يقول الشيخ المزواج، مفتي الديار القطرية أن معارضته لداعش لا تعني الموافقة على ضربها، وهو بذلك يفتي من جديد في شأن التحالف الدولي ضد داعش الذي ترعى إخراجه إلى حيز الوجود الإدارة الأمريكية. وشيخ الشيوخ المزواج يفتي في قضية بالغة الأهمية والخطورة والحساسية من وضعية مريحة جدا، لأنه فعلا غير معني بالرؤوس التي يقطعها (الداعشيون) ولا بالنساء اللائي يغتصبونهن، ولا بالدمار الذي يلحقونه بالبلاد والعباد على حد سواء. نعم، لا يمكن أن نستسيغ تدخل قوى أجنبية في قضية تهم المسلمين، وتجري فوق أراضي المسلمين، وتخلف مآسي حقيقية للمسلمين، قضية تلحق أذى كبيرا وضررا بليغا بسمعة الإسلام وبصورته لدى الآخرين، وفي تقديرنا كان من اللازم أن تقوم القوى الإسلامية المتنورة بمهمة مواجهة فكر ظلامي خطير جدا من خلال الاقناع والتفسير، وهذا ما لم يحدث، بل من المؤسف أن نرى أن شيوخا كثر من أمثال شيخنا المزواج انشغلوا بالإفتاء في قضايا غارقة في التفاهة، بيد أن القوى الظلامية تواصل تجسيد وتجذير ظلاميتها الفتاكة على أرض الواقع. شخصيا أوافق الشيخ على أن معارضتنا لداعش لاتعني موافقتنا على ضربها، لكن ماذا بعد، هل نكتفي بمعارضة ما تقوم به من داخل استوديو قناة الجزيرة المريح بيد أنها تواصل دمارها وإرهابها؟ نريد جوابا شرعيا يجسد لنا البديل عن الضرب وعن استباحة أراضي المسلمين، أما أن يقال باننا نعارض داعش ولانوافق على ضربها، فإنه كلام عامة الناس، وليس حديث علماء.