استرعت انتباهي كلمة االحموضةب التي يستعملها أحد الفنانين المرموقين عندنا في وصلة إشهارية، والتي وإن كان توظيفها في غيرمحلّه مقارنة بما يقوم بالتحسيس له، فأنا أرى ومن باب فهمي المتواضع لمدلول هذه الكلمة أن أي منتوج غذائي يُصاب بالحموضة فهو غير صالح للإستهلاك ، لأن الحموضة معناها إصابة بالتلف أي الفساد، واعتباراً لمفهوم الاستهلاك الذي لايعني المواد الغذائية وحدها بل كل مايُنتج ويطرح للعموم ، يمكن تجاوزا أن نعتبر الإنتاجات الدرامية وغيرها الخاصة برمضان بقنواتنا التلفزية ،والتي صرفت من أجلها مئات ملايين الدراهم ، مادة تستهلك من طرف المشاهدين المغاربة داخل وخارج الوطن، وكون أن ماقدم حتى الآن ونحن في المنتصف الثاني من شهر رمضان لم يقنع في غياب النصوص القوية والحوارات المفيدة والهادفة ، بغض النظر عن الممثلين والديكورات وفضاءات التصوير ، كما أن بعض هذه الانتاجات قد فاحت منها رائحة الحموضة منذ البداية، مما كان يستوجب إراحة أعين المشاهدين المغاربة منها، والذين يعتبرون استمرار بثها استفزازاً لهم واستخفافا بذكائهم. يمكن القول أن الإنتاجات الرمضانية بهذا العام خيبت ظن المشاهدين والتي عمتها الحموضة إلا من بعض الاستثناءات، (ولا حكم للنادر)، مما يعني أنها غير قابلة للإستهلاك لذلك لا لوم للنظارة من عباد الله المغاربة إن هم تخلوا عن إنتاجاتنا الحامضة والمطبوخة على عجل وفي آخر لحظة، وبحثوا بعد الانتقال إلى قنوات خارجية عن إنتاجات جادة وقوية ومفيدة وممتعة، خالية من أي حموضة أو سذاجة في معالجة المواضيع المختلفة. يبقى التذكير في الأخير أن بقاء الحموضة لمدة طويلة يتحول إلى نتانة وقانا الله شر روائحها الكريهة..!