لم يستحمل التصنيف «كيو إس» (Q S) للجامعات 2014 أن يحتضن إسم جامعة أو معهد عالي من المغرب ضمن 700 مؤسسة جامعية اعتبرت الأفضل في العالم. بمعنى أنه ضمن 700 مؤسسة جامعية في العالم لا أثر لجامعة مغربية واحدة، بيد أن التصنيف الجديد تضمن جامعات من السعودية وجنوب افريقيا والإمارات العربية، وهذا يعني أن جامعاتنا الكثيرة تفتقد لشروط ومعايير ومواصفات دولية، وإذا كان هذا التصنيف استند إلى جودة البحث العلمي في ترتيب الجامعات، فإن تصنيفا آخر يعرف باسم (C W U R) اعتمد في ترتيبه للجامعات على جودة تكوين الطلبة لم يتسع صدره لذكر جامعة مغربية واحدة، بمعنى أنه سواء تعلق الأمر بجودة البحث العلمي أو بجودة التكوين، فإن جامعاتنا لاتجد لها وقعا في التصنيفات العالمية للجامعات المحترمة. فما الذي تقوم به هذه الجامعات إذا لم تكن تنتج في مجال البحث العلمي وتجيد في تكوين الطلبة؟! لسنا في حاجة إلى جواب ولا إلى حتى مشروع جواب، لأن الجواب الحقيقي يكمن ويتضح في جحافل الخريجين من هذه الجامعات الذين يتحولون إلى عالة على المجتمع، عاطلين، مهاجرين سريين، بمعنى أن الرهان الذي عقده عليهم المجتمع لتوظيف الرصيد المعرفي والعلمي الذي راكموه في الجامعة للمساهمة في التنمية، انقلب إلى ضده وأضحوا أسبابا مباشرة في تعطيل التنمية. سمعنا كلاما كبيرا أثقل مسامعنا من المسؤولين الحكوميين الحاليين حول النهوض بأحوال الجامعة المغربية، وتم تشتيت وعود والتزامات في جميع الاتجاهات.. والحصيلة الآن أن جامعاتنا تزيد في تواريها عن الأنظار.