إثر الندوة الثقافية التي نظمتها المؤسسة حول موضوع: «يقظة الوعي السياسي المغربي بين الأمس واليوم» بتاريخ الجمعة 12 دجنبر 2014م، بمناسبة الذكرى الثمانين لتكوين كتلة العمل الوطني أصدرت اللجنة الثقافة النداء التالي: يجمل بنا، اليوم ونحن نستعيد ذكرى هذا الحدث الوطني العظيم، أن نستخلص بعض الدروس والعبر المفيدة من ميلاد كتلة العمل الوطني، وتطور الحركة الوطنية المغربية، وذلك بغية الاسترشاد بتلك الدروس والعبر في حياتنا السياسية اليوم. نعتقد أن: الدرس الأول الذي يكون علينا الاستفادة منه هو الإيمان العميق، بعد اللّه تعالى، بالوطن والتشبث به في حدوده التاريخية، وفي بنياته الثقافية والنفسية والاجتماعية، وبالتالي التسليم بوجود الشخصية المغربية والتعلق بها والدفاع عنها بكل الأساليب الممكنة، بل وبالتفنن في ابتكار أساليب جديدة ومتطورة. الدرس الثاني هو التشبث بالآصرة التي تربط بين القوى الوطنية الحية، وهي السبيل إلى مقاومة كل محاولات النيل من الشخصية الوطنية ومن المكونات الثقافية والروحية لتلك الشخصية. وكما كان التشبث بتلك الوحدة بالأمس سبيلنا إلى استعادة الاستقلال المغتصب فإنه سيكون اليوم، وفي الغد بحول اللّه تعالى، طريقنا من أجل تحقيق المجتمع الحداثي المتمسك بدينه الإسلامي على النهج القويم، ومن أجل إرساء أسس الدولة الديمقراطية الصحيحة، دولة الملكية الدستورية البرلمانية الديمقراطية والاجتماعية. أما الدرس الثالث والأخير، وما أشد حاجتنا إليه اليوم، فهو الوعي المستمر بأن العمل السياسي الصحيح، ذلك الذي يفضي إلى النجاح الحقيقي هو العمل الذي يرى في الالتزام بالأخلاق الحميدة السامية: مبدأ سلوكا وعقيدة، لايحيد عنها، وطريقا لايبتعد عنها ولا يقبل غيرها. هذه بعض من الدروس والعبر التي ترى اللجنة الثقافية لمؤسسة علال الفاسي أن تاريخ العمل الوطني في المغرب يمدنا بها، وترى أننا، في الظروف الصعبة التي نمر بها اليوم حيث تتعرض الوحدة الوطنية لمحاولات شرسة وظالمة، في حاجة إلى استحضارها دوما والتمسك بها أبدا. وكما كان الإيمان بالمبادىء التي تتضمنها هذه الدروس سببا في نجاح الحركة الوطنية بالأمس فإنه سيكون، لاشك في ذلك، طريقنا إلى التوفيق والنجاح وبناء المغرب الجديد الذي نتوق إليه جميعا. وفقنا اللّه، جميعا، والسلام عليكم ورحمة اللّه تعالى وبركاته.