جددت الحكومة الجزائرية لاءاتها المتعنتة في وجه محاولات التطبيع و مبادرات اليد الممدودة التي عبر عنها المغرب في أكثر من مناسبة و قال وزير خارجيتها مراد مدلسي أن الحدود البرية بين البلدين لن يتم فتحها في ظل عدم التوصل إلى حلول بالنسبة للقضايا العالقة بين البلدين وعلى رأسها قضية الصحراء الغربية. وقد أتى الموقف الجزائري المألوف بعناده و جفائه مجددا ليبدد كل الشكوك حول الأساطير المؤسسة لعلاقات الجوار بالنسبة لحكام الجزائر ، و ليكشف مرة أخرى للعالم و لشعوب المنطقة زيف وبهتان الأقنعة و المساحيق التي ظلت ديبلوماسية العسكر بالأوراسي تتخفى وراء ها لتبرير ترددها في الاستجابة لتطلعات الشعوب المغاربية من طرابلس الى نواكشوط في الوحدة والاندماج و التنقل الحر بدون قيود . وبرهنت الجزائر مجددا أنها و خلافا لما ظلت تردده من حياد و مبادىء متورطة الى النخاع في ملف الصحراء المغربية إن لم تكن الطرف الأساسي الثاني في معادلة تسويته المعطلة بإرادة المتنطعين بالسلطة الجزائرية . ولم يجد وزير خارجيتها من بد من الاعتراف في لحظة مكاشفة و بدون حياء أو خجل بأن قرار رفع الحصار المعلن من طرف واحد ضد إرادة 70 مليون نسمة رهين بتخلي المغرب عن المطالبة و الدفاع عن وحدته الترابية المتوارثة أبا أن جد . فأي جفاء و تعنت هذا يا حكومة الجزائر ؟ لا مجال للانسياق مجددا مع تيار الأوهام و الأراجيف التي ظلت الأسطوانة الرسمية الجزائرية تشنف بها أسماع العالم من كونها طرف ملاحظ في مسار تسوية ملف الصحراء المغربية و أنها تسعى فقط لمساعدة المعنيين الى الوصول الى حل معقول , فالجزائر التي تذرف دموع التماسيح على ما تعتبره قضية تقرير مصير و تصفية استعمار هي نفسها التي عبرت نهاية السبعينيات أن لا أطماع لها في المنطقة و هي نفسها التي روجت لمشروع التقسيم و هي نفسها التي قايضت ثوابتها المبدئية من أجل منفذ سالك نحو المحيط . المغرب المقتنع بمغربية أقاليمه الصحراوية و الملتف بجميع شرائحه و قواه حول قدسية وحدته الترابية الغير قابلة للتجزيء و التآمر حسم منذ إنطلاق مسيرته الخضراء المظفرة ملف صحرائه ولن ينتظر صدقات من أحد لأنه مؤمن بأن جبهته الداخلية المتراصة ، و مسيرة النماء التي يخوضها بسواعده و إمكانياته الذاتية هما السبيل الأوحد لحماية حدوده و رصد و التصدي لكل من يتحين الفرص للمس بها . المغرب كسب جولات و جولات في ملف الصراع المصطنع ، و مبادرته القاضية بفصل قضية صحرائه المسترجعة عن علاقاته التاريخية مع الجيران حققت مكسبا يعز طلبه و هو أنها كشفت حقيقة الوجه الحقيقي لقادة الجزائر المتخفي وراء أقنعة مزيفة . نعم يا حكام الجزائر ، قرار فتح الحدود البرية أو إغلاقها بأيديكم ،و إلى أن تحسموا أمركم لن نظل في طابور الانتظار فالقافلة ماضية قدما في طريقها و لا يضيرها في شيء نعيق حفنة من دعاة البلقنة و قطع الأرحام لأنها تدرك حقيقة ما تنطوي عليه نواياهم التوسعية الراغبة في الهيمنة و التآمر المجاني .