يواصل فيروس كورونا الجديد “كوفيد 19” حصد الارواح في الصين و خارجها منذ ظهور المرض القاتل في دجنبر الماضي, وعلى الرغم من الارتفاع في عدد الإصابات والوفيات في هذا البلد الاسيوي إلا أن الأرقام في تراجع طفيف عن تلك المعلنة في الأيام السابقة, ومع ذلك فإن الوضع يثير مخاوف لعدم القدرة لحد الان على وقف تفشي الفيروس. فقد وصل عدد الوفيات بفيروس كورونا الى 2445 وفاة و77041 إصابة مؤكدة في الصين, لكن السلطات الصحية أعلنت عن انخفاض في معدل الوفيات والإصابات الجديدة بفيروس كورونا منذ امس السبت. وأعرب مدير منظمة الصحة العالمية, تيدروس أدهانوم غيبريسوس, عن قلقه إزاء عدد حالات الإصابة الجديدة التي “ليس لها صلة واضحة بالصين, أو بحالات إصابة مؤكدة سابقا “, موضحا ان “مصدر القلق الأكبر الآن هو الدول ذات النظم الصحية الأضعف, خاصة في القارة الأفريقية”. وأضاف على موقع “تويتر”, أن “الحالات التي لا توجد لها صلة واضحة بالوباء تشمل أشخاصا لم يسبق لهم السفر إلى الصين أو مخالطة أي حالة إصابة مؤكدة بالفيروس”. لكنه خفف من خطر الفيروس بالقول إن التقارير كشفت أن “المرض ما زال بسيطا لدى 80 في المائة من المصابين, وخطيرا أو حرجا لدى 20 في المائة, ويكون الفيروس قاتلا في 2 في المئة من الحالات”. وخارج حدود الصين, سجل انتشار للفيروس في 25 بلدا بشكل ينذر بالخطر بعد ظهور نقاط انتشار جديدة في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا. و دخلت كوريا الجنوبية على خط المواجهة , بعد الاعلان ن تسجيل خمسة وفيات و نحو 500 اصابة بالفيروس, ما دفع برئيس البلاد مون جيه, الى اتخاذ إجراءات فاعلة للوقاية من الفيروس , ورفع درجة الحذر منه الى “أعلى درجة”. وتعدى الفيروس حدود شبة الجزيرة الكورية ووصل الى منطقة الخليج , مسجلا سابع حالة وفاة بايران مع ارتفاع في عدد الاصابات بشكل كبير نسبيا منذ الكشف عن أول إصابة الأربعاء الماضي , أغلبيتها في مدينة “قم”. وتسببت الوفيات الحاصلة في إيران في حالة من الذعر في العراق والكويت, حيث منعتا السفر من وإلى ايران , ومنعتا دخول الإيرانيين الذين يتدفقون بالملايين على النجف و كربلاء لزيارة الاماكن المقدسة. ومن جهتها , أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية , امس السبت, عن إصابتين جديدتين بفيروس كورونا الجديد, ليرتفع العدد الإجمالي للحالات المكتشفة في البلد إلى 13 حالة, تم الإعلان عن شفاء ثلاثة حالات منها في وقت سابق. كما اعلنت مصر عن اصابات مؤكدة. و في لبنان, سجلت أول حالة إصابة بفيروس (كوفيد – 19), عندما وصلت امرأة / 45 عاما/ على متن رحلة طيران قادمة من “قم” الإيرانية الخميس الماضي. واعلن وزير الصحة حمد حسن , أنه سيتم الآن اختبار جميع الأشخاص المسافرين من إيران إلى لبنان بحثا عن الفيروس الجديد قبل النزول إلى لبنان. وطرق الفيروس القاتل كذلك أبواب قارة أوروبا وسط مخاوف من وصوله الى القارة الافريقية. و أعلنت الحكومة الإيطالية إغلاق 11 بلدة غالبيتها في منطقة “لومبارديا” بعد اكتشاف 79 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد توفي اثنان منهم يومي الجمعة والسبت , وعلقت جميع رحلات الطيران المباشرة من و الى الصين, وبذلك أضحت ايطاليا أكثر الدول الأوروبية من حيث عدد الإصابات, أمام ألمانيا ب16 إصابة. وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي في مؤتمر صحفي إغلاق المناطق التي تعتبر بؤرا للفيروس ومنع الدخول اليها والخروج منها” إلا بتصاريح خاصة”. بينما تتسابق الحكومات وهيئات الصحة بحثا عن لقاح يوقف زحف فيروس كورونا القاتل, أعلنت شركة متخصصة بالهندسة الوراثية في الولاياتالمتحدة أنها توصلت إلى علاج لهذا المرض القاتل. ونقلت شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية عن الرئيس التنفيذي لشركة “غريفيكس” التي تتخذ من ولاية تكساس مقرا لها, قوله إن مؤسسته توصلت هذا الأسبوع إلى لقاح يقضي على فيروس كورونا, وإن الخطوة التالية قبل الحصول على موافقة بالتسويق له من السلطات الأميركية, ستكون اختباره على الحيوانات. وفي حال تمت الموافقة على اللقاح من جانب الحكومة الأميركية, فإن الشركة ستوزعه مجانا في بلدان أخرى بخلاف الولاياتالمتحدة. ووفق الرئيس التنفيذي للشركة جون برايس, فإن عملية تطوير اللقاح لم تشمل استخدام نسخ حية أو ميتة من فيروس كورونا الذي ظهر في مدينة “ووهان” الصينية, لكنها استعانت بلقاحات ناقلات الفيروسات الغدية التي تسبب أمراضا تشبه الذي ينقله الفيروس الخطير. واللقاح الجديد ثمرة تعاون بين “غريفيكس” والمعهد الوطني للصحة والأمراض المعدية الذي منح الشركة 18.9 مليون دولا في دجنبر الماضي للعمل على مكافحة الأوبئة المعدية. ففي البداية, كان الأطباء والباحثون يعتقدون أن فترة حضانة الفيروس تقدر بنحو أسبوعين, وهي الفترة التقديرية المستندة إلى فترة حضانة فيروس “كورونا ميرس”, وكذلك “كورونا سارس”, على اعتبار أن كورونا الجديد أو “كوفيد 19″ من نفس عائلة الفيروسين السابقين. غير أن أطباء وباحثين في الصين قالوا إن فترة حضانة فيروس كورونا الجديد قد تصل إلى 24 يوما, وهذا يعني أن فترة حضانة ” كوفيد 19″ أكثر بنحو 10 أيام من الفترة التي قدرها الخبراء سابقا. فقد أعلنت حكومة محلية في الصين امس أن رجلا في إقليم هوبي في السبعين من عمره أصيب بالفيروس, لكن لم تظهر عليه أعراض المرض إلا بعد 27 يوما , ما يعني أن فترة حضانة الفيروس قد تكون أطول بكثير من فترة الأسبوعين المفترضة. بالإضافة إلى ذلك, كشفت دراسة حالة لامرأة صينية من مدينة ووهان، في العشرين من عمرها, أنها سافرت لمدينة أخرى تبعد مئات الكيلومترات, ونقلت الفيروس إلى 5 من أقاربها من دون أن تظهر عليها أعراض الإصابة أو العدوى, بحسب ما ذكر علماء صينيون.