لا أجد من تفسير للخروج الإعلامي المكثف لوزير التربية الوطنية والتكوين المهني السيد بلمختار غير دعوة صريحة للإستقالة من حكومة الأستاذ عبد الإلاه بنكيران. فالرجل تعمد الخروج المفاجئ عبر العديد من الحوارات التي نشرت في كثير من الصحف و المواقع ومضمون هذه الخرجات يزيد في ترجيح كفة ما نتوقعه. حيث أنه لم يذخر جهدا في الإفصاح عن فشله الذريع في تدبير هذا القطاع حيث يعترف بعظمة لسانه بأن جميع مؤشرات التمدرس تراجعت بشكل مهول بداية من تراجع مؤشر تعميم التعليم لأول مرة منذ عشرات السنين إلى الزيادة الخطيرة في نسبة الإنقطاع عن الدراسة التي شملت حتى المستويات الإبتدائية مرورا بالإرتفاع الكبير في نسبة الإكتظاظ والنقص الكبير في الموارد البشرية، فالقانون المالي الحالي يتيح لهذه الوزارة توظيف 8300 منصب شغل بيد أن الموظفين الذين سيغادرون القطاع هذه السنة بسبب التقاعد سيصل إلى 12 ألف. وإذا كانت نسبة الخصاص من الموارد البشرية في هذا القطاع الاستراتيجي تصل اليوم إلى 15 ألف فماذا سيكون عليه الوضع في السنة القادمة؟ ومرورا أيضا بتراجع تشييد المؤسسات التعليمية والداخليات و تراجع إقبال التلاميذ على المواد العلمية بنسب مقلقة جدا. السيد الوزير لم يكتف بهذه الخرجات التي يعلن فيها عن فشله بل سلك منهاج الصراحة الغير المعهودة تحت قبة البرلمان وأقر بمظاهر التراجعات الخطيرة التي تطال التعليم في بلادنا، ولم يقتصر على هذا و راح يعلن استفزازه للمجتمع بأن أكد التراجع عن تعريب المواد العلمية، ولم يقتصر على هذا أيضا بل راح يمطر الرأي العام بالصواريخ بأن أكد أن 78 بالمائة من التلاميذ المغاربة لا يفهمون ما يدرس لهم، وأن 80 بالمائة من أساتذة اللغة الفرنسية لا يتقنون هذه اللغة. ولم يتوقف عند هذا الحد بل استغل مروره بالمؤسسة التشريعية ليعطي إشارة إحتقار إلى هذه المؤسسة. ماذا بقي أكثر؟ فالرجل يعلن أمام الملأ و هو في كامل قواه العقلية عن فشله في تدبير القطاع، ويجتهد في البحث عن الفرص وانتهاز المناسبات لتوجيه الرسائل إلى الجهة التي جاءت به إلى حكومة الأستاذ عبدالإلاه بنكيران. فارحموا الرجل رحمكم الله! ارحموا عتيه في السن! ارحموا وضعه الصحي! ارحموا هذا الوطن رحمكم الله! وافهموا واستوعبوا رسائل الرجل. إنه يريد أن يرحل فرحلوه جازاكم الله عنه وعنا كل الخير والثواب.