تراجع ممارسة شعيرة عيد الأضحى بالمغرب وسط الأسر الميسورة والاكثر تعليما    ريال مدريد يعلن رسميًا مشاركته في كأس العالم للأندية رغم تصريحات أنشيلوتي    الصغيري يكتب: مأزق الديمقراطية الداخلية للأحزاب المغربية    الملك محمد السادس يبارك عيد البرتغال    لارام تستعد لاقتناء 200 طائرة جديدة    الحصيلة العددية لانتخابات البرلمان الأوروبي تضع القارة وسط "زلزال سياسي"    بلينكن يطالب ب "الضغط على حماس"    مجلس الحكومة ينعقد بعد غد الأربعاء    الركراكي يعقد ندوة صحفية قبل مباراة الكونغو.. وهذا تاريخ مواجهات المنتخبين    تلاميذ الباك يتحدثون عن "أسئلة سهلة" وسط حراسة مشددة لمحاربة الغش    توقعات أحوال الطقس غدا الثلاثاء    بوابة تعزز الخدمات الاجتماعية للأمن    تقرير رسمي يحذر من تفاقم الاستغلال المفرط وغير المشروع للمياه في ظل محدودية آليات التنظيم والمراقبة    استعدادات مكثفة بتطوان والنواحي مع اقتراب وصول الملك محمد السادس    الوفد الرسمي المغربي للحج يحط بجدة    مندوبية التخطيط: أضحية عيد الأضحى تمثل 41% من الاستهلاك السنوي للأسر المغربية    الصندوق المغربي للتقاعد يعلن صرف معاشات المتقاعدين قبل عيد الأضحى    اتفاقية شراكة بين مجلس النواب والوزارة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي لتعزيز الطابع الرسمي للأمازيغية    طيب حمضي ل"رسالة24″: احتمال إنتشار فيروس انفلونزا الطيور ضعيف جدا    الدورة ال 12 للمهرجان الدولي للفيلم بالداخلة.. الفيلم الكونغولي «متى يحل عهد أفريقيا» لدافيد بيير فيلا يتوج بالجائزة الكبرى    العشرات يشاركون في كاستينغ المهرجان الوطني للمسرح والكوميديا ببنسليمان    المحامون يدعون لوقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني    يوسف القيدي مبادرة فردية شديدة التميز في مجال الفن التشكيلي    "الحياة حلوة" عن معاناة فلسطيني من غزة في الغربة…فيلم مشاركة في مهرجان "فيدادوك"    ديشامب يكشف عن حالة مبابي قبل اليورو    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الارتفاع    مصرع عامل موسمي أثناء صباغته لرصيف والسلطات توقف سائق حافلة    يدعم مقترح الهدنة في غزة.. واشنطن تدعو مجلس الأمن إلى التصويت على مشروع قرار    تصنيع السيارات.. الصين تتجه نحو المراهنة على المغرب    القطاعات الاجتماعية في قلب الاهتمامات النقابية لنقابة حزب الاستقلال بالحسيمة    اقتراع وطني يحسم في وساطة حكومية لإنهاء أزمة طلبة الطب والصيدلة    ستيني يُجهز على شقيقته    من سيحسم لقب البطولة الجيش أم الرجاء؟    وليد الركراكي يلتقي بالصحافة قبل مواجهة الكونغو    منتخب الكونغو برازافيل يصل إلى المغرب    أسعار النفط ترتفع بدعم من آمال زيادة الطلب على الوقود خلال الصيف    جسور التدين في المهجر.. لقاء مع الدكتور عبد النبي صبري أستاذ جامعي في العلاقات الدولية والجيوسياسية    استعمالات فلسفية معاصرة بين الهواية والاحتراف    «نقدية» الخطاب النقدي الأدبي    رابع أجزاء "باد بويز" يتصدر الإيرادات السينمائية الأميركية    موريتانيا تكشف اقتناء أسلحة متطورة    دلالة ‬استنكار ‬المغرب ‬بقوة ‬الاقتحامات ‬المتكررة ‬للمسجد ‬الأقصى ‬ورفضه ‬المطلق ‬لتقويض ‬الوضع ‬القانوني ‬و ‬التاريخي ‬للقدس    أعراض داء السكري ترفع خطر الإصابة بالكسور العظمية    علم التجهيل أو الأغناطولوجيا    المغرب يتجه لتحقيق اكتفائه الذاتي من البترول بحلول منتصف 2025    أزيد من 300 حاج مغربي استفادوا من مبادرة "طريق مكة" إلى غاية 9 يونيو الجاري    أسعار الأضاحي تحلق بعيدا عن قدرة المستهلكين .. الاستيراد يفشل في كبح الأسعار    لبنان تندد بمخرجات ندوة ببيروت أسيء فيها للمملكة وتجدد تأكيدها لمغربية الصحراء    بعد استقالة غانتس وآيزنكوت من مجلس الحرب.. ما خيارات نتنياهو؟    استطلاع: نصف الشباب المغاربة يفكرون في الهجرة "بأية طريقة"    "عجمان" الإماراتي يستعين بالحسوني    منتخب المواي طاي يتألق في اليونان    العلامة بنحمزة.. الشرع لا يكلف الفقير ويمكن لسبعة أشخاص الاشتراك في أضحية    بنحمزة يوضح موقف الشرع من الاشتراك في أضحية واحدة    منظمة الصحة العالمية تحذر من احتمال تفشي وباء جديد    المغرب يسجل حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا    تشوهات الأسنان لدى الأطفال .. أكثر من مجرد مشكلة جمالية    الحج 2024: خمسة آلاف طبيب يقدمون الرعاية الصحية للحجاج عبر 183 منشأة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



*الفساد التدبيري والإصلاح التعليمي: **غياب محاسبة الجهاز التدبيري للوزارة على مستوى المركزي والمصالح الخارجية يؤثر سلبا بشكل كبير على فشل الاصلاحات التعليمية.. بقلم // محمد الصدوقي
نشر في العلم يوم 18 - 11 - 2015

ونحن على أبواب إصلاح تعليمي جديد، وفي خضم المشاورات الموسعة التي قامت بها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني و المجلس الأعلى للتعليم مع مختلف الفاعلين، لتشخيص أعطاب المنظومة التعليمية والبحث عن الحلول القمينة بتجاوزها، ؛نظن أن السؤال الجوهري الذي يجب أن يجيب عليه الجميع: لماذا تفشل كل إصلاحاتنا التعليمية منذ الإستقلال؟
كجواب على هذا السؤال المركزي، نجد كما هائلا من التشخيصات المعروفة والمرتبطة بالمناهج والبرامج والكتب المدرسية ونظام التقييم والبنيات التحتية وضعف وعدم كفاية الموارد البشرية...لكن ناذرا ما يتم التحدث عن سبب بنيوي وأساسي وخطير يساهم بشكل كبير في إفشال كل الإصلاحات التربوية، وخصوصا في بعدها التدبيري والمالي المسؤول الأول على إنجاز وتنزيل مشاريع الإصلاح ،وعلى السير العادي والفعال والناجع للمنظومة التعليمية.
الكثير يحاسب المدرسين والمدراء والمفتشين التربويين على مسؤوليتهم في فشل او نجاح الإصلاحات، ولا أحد تقريبا يحاسب الجهاز التدبيري للوزارة، على مستوى المركزي والمصالح الخارجية من أكاديميات ونيابات إقليمية، وتحميلهم مسؤولية الاختلالات التدبيرية، بل فساد هذه الأجهزة التدبيرية الذي يؤثر سلبا بشكل كبير على فشل الاصلاحات التعليمية وشحن أجواء العمل سلبا؛ الكل يعرف روائح فساد بعض هذه الأجهزة التدبيرية المنبعثة من التقارير التي ينجزها المجلس الأعلى للحسابات أو بعض اللجن التفتيشية وما تقف عليه بعض المنابر الإعلامية الوطنية.
ومن خلال رصدنا ومتابعتنا لما يرشح من فساد عن الأجهزة التدبيرية للوزارة ومصالحها الخارجية، سنتطرق إلى بعض مظاهر الفساد التدبيري الإداري والمالي للوزارة (رصد تاريخي):
- مظاهر الفساد الإداري:
كما هو معروف، فإن نجاح أي مشروع يرتبط أولا بكفاءة وفعالية ونزاهة ووطنية القيادة الإدارية(على مستوى التخطيط ومتابعة التنفيذ والتقييم...).لكن كيف يتم اختيار او تعيين هذه القيادات الإدارية؟ الأكيد والمتداول، أن بعض هذه القيادات الإدارية، على مستوى الوزارة والأكاديميات والنيابات ،وحتى المؤسسات التربوية، غالبا ما يتم اختيارها وتنصيبها خارج منطق الكفاءة والتجربة والنزاهة...ومعايير الاختيار، غالبا ما يتحكم فيها منطق الصداقة والعائلة والشوفينيات القبلية والجغرافية، والزبونية النقابية والحزبية والرشوة...هكذا، لن نتعجب كثيرا، حين نجد منتوج وفعالية هذه القيادات المغشوشة ضعيفين ورديئين، وغالبا ما تتسم بعدم المسؤولية والجدية والاستهتار،بل وتمارس وتكرس هي الأخرى أشكالها من الفساد التدبيري والسطو على المال العام، وبالتالي فشل تنزيل أي إصلاح تعليمي بشكل جدي وناجع...مادامت تفتقد إلى الكفاءة، ولا تخاف مبدأ المحاسبة، لأنها قد تحظى بحماية من نصبها ، بالإضافة إلى أشكال التواطؤ بينها وباقي الفاسدين من بعض النقابات والمسؤولين والمنتخبين والمنعشين والمقاولات...،وتعرف مسبقا أن الكل فاسد، والفاسد لن يحاسب الفاسد...لذا،وجب التفعيل الحقيقي للدستور المغربي الجديد ،لمحاربة وتجفيف مظاهر الفساد الإداري في القطاع،من خلال اعتماد مبادئ ربط المسؤولية بالمحاسبة، واعتماد مبدأ الكفاءة والنزاهة والتنافس(المباريات)للحصول على المناصب الإدارية مركزيا وجهويا وإقليميا ومحليا ومؤسستيا..
- مظاهر الفساد المالي
نجاح أي إصلاح له علاقة كذلك بتوفير كلفته المالية، وصرف الأغلفة المالية على المشاريع المستهدفة، ومراقبة أوجه الصرف الحقيقية ميدانيا، لكن ماذا يقع في الواقع؟ ترصد أغلفة مالية، كما وقع مثلا في تنفيذ مشاريع المخطط الاستعجالي(حوالي 45 مليار درهم،،وهناك تضارب حول الرقم الحقيقي؟!) ،مركزيا وجهويا وإقليميا ومحليا، لإنجاز البنيات والتجهيزات والخدمات والمشاريع التربوية وتوفير وسائل العمل...لكن غالبا ما نجد(حسب بعض الأخبار المسربة إعلاميا، والتقييم الأولي لمشاريع المخطط الاستعجالي، تقارير المجلس الأعلى للحسابات) عدم التطابق بين الأغلفة المرصودة في الوثائق والواقع. يكفي أن نعطي بعض الأمثلة الدالة،والتي تدعو إلى الشك وتستوجب تحريك لجان المراقبة والمتابعة القضائية: عدد ومواصفات وجودة البنايات المدرسية كما هي في الوثائق ودفاتر التحملات لا تطابق واقع إنجازها، التلاعب في الصفقات، التجهيزات ووسائل العمل تكون غالبا من حيث الجودة والعدد لا تعكس ما هو مسجل في الوثائق،هناك تضخم في التعويضات المختلفة للأطر الإدارية، وأحيانا يتم الاستفادة منها دون إنجاز المهام المعوض عنها ودون استحقاق؛ نجد في الوثائق الرسمية لمبادرة مليون محفظة ضرورة استفادة التلاميذ المعنيين من محفظات وكتب ولوازم مدرسية حسب مواصفات معينة ،في الواقع نجد بعض التلاميذ في بعض المدارس لا يستفيدون من كل ما ورد في الوثائق الرسمية، ناهيك عن غياب جودة المحفظات واللوازم المدرسية، أو عوض الاستفادة من دفاتر 100 ورقة توزع دفاتر 50 ورقة...سوء وعدم جودة ربط المؤسسات بشبكات الماء والكهرباء ...فأين تذهب الأموال الضخمة المخصصة للوزارة مركزيا وللأكاديميات والنيابات الإقليمية والمؤسسات؟ هل تصل فعلا إلى وجهتها؟ وخصوصا المؤسسة التربوية والتلاميذ، حيث الكل يتبجح بأنهم المستهدفون من أي إصلاح؛ الكل يعرف الحالة المزرية لأغلب مدارسنا وتلامذتنا، فلماذا هذه الملايير تهدر؟ وأين تذهب بما أنها لا تصل غالبا للمدرسة وللتلميذ، حتى لا نقول للمدرس/ة أيضا، وهذه هي الأعمدة الحقيقية لنجاح أي إصلاح تعليمي؟ أين وصلت التقييمات الأولية والنهائية لأموال المخطط الاستعجالي؟ وتقارير المجلس الأعلى ؟ولجن التفتيش....؟ما نلاحظ، في الغالب، غياب التفعيل الحقيقي للمبدإ الدستوري ربط المسؤولية بالمحاسبة والعقاب، حيث اغلب التقارير تبقى حبيسة الرفوف، وأغلب المسؤولين عن الاختلالات وبعض مظاهر الفساد في القطاع وعن فشل الإصلاحات التعليمية، يبقون في مناصبهم، بل منهم من يُرقى...فكيف لقطار تعليمنا أن ينطلق معافيا صالحا إلى الأمام وبعض المسؤولين عن قطاع غياره و سكته ومساره وقيادته فاسدين قيميا وتدبيريا؟
++باحث تربوي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.