يصعب التصديق أن هذا التدافع في أحداث غريبة عن سلوكيات المغاربة يحدث من قبيل الصدفة، من تنورتي فتاتي انزكان إلى رفع يافطة التنبيه إلى عدم الاستحمام «بالبيكيني» إلى حادث الإعتداء على مواطن بمدينة فاس بتهمة شذوذه الجنسي. يصعب التصديق بأن الأمر يتعلق بانفلاتات من الإنفلاتات الكثيرة التي أضحت تطبع سلوك الأفراد و المجموعات داخل مجتمع يعيش تراجع القيم التي تأسس عليها وعاش بها قرونا خلت في حضارات متباينة ، و الواضح أن هناك خيطا رابطا بين كل هذه الأحداث التي جمعها التزامن من حيث التوقيت و طبيعة الفعل، خيط رابط بينها وبين ما يختلج داخل المجتمع من صراعات إيديولوجية صرفة تجتهد في جذب المجتمع للإقتناع بطبيعة قراءتها لما يجب أن يكون عليه المجتمع. ما معنى أن يخضع القضاء في انزكان لما يمكن أن نسميه ابتزازا بحيث انصاع لهذا الإبتزاز وجاراه إلى مداه الأخير؟ ما معنى أن يمتلك أشخاص منسوبا عاليا من الجرأة والشجاعة ويبادروا إلى تعنيف مواطن بقناعة أنه شخص متمرد على المجتمع ويحق فيه تطبيق الشرع؟ ما معنى أن نرى صيغا مطابقة للأصل فيما يتعلق بتقنين النهي عن المنكر والأمر بالمعروف كما هي سائدة في تجارب غارقة في التخلف. يصعب إطلاق العنان لإتهام جهة معينة دون سواها، ونكتفي بالقول إن هذا الذي يحدث ظاهرة غير مسبوقة في مجتمع تربى في أجواء الحرية لا يملك فيها أيا كان التحكم في علاقة العبد بخالقه ، كما لا يجرؤ أحد على توظيف هذه العلاقات للتشويش على مسار سياسي يجب أن يبقى خاضعا باستمرار لصناديق الإقتراع.