توقيع برنامج تعاون بين المغرب والصين في مجال تحديث الإدارة القضائية ورقمنة منظومة العدالة    سفر أخنوش يؤجل اجتماع المجلس الحكومي    لجنة الأخلاقيات توقف رئيس "الماص" وتغرم "الماط" بسبب رسم كاريكاتوري    فاس.. لابيجي توقف 9 أشخاص بينهم سيدة بشبهة النصب والاحتيال وتداول عملات رقمية محظورة    هزيمة ثقيلة للمنتخب المغربي أمام إنجلترا    موريتانيا تحقق في تحطم طائرة عسكرية ومقتل طاقمها    اختناق عشرات التلاميذ بالدار البيضاء    مزور تستعرض جديد "جيتكس إفريقيا" بالمغرب.. الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي    الشرطة السويسرية تفض اعتصاما طلابيا    انتخاب المحامية كريمة سلامة رئيسة للمرصد المغربي لمكافحة التشهير والابتزاز    من ضمنها المغرب.. واشنطن تحث دولا عربية على المشاركة في قوة متعددة الجنسيات في غزة    شاب يقدم على وضع حد لحياته داخل غابة بطنجة    الحسيمة: تعبئة 10 ملايين درهم لإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة لسقي المساحات الخضراء    بعد إغلاق مكتب "الجزيرة"... قرار بوقف بث القناة في الضفة الغربية    النصيري على رادار مدرب إشبيلية السابق    مبابي يغيب عن مواجهة سان جرمان أمام نيس بداعي الإصابة    خطير.. رئيس وزراء سلوفاكيا يتعرض لإطلاق نار (فيديو)    ما حاجة البشرية للقرآن في عصر التحولات؟    "الحج والعمرة السعودية" توفر 15 دليلًا توعويًا ب16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    العودة إلى موضوع "شباب لا يشتغلون، ليسوا بالمدرسة، ولا يتابعون أي تكوين"!    "فيفا" ينظم أول نسخة لمونديال الأندية للسيدات    بعثة المنتخب الوطني المغربي النسوي لأقل من 17 سنة تتوجه إلى الجزائر    إضراب كتاب الضبط يؤخر محاكمة "مومو" استئنافيا    وسط "تعنت" ميراوي .. شبح "سنة بيضاء" بكليات الطب يستنفر الفرق البرلمانية    الدار البيضاء.. افتتاح الدورة الثالثة للمنتدى الدولي للصناعة السمكية بالمغرب    توسيع 6 مطارات مغربية استعدادا للمونديال    تطوان تستضيف الدورة 25 للمهرجان الدولي للعود    الملك محمد السادس يهنئ رئيس جمهورية الباراغواي بمناسبة العيد الوطني لبلاده    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار يتوقع نمو الاقتصاد المغربي ب3% خلال 2024    مدينة محمد السادس طنجة تيك تستقطب شركتين صينيتين عملاقتين في صناعة مكونات السيارات    بما في ذلك الناظور والحسيمة.. 2060 رحلة أسبوعية منتظمة تربط المغرب ب135 مطارا دوليا    موسم الصيف.. الترخيص ل 52 شركة طيران ستؤمن 2060 رحلة أسبوعية منتظمة تربط المغرب ب 135 مطارا دوليا        تأجيل القرار النهائي بشأن الغاز الطبيعي بين نيجيريا والمغرب    وفاة "سيدة فن الأقصوصة المعاصر" الكندية آليس مونرو    دراسة: صيف 2023 الأكثر سخونة منذ 2000 عام    التويمي يخلف بودريقة بمرس السلطان    "الصحة العالمية": أمراض القلب والأوعية الدموية تقتل 10 آلاف شخص يوميا في أوروبا    جمعية علمية تحذر من العواقب الصحية الوخيمة لقلة النوم    دراسة: الحر يؤدي إلى 150 ألف وفاة سنويا على مستوى العالم    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على أداء سلبي    الفيفا يحسم موقفه من قضية اعتداء الشحات على الشيبي    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    زنيبر: رئاسة المغرب لمجلس حقوق الإنسان ثمرة للمنجز الذي راكمته المملكة    قصيدة: تكوين الخباثة    الرئيس السابق للغابون يُضرب عن الطعام احتجاجا على "التعذيب"    معرض الكتاب يحتفي بالملحون في ليلة شعرية بعنوان "شعر الملحون في المغرب.. ثرات إنساني من إبداع مغربي" (صور)    وفاة عازف الساكسفون الأميركي ديفيد سانبورن عن 78 عاما    رجوى الساهلي توجه رسالة خاصة للطيفة رأفت    رسالتي الأخيرة    لقاء تأبيني بمعرض الكتاب يستحضر أثر "صديق الكل" الراحل بهاء الدين الطود    المنتخب المغربي يستقبل زامبيا في 7 يونيو    الأمثال العامية بتطوان... (598)    بعد القضاء.. نواب يحاصرون وزير الصحة بعد ضجة لقاح "أسترازينيكا"    السعودية: لاحج بلا تصريح وستطبق الأنظمة بحزم في حق المخالفين    دراسة: البكتيريا الموجودة في الهواء البحري تقوي المناعة وتعزز القدرة على مقاومة الأمراض    الأمثال العامية بتطوان... (597)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ساحات الحرب في العراق وسوريا وليبيا: غموض وتضارب السياسات الأمريكية بين التضليل أو التعثر‪.. بقلم // عمر نجيب
نشر في العلم يوم 16 - 03 - 2015

منذ بداية سنة 2015 سجل تصعيد في صدور تصريحات أو إتخاذ مواقف متناقضة ومتضاربة في كثير من الأحيان من جانب ساسة البيت الأبيض وحلفائهم أساسا في بريطانيا وإسرائيل، خاصة حول المشاكل والصراعات المختلفة التي تعرفها المنطقة الشرق أوسطية.
البعض علل هذا التناقض بكون أن إدارة البيت الأبيض ومراكز إتخاذ القرارات بها تواجه حالة إرتباك بسبب العثرات الكثيرة التي لحقت بمخططاتها وأنها تحاول بمواقف جديدة تخفيض حجم خسائرها، كما ذكروا أن هذا التناقض يشكل تعبيرا عن العجز على الأقل مرحليا في التوفيق بين مطالب المساهمين الآخرين في تنفيذ المشاريع الأمريكية، آخرون قدروا أن الأمر لا يعدو أن يكون أكثر من مناورات تضليل متقنة لخداع الخصوم وجعلهم أقل قدرة على تحدي الإرادة الأمريكية.
الدولة البديلة
في السادس من مارس 2015 عينت إدارة الرئيس باراك أوباما روبرت موللي، المسؤول السابق عن ملف العراق وإيران والخليج العربي في مجلس الأمن القومي الأمريكي وعضو وفدها المفاوض على الملف النووي الإيراني، منسقا خاصا للرئيس والبيت الأبيض لشؤون "الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة الخليج" ومن المقرر أن يباشر موللي مهام منصبه الجديد في السادس من أبريل 2015 خلفا لفيليب غوردون.
وقد وصف إدوارد أبينغتون القنصل العام السابق للولايات المتحدة في القدس المحتلة موللي المحامي المختص في "حل المنازعات" بأنه "يهودي أمريكي" وبأن تعيينه هو "تطور ايجابي"، ووصفته مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس في بيان لها بأنه "واحد من أكثر خبرائنا في الشرق الأوسط احتراما ومنذ فبراير 2014 لعب دورا حاسما في صياغة سياستنا في إيران والعراق وسوريا والخليج".
لكن لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية التي تسمى اختصارا "أيباك" لخصت معارضتها لتعيين موللي بأسباب عديدة منها أنه دبلوماسي أمريكي "عريق في عدائه لإسرائيل"، و"مهاجم عنيف" لها، و"داعية" لاعتراف الولايات المتحدة بحركة "حماس" الفلسطينية و"حزب الله" اللبناني"، و"مؤيد لاحتواء إيران" و"ليس لمنعها من امتلاك أسلحة نووية"، و"للتفاوض" مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد وليس ل "تغيير نظامه"، ويرى بأن "العمل مع جماعة الإخوان المسلمين ليس فكرة سيئة". ويسمي المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 "مستعمرات"، ويدعو إلى التخلي عن "خريطة الطريق للسلام" التي أقرتها "الرباعية" الدولية عام 2003 وإلى استبدالها ب"خطة للتسوية الشاملة يتم فرضها على الأطراف" كما جاء في شهادة له أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي عام 2004، ويحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح والسلطة الفلسطينية وحركة حماس "للاتحاد".
وكتب موللي داعيا إلى "إشراك" حركة حماس في مفاوضات منظمة التحرير الفلسطينية مع دولة الاحتلال، مفسرا دعوته بأن المنظمة قد أصبحت "مسنة، ومتآكلة، وبالكاد تعمل" و"لم تعد الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني"، ودعا كذلك إلى استئناف المفاوضات العربية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي "على المسارات كافة على أساس مبادرة السلام العربية".
كتب المحلل الفلسطيني نقولا ناصر بشأن تعيين موللي: إن أداء موللي "في إيران والعراق وسوريا والخليج" خلال عام 2014 والذي أشادت به سوزان رايس كانت نتائجه الكارثية على الأرض غنية عن البيان، فانفتاحه على "حماس" و"الإخوان المسلمين" وإيران وسوريا ليس أكثر من تعامل تكتيكي لخدمة ذات الاستراتيجية الأمريكية مع قوى أثبتت وجودها. تعيين روبرت موللي منسقا ل"الشرق الأوسط" لا يعد مؤشرا كافيا إلى أي تغيير جذري في الاستراتيجية الأمريكية التي تكاد تمزق الوطن العربي ومحيطه الإسلامي إذا لم تجد من يردعها.
بعد أيام من تعيين موللي ذكر في إسرائيل أن هناك مقترحات تقدمت بها أطراف دولية وأيضا حركة حماس في غزة تم خلالها تبادل أفكار لعقد اتفاق تهدئة يمتد لخمس سنوات، مقابل رفع الحصار وإنشاء ميناء في غزة، وذلك بعيدا عن مشاركة باقي الفصائل الفلسطينية وبعيدا عن الراعي المصري كما جرت العادة في مباحثات التهدئة الأخيرة، ولكن حركة "حماس" تنصلت من هذه المقترحات وقالت انها لم تقم بوضع هذه الأفكار وأنها نقلت إليها من جهات دولية.
مصادر أخرى أفادت أن قطر قدمت منحة بمليار دولار إلى حماس ستذهب جميعها للإعمار. وسيتم إدخال مواد البناء من خلال المعابر الإسرائيلية وأنه تم التوصل إلى تفاهمات من أجل إتمام هذا الأمر.
الناطق الإعلامي بإسم حركة فتح أحمد عساف حذر من خطورة تفاوض حماس منفردة مع إسرائيل، وقال ان الهدف فصل القطاع عن الكيان الفلسطيني، أما صالح زيدان القيادي في الجبهة الديمقراطية فقد وصف الأمر ب"الخطير وهو يتحدث عن مباحثات التهدئة بين حماس وإسرائيل، ورفض فصل القطاع عن الضفة.
وفي هذا السياق قال رباح مهنا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية أن خطة الفصل تمثل خطرا كبيرا على المشروع الوطني.
وكتب المحلل الفلسطيني إبراهيم أبراش: بعد اثنين وعشرين عاما على الطرح الإسرائيلي لخطة "غزة أولا" والذي تم رفضه من الراحل أبو عمار ومن الكل الفلسطيني، يعود الشعار اليوم كتسوية ممكنة بل وأمر قائم يحتاج فقط لمن يقرع الجرس، ولكن هذه المرة كمطلب من جهات دولية وبعض الفلسطينيين، متساوقا مع جهود حثيثة لنزع غزة من سياقها الوطني وإقامة دولة غزة تحت ذريعة الظروف الإنسانية القاسية، أيضا قد تكون هذه المرة "غزة أولا وأخيرا".
منذ أن طرح شارون خطته رسميا للانسحاب من غزة عام 2004 ونحن نحذر من خطورة ما يحاك لقطاع غزة، حتى اتهمنا البعض بأننا مهووسون بنظرية المؤامرة. واليوم وبعد النكران المطلق والصمت المريب للنخب السياسية الفلسطينية حول حقيقة ما يحاك لصناعة دولة غزة، وبعد وصول حل الدولة المستقلة في الضفة وغزة إلى طريق مسدود، بدأ البعض يحذر بوضوح من دولة في غزة تقوم على حساب وأنقاض المشروع الوطني الفلسطيني، وآخرون لا يتحدثون مباشرة عن دولة غزة ولكنهم يعملون من خلال الممارسة والخطاب المدسوس والتحريضي على كي وعي الشعب الفلسطيني وخصوصا أبناء قطاع غزة لقبول دولة غزة.
منطقة الحظر الجوي
يوم الأربعاء 11 مارس 2015 مثل كل من وزيري الخارجية والدفاع الأمريكي، إلى جانب رئيس أركان الجيش الأمريكي أمام لجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس النواب الأمريكي، لمناقشة طلب الرئيس، باراك أوباما، تخويله باستخدام القوة العسكرية في التصدي لما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يعرف ب "داعش".
وقال وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر: "إن التفويض باستخدام القوة سيغطي مجموعات تحارب مع تنظيم الدولة أو موالية له وتهدد أمريكا،" موضحا "أن الإعلان عن البيعة لداعش ليس كاف ولكن يجب أن تكون المجموعة مرتبطة بتنظيم الدولة وأن تشكل تهديدا لأمريكا".
وتابع: "أطلب من الجميع الأخذ بالتهديدات التي يشكلها داعش بصورة جدية كما يأخذها الرئيس باراك أوباما،" لافتا إلى أن "تنظيم داعش له القدرة على التوسع والتطور من خلال ضم جماعات أخرى لصفوفه".
من جهته ذكر مارتن ديمبسي، رئيس أركان الجيش: "إن تنظيم داعش لا يمكنه التنقل بين العراق وسوريا بحرية الآن.. ننسق مع نظرائنا الأتراك للتوصل لاتفاق وفرض منطقة حظر للطيران في سوريا.
وبدوره قال وير الخارجية الأمريكي، جون كيري: "إن الدول في المنطقة تؤيد أمريكا في موقفها من النووي الإيراني.. جلس معي وزير الخارجية السعودي وعبر لي عن دعمه لما نقوم به وكذلك دول أخرى أيضا".
ويسجل المراقبون بإهتمام أن وزير الدفاع أشتون كارتر ورئيس هيئة الأركان مارتن ديمبسي قالا إن الجيش الأمريكي لا يملك تفويضا للدفاع عن المسلحين "المعتدلين" الذين تدربهم واشنطن إذا هاجمهم الجيش السوري داخل سوريا.
يجب التذكير هنا أن فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا تراود واشنطن منذ فترة وتلح عليها كل من تركيا وإسرائيل وتقولان أنها الوسيلة الوحيدة لهزم الجيش السوري وأن فرض الحظر أكثر ضرورة الآن لمنع النظام من تحقيق نصر خلال سنة 2015.
التقارير العسكرية المحايدة تفيد أن خريطة سوريا تبين توسع سيطرة الجيش النظامي خاصة خلال سنة 2014، غير أن البلاد تبقى مقسمة خاصة بعد ظهور داعش، فالأماكن التي لا تزال خارج سيطرة الحكومة تتوزع بين الريف الشمالي لحلب وجزء من ريف دمشق ومناطق من درعا، إضافة إلى محافظتي الرقة ودير الزور، فهي خارج السيطرة الحكومية بمجملها، في حين أن وسط البلاد بأغلبيته تحت سيطرة الجيش السوري، ولا سيما بعد المعارك في حمص وإدلب وحماة والتي تتجدد بين حين وآخر، وتبقى محافظات اللاذقية وطرطوس ودمشق والسويداء تحت السيطرة التامة للقوات الحكومية.
واشنطن مستعدة للتفاوض
في تحرك ربما من أجل إمتصاص وقع فخ منطقة الحظر الجوي والتي ستتطلب من القوات الأمريكية والمتحالفين معها ضرب القوات السورية النظامية، نقلت وكالة أنباء رويترز في خبر لها من شرم الشيخ في مصر يوم الأحد 15 مارس عن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قوله إن بلاده ستضطر للتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد بشأن تحول سياسي في سوريا وهي تبحث سبل الضغط عليه للقبول بهذا الخيار.
وتمسكت الولايات المتحدة لفترة طويلة بضرورة رحيل الأسد عبر التفاوض على عملية انتقال سياسي للسلطة لكن عدم النجاح في إسقاط النظام السوري رغم أربع سنوات من الحرب التي كلفت أنصار خصوم الأسد أكثر من 45 مليار دولار ونجاحات الجيش النظامي السوري في إستعادة السيطرة تدريجيا على مساحات واسعة كانت قد سقطت في قبضة معارضيه خفف فيما يبدو من موقف الغرب من الرئيس السوري.
ولم يكرر كيري في مقابلته مع شبكة قناة "سي.بي.إس" الأمريكية موقف واشنطن المعتاد بأن الأسد فقد كل شرعية له وعليه أن يرحل، ولكن وفي نفس اليوم أكد وزير الخارجية البريطاني أن لا مكان للأسد في سوريا.
وقال كيري في إشارة إلى مؤتمر انعقد عام 2012 ودعا إلى انتقال سياسي للسلطة عبر التفاوض سعيا لإنهاء الصراع "علينا أن نتفاوض في النهاية. كنا دائما مستعدين للتفاوض في إطار عملية جنيف 1".
وأشار كيري إلى أن بلاده ودولا أخرى تبحث سبل إعادة إطلاق العملية الدبلوماسية لانهاء الصراع في سوريا.
"ما نحاول تحقيقه هو دفع الأسد ليفعل هذا الأمر مما قد يتطلب زيادة الضغط عليه بشتى الأشكال "أوضحنا جيدا أننا نبحث زيادة الخطوات التي يمكن أن تساعد في تحقيق هذا الضغط".
وقادت الولايات المتحدة جهودا لإجراء محادثات سلام بدعم من الأمم المتحدة في جنيف عام 2014 بين ممثلين عن المعارضة السورية المدعومة من الغرب ووفد حكومي لكن المحادثات انهارت بعد جولتين دون الاعلان عن موعد جديد لاستئنافها.
واجتمعت بعض الشخصيات من المعارضة والحكومة السورية في روسيا في يناير 2015 لاجراء محادثات بشأن الأزمة لكن لم يتحقق تقدم يذكر وقاطع الائتلاف الوطني المعارض المحادثات بدعم من واشنطن.
وقال كيري "لحث نظام الأسد على التفاوض يجب أن نوضح له أن الجميع مصممون على بلوغ هذه النتيجة السياسية وتغيير حساباته بشأن التفاوض. "يجري العمل في هذا الصدد حاليا. وأنا مقتنع أنه بمساعدة جهود حلفائنا وغيرهم ستتزايد الضغوط على الأسد".
ودخل الصراع السوري يوم 15 مارس 2015 عامه الخامس وراح ضحيته أكثر من 200 ألف قتيل كما شرد ملايين السوريين.
السياسة العامة ما زالت نفسها
في لبنان كتب محلل: نائبة المتحدث بإسم الخارجية الأمريكية ماري هارف كتبت على حسابها على موقع "تويتر" بعيد مقابلة كيري، أن "السياسة العامة ما زالت نفسها وهي واضحة: لا مستقبل للأسد في سوريا ونحن نقول هذا طوال الوقت" مرفقة عبارتها برابط لرسالة المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا دانيال روبنشتاين في 12 مارس، ورابط آخر لكلمة الوزير كيري في فبراير خلال مؤتمر ميونخ للأمن وتظهر فيها مواقف المسئولَين الرافضة لبقاء الأسد في السلطة.
لكن كلام كيري لم يصدر بلا مقدمات. في اليوم السابق، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان إن واشنطن وموسكو متفقتان على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وعدم انهيارها، واضعا ذلك في إطار متصل بمحاربة الإرهاب. أضف إلى ذلك إن مسئولين أمريكيين سابقين، وعلى رأسهم السفير الأمريكي السابق في دمشق والمبعوث الخاص لدى المعارضة السورية روبرت فورد، أكدوا أن لا حل للأزمة السورية من دون الأسد. تضاف إلى ذلك وقائع ميدانية ثابتة كتبخر تجربتين أمريكيتين في الميدان السوري، حركة حزم وجبهة ثوار سوريا على يد "جبهة النصرة"، التي باتت مع تنظيمها الأم "داعش"، مسيطرين على الجزء الأكبر من صورة المعارضة المسلحة.
كيري، انطلاقا من الإقرار بأن ميزان القوى يميل لصالح قوى الدولة السورية، يجدد المقاربة البلهاء، القائلة بضرورة ممارسة "المزيد من الضغوط"، لإجبار رئيس سوريا على القبول ب "حل انتقالي سلمي"، استنادا إلى "جنيف 1". وهذه المقاربة بلهاء، لأن هكذا "حل" لم تعد له أرضية واقعية، لكنه إجرامي لأنه سيكلف السوريين المزيد من الدماء والتضحيات، قبل أن يتبين أن المسعى الأمريكي لتأهيل ميليشيات "معتدلة" تكون طرفا في حل سياسي سوري، لن يؤدي إلى نتيجة، الأرجح أن الاستمرار في الضغوط على سوريا، يرتبط بهدف آخر، لا علاقة له بالتسوية الداخلية، بل بالتسويات الإقليمية من وجهة النظر الأمريكية أي الدور الإيراني، واقتسام النفوذ في العراق، والتحكم في أحداث اليمن وبالتسويات الدولية لملفات الصراع مع روسيا والصين، والحيلولة دون تجذر نهج وبنى المقاومة في الجولان، واستغلال الضربات الموجعة التي حلت بالدولة السورية لجرها إلى مفاوضات، من موقع ضعيف، مع إسرائيل، وخلق المعادلات التي تسمح بتصفية القضية الفلسطينية.
بمعنى آخر، تتجه الولايات المتحدة إلى الحصول على مكتسبات واقعية، اقليميا ودوليا، بدلا من الجمود عند الشعارات التي ما يزال يتشبث بها حلفاؤها الإقليميون الهلعون من انعكاسات هذا النهج.
كذبة ضخمة
كتب لاري تشين من مركز الأبحاث العالمية في 5 أكتوبر 2014 تقريرا كشف فيه الأكذوبة الضخمة التي تروجها الإدارة الأمريكية بأنها تحارب تنظيم داعش في إطار تحالف دولي وأكد بدلائل وشواهد أن داعش من صنع أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية من أجل تنفيذ جزء من مشروع الشرق الأوسط الجديد القاضي بتقسيم دول المنطقة إلى ما بين 54 و 56 دولة.
وأكد أن التنظيم يعمل على أن يتحقق ذلك بأسلوب الفوضى الخلاقة الذي كشفت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس في عام 2006، والذي يعني نشوب صراعات بين أبناء الوطن الواحد بإثارة الخلافات والاختلافات العرقية والمذهبية والطائفية، وتحويلها إلى صراعات دموية بين جميع الفرق والتنظيمات والجماعات المتصارعة على السلطة، وبما يؤدي إلى إنهاك الجميع، وتقسيم كل دولة عربية أو إسلامية إلى عدة دويلات، وما سيتبعه أيضا تقسيم الجيوش الوطنية وتفتيتها ويؤدي إلى إضعافها وإفقادها القدرة علي مقاومة مخططات التقسيم، وبما يدفع القوى السياسية والعسكرية المنهكة والضعيفة حتى المنتصرة في هذه الحرب على التنظيمات الإرهابية إلى اللجوء إلى الولايات المتحدة طلبا لدعمها ومساندتها، ويؤدي تلقائيا إلى زيادة نفوذها وبسط هيمنتها وسيطرتها على مقاليد الدويلات الناتجة عن الصراع، أما أدوات أمريكا لتحقيق هذه الأهداف وتنفيذ هذه المخططات فتتمثل في منظمات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان التي تحظى بمساندة ودعم إدارة أوباما والحكومة البريطانية، بعد أن أثبتت هذه المنظمات ولاءها الكامل للولايات المتحدة وبريطانيا مقابل أن تضمن لها هذه الحكومات استمرار حكم جماعة الإخوان لدول المنطقة دون حدود زمنية.
صنع حرب أهلية
خلال شهر مارس 2014 نشر في موسكو تقرير تحت عنوان: روسيا تكشف عن تقرير سرى أمريكي عن خطة أوباما لإقحام الجيش المصري في حرب أهلية. وقد بدأ التقرير الأمريكي الذي كشف عنه الموقع بالقول:
إذا لم يجد المصريون المبرر والسبب ليقتل بعضهم بعضا، فإن علينا أن نوجد هذا السبب.
ثم يستطرد التقرير قائلاً: إن هدفنا الرئيسي هو دفع الجيش المصري والشعب المصري إلى قتال بعضهم البعض، لأنه إذا بقى الوضع كما هو الآن في مصر، فإننا سنواجه عبد الناصر جديدا في المنطقة، ولكن في هذه المرة سيكون السيسي ولكن مدعوما من دول النفط الخليجية، وهو ما لم يكن متاحا لعبد الناصر، وعلى المستويين السياسي والاقتصادي فإن ذلك لن يكون في صالح الولايات المتحدة. ذلك أن شعبية الجيش في مصر وشعبية السيسي أصبحت الآن لا تقتصر على مصر فقط، بل تخطتها حيث نرى إعجابا متزايدا بالسيسي فى دول الخليج، وأيضا من جانب تونس.
فإذا حدث هذا، فإن نفوذنا سيتعرض لخطر كبير غير مسبوق في كل المنطقة. فقد قامت دول الخليج مؤخرا بتقديم دعمها للسيسى، وهو الأمر الذي لم يفعلوه في الماضي مع عبد الناصر، ذلك لمعرفتهم بأن جماعة الإخوان أعلنت عن نواياها في الإطاحة أولاً بمن تصفهم بالديكتاتوريين العرب، وهو ما يشكل تهديدا واضحا لدول الخليج العربي.
ثم أشار الموقع الروسي الذي نشر التقرير إلى أن تحقيقا يدور الآن في دوائر المخابرات والإدارات الأمريكية حول كيفية تسريب هذا التقرير، مع شبهات بأن وراء تسريبه نشاطا ناجحا لأجهزة المخابرات الروسية في توجهها الجديد، كشف عن الكثير مما يتم التخطيط له ودوائر صنع القرار الأمريكي، وهو الأمر الذي يشكل لطمة لأجهزة الأمن الأمريكية. ذلك أن هذا التقرير تم تسريبه بعد وقت قليل من صدوره.
عدو جديد
كتب الخبير الاستراتيجي المصري اللواء أركان حرب متقاعد حسام سويلم، المدير الأسبق لمركز البحوث والدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة يوم 6 مارس 2015:
إن تشويه صورة الإسلام هدف أساسي لاستقرار الرأسمالية الغربية، كما أن تفتيت المنطقة إلى دويلات عرقية ودينية ضروري لتمكين إسرائيل بالشرق الأوسط الجديد. واشنطن وحلفاؤها يصرون على دعم الميليشيات الإرهابية المتأسلمة لبقاء المنطقة ملتهبة وساخنة ويعلنون رفض التفاوض مع "داعش" في سوريا والعراق.. ويلحون على قبولها في ليبيا لخدمة الإخوان وأنصارهم. أوباما يضحك على العالم بطلبه تفويض "حرب ال 3 سنوات" للقضاء علي "داعش".واشنطن تداعب أحلام الشعوب وتعطشها للحريات بشعارات زائفة.
وإذا كانت علاقة الإستراتيجية الأمريكية بالإرهاب قائمة على تحقيق هدفين، أولهما: استقرار الرأسمالية والسيطرة على أي بوادر تململ لدى المواطن الأمريكي والغربي طبقا للمفهوم الذي خرجت به أجهزة الاستخبارات الأمريكية والأوربية بعد انتهاء الحرب الباردة في تسعينات القرن الماضي، والمتمثل في أن "الإسلام هو العدو الجديد للغرب"، أما الهدف الثاني: فهو تفتيت المنطقة إلى دويلات عرقية وطائفية، مما يجعل وجود إسرائيل مقبولا بوصفها دولة دينية وسط محيط مماثل، وضمان عدم قيام حروب ضخمة تعطل أمريكا عن الاهتمام بالشرق الأقصى، ذلك أن حروب الدويلات الصغيرة ستكون بالضرورة صغيرة في أحجامها وأهدافها ومسارحها ومخاطرها إلا أننا لا نرى إلا الهدف الثاني، حيث اتضح أنه الأسلوب الأمريكي الأمثل لتحقيق الهدف الأول، بمعنى أن تفتيت البلدان العربية عرقيا وطائفيا هو المخطط الاستراتيجي الذي يكفل تحقيق هدف استقرار الغرب وسيطرته على المنطقة العربية، خاصة وان المواطن الغربي لا يمكن استنفاره إلا إذا كان هناك خطر يتهدده ويدعوه للتماسك والاصطفاف. ومن ثم يتضح لنا أن الإرهاب ضرورة حياة لأمريكا، ولن توافق أمريكا على حل يستأصل الإرهاب، ولن تجاهر بحمايته، وبالتالي فإنها ستسمح بإجراءات تقليم محدودة، تزيد من فرص حياة شجرة الإرهاب ونموها لا إحراقها أو إقتلاعها. وطبقا لهذا المفهوم يمكن للولايات المتحدة أن ترسل فريقا من قواتها الخاصة لاختطاف الإرهابي أبو أنس الليبي تأديبا على تفجير قنصليتها في بنغازي ومقتل سفيرها هناك، لكن لا تساهم في إعادة بناء الجيش الليبي ليكون قادرا على دحر الإرهاب في بلاده بسرعة وبشكل جذري، بل تعمل على ترك الجيش الوطني الليبي ضعيفا في مواجهة عدة ميليشيات إرهابية ترعاها أمريكا تسليحا وتدريبا وتمويلا من خلال تركيا وحلفاء آخرين.
حديث عن المؤامرة
خلال الثلث الأول من شهر مارس 2015 صدر في العاصمة الألمانية برلين تقرير يصف السياستين الأمريكية والأوروبية تجاه تنظيم داعش بالفاشلة مع إيحاءات بوجود مؤامرة.
"بؤرة تجمع المتطرفين القادمين من جميع أنحاء العالم، والمحبطين والساخطين والمضطربين المنحرفين عن الاتجاه السَوي، والمقاتلين المحليين اليائسين الباحثين عن الأجر والمال، والانتهازيين الذين يسعون في الواقع إلى أهداف عقائدية وسياسية مختلفة ويتحالفون مع التنظيم بشكل مؤقت فقط". هكذا تصف، كريستين هيلبيرغ، المختصة والباحثة الألمانية في شؤون التطرف التي عملت أيضا منذ عام 2001 وحتى عام 2009 كمراسلة صحافية حرة في دمشق، عناصر تنظيم داعش ومقاتليه كما تقدم هيلبيرغ في تحليل سابق خمس نقاط تمكن برأيها السياسة الأمريكية والأوروبية من استعادة مصداقيتها في الشرق الأوسط.
وتلقي هيلبيرغ اللوم على السياسة الأمريكية في خلق داعش، فبالعودة لأوضاع العراق في عام 2003 توضح الباحثة، أن الأمريكيون نقلوا الحرب إلى البلاد، حيث أسقطوا صدام حسين وقاموا بحل الجيش العراقي وحزب البعث، وحاولوا إحلال الأمن والنظام بالاعتماد على جنودهم. وكانت عواقب هذا العمل خطيرة، لأنهم قد جعلوا أنفسهم من خلال ذلك محتلين وأوجدوا في الوقت نفسه أعداء لهم.
بعد أيام من صدور التقرير الألماني وإنتشار أخبار في العاصمة الروسية موسكو عن قرب كشف أسرار جديدة عن مخططات البيت الأبيض صدر تقرير أمريكي إعتبره البعض إستباقيا هدفه طمس الحقائق عبر تمييعها.
فقد اعلن عن أن خمسة ملايين دولار من أموال وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، استخدمت سنة 2010 من قبل تنظيم القاعدة لتمويل عملياته في أفغانستان قبل مقتل زعيمه أسامة بن لادن، وذلك بعدما حولتها كابول لقاء الإفراج عن أحد مسؤوليها. شبكة "سي إن إن" ذكرت يوم 15 مارس أن هذه الواقعة تشغل المحللين بأمريكا بعد افتضاحها مؤخرا.
القضية تم كشف النقاب عنها للمرة الأولى في صحيفة "نيويورك تايمز" وهي تشرح كيفية حصول تنظيم القاعدة على ملايين الدولارات من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
ولم تتمكن "سي إن إن" من الحصول على رد من المخابرات المركزية حتى لحظة إعداد التقرير.
تبرير التقسيم
فيما يعتبر من طرف البعض عملية تمهيدية لتبرير تقسيم العراق وفي نفس الوقت مثالا آخر على تباين التصريحات الأمريكية، حذر رئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي يوم الاثنين 9 مارس من احتمال تفكك الائتلاف الدولي ضد التنظيمات المتطرفة، إذا لم تقم الحكومة العراقية بتسوية الانقسامات الطائفية في البلاد. وقال "ينتابني بعض القلق إزاء صعوبة إبقاء الائتلاف للمضي في مواجهة التحدي ما لم تضع الحكومة العراقية إستراتيجية وحدة وطنية سبق أن التزمت بها".
وأضاف ديمبسي لصحافيين في المنامة بعد أن عاد من زيارة خاطفة لبغداد استمرت بضع ساعات، أن الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة يضم دولا سنية بشكل خاص والعلاقات بين بغداد وطهران باتت تثير القلق، بحسب قوله. وتابع أنه "تلقى كل الضمانات" من المسئولين العراقيين حول التزامهم بالمصالحة مع السكان السنة، لكنه تساءل حول مدى "صدقية" هذه الالتزامات. إلا أنه عاد وأكد أن على العراقيين "أن يكونوا واعين للتحدي المتمثل بضرورة إبقاء الائتلاف موحدا" إلى ذلك، أضاف أن هدف واشنطن وبقية دول الائتلاف هو التأكد من أن حقوق كل المجموعات من سنة وشيعة وأكراد وغيرهم ستكون مصانة. ولاحظ ديمبسي أن بالإمكان رؤية الكثير من الأعلام والشعارات التابعة لميليشيات شيعية مرفوعة من قبل القوات التي تقاتل تنظيم داعش، في حين أن الأعلام الوطنية العراقية نادرة.
وختم قائلا إنه خلال جولته على عدد من دول المنطقة "ذكرت الجميع من بحرينيين وفرنسيين وعراقيين بأن التضامن بين دول الائتلاف أساسي لنجاح بما يقوم به".
وكان ديمبسي قال قبل يومين، إنه سينقل إلى المسئولين قلقه حيال تنامي النفوذ الإيراني عبر الفصائل الشيعية المشاركة في معارك تكريت.
قبل ذلك بأسابيع كان مسئولون أمريكان قد قدروا دور طهران في القتال ضد داعش.
تعامل مشبوه
في مؤشر على التعامل المشبوه للغرب مع التنظيمات الإرهابية، ذكرت وكالة رويترز يوم الأحد 15 مارس أن سعى مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى أن يدرس الاتحاد إرسال جنود إلى ليبيا لدعم حكومة وحدة وطنية محتملة قوبل بالتشكك من حكومات الاتحاد. وبحث وزراء خارجية الاتحاد في بروكسل ما إذا كانوا سيفوضون موغيريني بصياغة اقتراحات بشأن بعثة محتملة إلى ليبيا في حالة إذا تمخضت المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة لحل الأزمة السياسية هناك عن نتائج.
وطرحت موغيريني فكرة أن يرسل الاتحاد فريقا إلى ليبيا لمراقبة وقف إطلاق النار أو حماية المطارات وغيره من مرافق البنية التحتية إذا نجحت المحادثات التي يقودها مبعوث الأمم المتحدة برناردينو ليون. كما اقترحت أيضا أن تساعد سفن تابعة للاتحاد في تطبيق حظر على السلاح، خاصة بعد أن عطلت واشنطن طلبا من الحكومة الشرعية في ليبيا السماح لها بإستيراد السلاح لمواجهة التنظيمات الإرهابية
وتريد ايطاليا مسقط رأس موغيريني وفرنسا من الاتحاد التحرك لوقف الفوضى في ليبيا. وتسعى ايطاليا جاهدة لمواجهة موجة من المهاجرين الذين ينطلق كثير منهم من ليبيا ليعبروا البحر المتوسط في قوارب متهالكة.
عمر نجيب
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.