سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حتى لا تسقط دبلوماسيتنا أسيرة دوامة ردود الفعل المتسرعة والمكلفة: حرب دبلوماسية شرسة بين الرباط والجزائر لاحتواء التحكم في تداعيات قرار مجلس الأمن حول الصحراء
ثلاثة أسابيع بعد قرار مجلس الأمن المتعلق بالصحراء المغربية ، تدور في كواليس العواصم الدولية حرب دبلوماسية شرسة طرفاها الرباطوالجزائر من أجل التحكم في تداعيات القرار الأممي وتجاوز ضغط أجل التسعين يوما ، الذي حدده مجلس الأمن لعودة فرق المينورسو التي طردها المغرب في عز أزمته مع الأمين العام الأممي بان كي مون . الخارجية المغربية و بعد أن فتحت جبهة تحدي ثنائية تجاه كل من بان وواشنطن تسابق الأحداث والمستجدات من أجل تأمين حصونها الدبلوماسية التقليدية بدءا من باريس ومرورا بمدريد ، فيما الجارة الجزائر التي بذلت في وقت سابق أقصى جهودها لتأجيج نار الخلاف بين الرباط والأمم المتحدة ، فهي حاليا منشغلة باستثمار الأزمة بين الرباطوواشنطن لمحاولة مزاحمة المغرب في قلب البيت الأبيض . الرجل الثاني في الخارجية الجزائرية تباحث قبل أيام في فيينا مع مسؤولة رفيعة بالخارجية الأمريكية ، و عرض عليها دعم الجزائر في الحرب على الإرهاب الزاحف بوسط القارة و شرقها ، في مقابل تعهد واشنطن بترك الامتياز لقصر المرادية في تدبير الملف الليبي و اقتراح الحلول الكفيلة بتطوير التسويات السياسية المطروحة دوليا . الجزائر بمقايضتها واشنطن الحرب على الإرهاب في مقابل احتكار الملف الليبي تضرب عصفورين بحجر أولهما تأجيل التدخل العسكري الغربي المحتمل على غرب و وسط ليبيا لضرب تجمعات داعش ، و هو ما يعني تجميد مسلسل الصخيرات وعزل المغرب على الصعيد الاقليمي و المغاربي بعد أن حقق خلال النصف الأول من السنة مكاسب مهمة على هذه الواجهة الحساسة . ثاني المكاسب أو بالأحرى المناورات الجزائرية ، تتعلق بشغل مركز الحليف الاستراتيجي للبيت الأبيض بشمال إفريقيا وهو الموقع التفضيلي والاعتباري الذي ظلت الرباط تحتله منذ عقود مما يعني أن هامش مناورات قصر المرادية داخل أوصال البيت الأبيض ستتوسع وستستفيد حتما من التصعيد المسجل في علاقات الرباط بأمريكا مما سيكون له أثر على مواقف واشنطن من ملف الوحدة الترابية للمملكة و التي تعرف في الأشهر الأخيرة تذبذبا ملحوظا , حيث الخارجية الأمريكية تلعب على الحبلين . الرباط تدرك أنه يتعين عليها كسب دعم مباشر وحقيقي لثلاثة أعضاء بمجلس الأمن من أصل الأعضاء دائمي العضوية الخمسة ،ولم يعد في استطاعتها أن تراهن على المزاج المصلحي المتقلب لواشنطن ، لذلك فقد حولت أشرعة سفنها نحو بيكين وموسكو شرقا مع علمها المسبق بأن بريطانيا بدورها غير مأمونة الجانب . قصر المرادية الذي نزع ملف الصحراء من وزير الخارجية لعمامرة،وسلمه لقطب الدبلوماسية الثاني أمساهل أحد صقور مربع السلطة الأكثر حقدا على المغرب يراهن على الطعنات السريعة والحاسمة لارباك المغرب و تسرع الرباط في التعامل مع انزلاقات بان كي مون ، و ادعاءات واشنطن عوامل تحفز الحماس الجزائري لا لحاق المزيد من الضرر بالرباط لحسم معركة مجلس الأمن قبل نهاية ولاية بان مع متم السنة الجارية . حكم المحكمة الأوربية في قضية الشق الفلاحي من اتفاقية الشراكة بين الرباط و بروكسيل الاستئنافي سيكون أيضا عاملا محددا في تحديد موازين القوى , و الجزائر التي تتوقع الخسارة القانونية في القضية بعد أن عبرت جل عواصم الاتحاد الاوربي عن عدم رضاها عن الحكم الابتدائي المناهض لمصالحها الاقتصادية تراهن على تسييس ملف الدعوى القضائية بغرض إحراج مدريد و حملها على سحب دعمها للرباط في ملف التسوية الأممية و ابتزازها في ملف الدعوى الأوربية كسلطة إدارية تاريخية للصحراء مطالبة بضمان تقرير مصير مستعمرتها السابقة . الدبلوماسية المغربية التي اختارت مدفوعة بأجواء الإجماع الوطني الداخلي على فتح جبهات خارجية متعددة في نفس الوقت ، مطالبة بتحديد دقيق و عاجل لسلم أولوياتها حتى لا تسقط ضحية الحسابات الخاطئة التي من شأنها تحميس الخصوم بالداخل و الخارج على اعتماد خطط هجومية سريعة من شأنها إرباك حسابات المملكة و دفعها الى الانكماش في دائرة ردود الفعل المتسرعة و الباهظة الكلفة .