكبر فصائل الثوار يأتي كتذكير بان اي تسوية عن طريق التفاوض يجب ان تأخذ في الحسبان ايضاً رغبات اولئك الذين لهم قوة في الميدان، كما يقول سمير العظم، وهو استاذ تاريخ في جامعة شوني ستيت في اوهايو، وهو سوري ويؤيد المعارضة.
مكاسب لقوات دمشق
جاء في تقرير لوكالة رويترز يوم الثلاثاء 24 سبتمبر نقلا عن قادة في المعارضة إنه مع تزايد الانقسام في ميدان المعركة تحقق قوات الاسد الافضل تسليحا مكاسب.
ولم تتضح بعد تفاصيل حول أعداد المقاتلين الذين ستشملهم الجبهة الجديدة ولا كيف سيتعاونون مع بعضهم البعض. لكن قائدا في كتيبة التوحيد قال في فيديو على الانترنت إن جماعته ترفض سلطة الائتلاف الوطني السوري وحكومة أحمد طعمة المدعومة من الغرب ومن السعودية.
وقال متحدث باسم رئيس الائتلاف أحمد الجربا الذي حضر دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إن الائتلاف لن يتفاوض مع جماعات منفردة وانما سيضع هيكلا أفضل لتنظيم القوات المقاتلة.
ويمثل القرار انتكاسة للزعماء الأجانب الذين يحاولون دعم جماعات المعارضة الاقرب للتيار المدني وطمأنة الناخبين المتخوفين من تورط أكبر في الحرب الأهلية السورية. وقد يعيد البعض التفكير في مساعدة المقاتلين والتي تشمل تزويدهم بالسلاح من دول خليجية عربية ومساعدات أخرى من أوروبا والولايات المتحدة.
وعلى الرغم من نفي بعض المقاتلين الاسلاميين المعتدلين أن تكون الخطوة تعني نهجا أكثر طائفية وتشددا فقد يعزز بروز الاسلاميين الاصوليين على حساب الائتلاف الوطني السوري حجة الأسد بأن البديل لحكمه هو أن يحكم تنظيم القاعدة سوريا.
ولم توقع على البيان احد اكثر الجماعات تشددا في سوريا وهي الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام المرتبطة بتنظيم القاعدة على الرغم من أنه لم يتضح على الفور ما اذا كان ذلك خيارها أو أن جماعات أخرى استبعدتها عمدا.
ووقعت 13 جماعة من بينها ثلاث جماعات على الاقل كانت تعتبر في السابق جزءا من الجيش الحر وهو الجناح العسكري لائتلاف المعارضة على بيان يدعو إلى اعادة تنظيم المعارضة في اطار إسلامي وتحت قيادة جماعات تقاتل داخل سوريا.
ومن بين الموقعين جماعات متشددة مثل جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وكتائب أحرار الشام وكذلك جماعات إسلامية أكثر اعتدالا مثل لواء التوحيد ولواء الإسلام.
وتعاني المعارضة من التشرذم والخصومات منذ بدء الانتفاضة على الاسد قبل سنتين ونصف السنة. كما ظهرت توترات بين الجماعات الإسلامية ومن يؤيدون دولة علمانية بعد الاسد.
وقد يكون الابتعاد عن الجيش السوري الحر متعلقا بالمكان أيضا فمعظم الجماعات التي وقعت لتشكيل الكيان الجديد هي كتائب في شمال سوريا حيث تسيطر المعارضة على قطاعات كبيرة من الاراضي.
وقدر خالد خوجة ممثل الائتلاف الوطني السوري في تركيا أن الجماعات الثلاث عشرة تضم نحو 20 ألف مقاتل وقال إنها تسيطر فعليا على جزء من شمال سوريا.
تشارلز ليستر المحلل في مركز دراسات الإرهاب والتمرد بمؤسسة "آي.إتش.إس جين" ذكر إن الجماعات الإسلامية المعتدلة الثلاث التي وقعت على البيان وهي لواء التوحيد ولواء الإسلام وصقور الشام تمثل الوجود الرئيسي للائتلاف الوطني السوري على الأرض.
وقال ليستر "ومن المرجح أن التحالف الإسلامي المعتدل لم يعد موجودا كهيكل تنظيمي منفصل".
وبغض النظر عن الخلفيات الايديولوجية يرفض قادة عدد كبير من جماعات المعارضة داخل سوريا الائتلاف الوطني السوري ويتشككون فيه.
ويتهم منتقدون الائتلاف بعدم الشفافية فيما يتعلق بالتمويل وبالعمليات السياسية التي يقوم بها. ويقول المنتقدون إن الائتلاف منفصل عن الشعب السوري.
وقال أحد مؤيدي جبهة النصرة "سئمت كتائبنا استراتيجية الائتلاف الوطني السوري فهو يتحرك في الخارج ويتجاهل الداخل.. وجرت تنحية الكثير من الاسلاميين المعتدلين عندما تولت السعودية دور قطر.. حيث بدأت السعودية في دعم الجماعات العلمانية بشدة".
إسرائيل والنتيجة المرجوة
ضبابية الوضع في سوريا من وجهة نظر التحالف الغربي أربكت كذلك أصحاب القرار في إسرائيل، وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون إعتبر إنه سيتعين على الرئيس السوري، بشار الأسد، أن يرحل عن الحكم سواء بطرق دبلوماسية أو "بطرق أخرى"، وأن ذلك سيتم بعد تنفيذ الاتفاق الروسي الأمريكي بشأن التخلص من السلاح الكيميائي.
ونقلت صحيفة "معاريف" يوم الجمعة 27 سبتمبر، عن يعلون قوله، خلال لقاء مع "لوبي محبي إسرائيل" تحت رعاية "الكونغرس اليهودي العالمي" و"السفارة المسيحية الدولية"، إن "هذا ممكن أو لا.. على الأسد أن يترك الحكم بالدبلوماسية أو بطرق أخرى، وقبل ذلك سيتم تحييد السلاح الكيميائي ومن ثم تحريك عملية إنهاء حكم الأسد".
وأضاف يعلون في الأمد البعيد توجد مصلحة مشتركة لدى الولايات المتحدة وتركيا والأردن وإسرائيل بتغيير الحكم وأن يأتي مكانه حكم صادق لديه قدرة على التنفيذ وأن يكون نظام معتدل وعصري".
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.