رغم تحسن الأحوال الجوية مياه نهر سبو ونهر بهت تجتاح مرة أخرى جماعات بإقليميسيدي قاسموالقنيطرة تضاربت الأنباء حول أسباب الأحداث التي عرفتها مدينة الخنيشات إقليمسيدي قاسم أول أمس الثلاثاء صباحا ، فمن خلال تحريات بعين المكان اتضح ان هناك عدة تفسيرات حول دواعي الإحتجاجات التي قام مجموعة من المواطنين والتي تحولت في لحظات الى أعمال شغب وتخريب طالت عدد من المؤسسات العمومية وممتلكات خاصة .فقد عزا البعض السبب الى مطالبة جهة معينة المنكوبين الذين لجأوا الى دار الأطفال قبل أيام بمغادرتها لإستقبال تلاميذ المؤسسة ما دفح المنكوبين الى الغضب ، في حين ذهبت مصادر أخرى الى اتهام جهات نافذة بالمجلس البلدي بتحويل الإعانات الى دواوير معينة واستغلال الكارثة لأغراض انتخابية ما أدى الى احتجاج المواطنين ، لكن تصريحات متطابقة لمصادر متعددة عاينت الأحداث أكدت ان المنكوبين الذين قدموا من نواحي الخنيشات عقب الفيضانات احتجوا على إهمالهم و عدم مساعدتهم فاستغل آخرون غرباء عن المدينة هذا الوضع للقيام بأعمال شغب وتخريب لم تميز بين الأملاك العامة والخاصة ..وعلم ان النيابة العامة أمرت الدرك الملكي بالقيام بالتحريات لمعرفة أسباب الحوادث وهوية مرتكبها .. وبخصوص كارثة الفيضانات فانه رغم تحسن الأحوال المناخية منذ الأحد الأخير إلا ان نهر سبو ونهر بهت ومجاري سهل الغرب ظلت تستقبل مياه كثيرة من المرتفعات والمياه الفائضة عن سد الوحدة وسد ادرس الأول وسد القنصرة التي وصلت نسبة الملأ بها الى أكثر من 100 في المائة ما جعل الفيضانات تكتسح الاثنين والثلاثاء الماضيين اراضي واسعة في اقليمسيدي قاسم حيث غرقت دواوير ضواحي الخنيشات وحد كورت وس قاسم في المياه متسببة في إتلاف جميع أمتعة السكان وممتلكاتهم ،وقطع الطرق الرابطة بين الجماعات والدواوير، ووفق إفادات عدد من المتضررين من الفيضانات فانه لم يتم توفير المساعدة فيما يخص الإيواء والتغدية والغطاء وأن المكنوبين كانوا يواجهون مصيرهم بمفردهم أو يعتمدون على كرم المحسنين وبعضهم أجبر على الرحيل من قراهم ،وفي هذه المناطق المنكوبة تقل مراكز تقديم المساعدة عكس ما هو حاصل في بعض جماعات سيدي سليمان .. أما في الجهة الغربية من سهل الغرب فقد تدفقت مياه بهت من جديد أيام الإثنين والثلاثاء الأخيرين على جماعات سيد الكامل و علال التازي المكرن وأدت الى قطع الطريق الرئيسية الرابط بين القنيطرة وعلال التازي وتشريد أعداد مهمة من سكان الدواوير في هذه المنطقة ، وقد لجأ الكثير منهم دون توجيه من أحد أو تنظيم من جهة معينة الى غابة معمورة عند نقطة كلم 9 على مشارف الطريق السيار بقطعانهم وأطفالهم وشيوخهم وما بقي من أمتعة يبيتون في خيم مصنوعة من البلاستيك في غالب الأحيان ... ويبدو ان حجم الكارثة لم يكن متوقعا ولا تم الإعداد له بما يجب من الوسائل والإمكانيات لذلك يسود نوع من الارتباك في عملية توزيع المساعدات والتعاطي مع الكارثة رغم الجهود المبذولة للتخفيف من تداعياتها ،فيما لم تصل المساعدات نهائيا الى مناطق أخرى منكوبة مثال الملاقيط بجماعة بنمنصور ،وقد اشتكى المنكوبون من الزبونية في تقديم الإعانات، ففي مخيم دوار اولاد موسى بجماعة بومعيز الذي دمر تقريبا بالكامل بعد ان اجتاحه نهر بهت أكد كثير من نزلاء هذا المخيم ان المساعدات استفاد منها أشخاص ودواوير غير متضررة ،وفي هذا المخيم تتكدس أربعة أسر في خيمة واحدة ، ويعاني قاطنوه من البرد وقلة الطعام . ولمكافحة آثار الكارثة قررت الحكومة في اطار خطة استعجالية لإنقاد قطيع الماشية بالمناطق المنكوبة تخصيص 40 ألف قنطار من الشعيرللمتضررين، وقد انطلقت عملية توزيع الدعم مجانا ابتداء من أول أمس حيث توجهت الشاحنات الاولى الى س سليمان .وحسب مصدر من إدارة المكتب الجهوي للإستثمار الجهوي فان عملية أخرى تهم توزيع 40 ألف قنطار من الأعلاف المركبة لفائدة ضيعات البقر الحلوب في أطار بيع مدعم ستنطلق قريبا ، وحسب نفس المصدر فان الوزارة الوصية بصدد وضع مخطط لتجاوز خسائر الموسم الفلاحي وتحسيس الفلاحين بعملية جديدة تخص الزراعات الربيعية .