هطلت أمطار الخير بالرباط التي استبشر من خلالها المغاربة الخير في هذا اليوم المبارك، وهو اليوم التاريخي الذي سيبقى في أذهان الجميع، هو خميس مبارك ا زأر فيه الأسود وحققوا ما تمنته أجيال عديدة، ووزعوا فرحة غير مسبوقة وأمالا كبيرة، مشكلين بذلك "مشاعر" و "شذرات عاطفية"، رصدتها الأيام 24 خلال احتفالات صاخبة بعد مباراة المنتخب المغربي ضد نظيره الكندي . تبدو الطريق إلى شارع محمد الخامس ( أشهر شوارع الرباط) كأدغال وعرة الوصول والانسياب، فالكل حج إلى هذا المكان ليعبر بصوت واحد عن فرحة طال انتظارها، بترديد "أهازيج وهتافات" شكلت عنوان احتفال مهيب شيعته الجماهير الرباطية الشواقة لمثل هاته اللحظات، فقد وحد شعار " واالمغريب" وترديد نغمة " الله ياربي الله ياربي الله" حناجر الجماهير الرباطية التي نسجت أجواء مهيبة، احتفالا بإنجاز تاريخي لم يخطر في أذهان أكبر المتفائلين. غير أن ما يشد الانتباه وسط غيمة الاحتفالات هاته، "ركضة" مسن مغربي وسط شارع محمد الخامس، حاملا الراية المغربية معبرا عن شكره للرفاق وليد الركراكي ب"إدخال الفرحة على قلبه"، وهو ما جعل الجميع يتفاعل مع المشهد الذي بدا "مؤثرا"، وتجسيدا واضحا لفرحة وصلت نغماتها لعروق المغاربة بجميع فئاتهم، ولم تقف الفرحة عند المغاربة فقط، فقد صادفت "الأيام 24″ أجانب هولنديين جاءوا للمغرب من أجل قضاء فترة سياحية لتتحول إلى مناسبة لمشاهدة مباريات المنتخب وسط المغاربة في المقاهي والاحتفال بينهم وارتداء قميصهم تقاسما للأجواء الاستثنائية مع شعب عرفوا مدى عشقه القوي لكرة القدم. وشكل التأهل التاريخي للمنتخب المغربي الضوء الأخضر لرفع سقف أحلام الجماهير المغربية التي بدأت تجد من فكرة الوصول للنهائي أمرا ممكنا، إذ يصرح مشجع مغربي ل"الأيام 24″، " المباراة التي قدمتها العناصر الوطنية، جعلت الجميع يتيقن من مدى مستواهم الذي ينافس أقوى المنتخبات بالعالم، كما أن الوصول للنهائي أمر ممكن، فمنتخبنا قادر على تحقيق هذا التحدي"، مضيفا في نشوة من الفرح " لدي يقين بأننا سنلاقي منتخب البرازيل في النهائي ثم تحقيق الفوز عليه". وقد رصدت "الأيام 24″، تباينا واضحا في أراء المغاربة حول حظوظ المنتخب في الأدوار القادمة، إذ أشاد معظمهم بما قدمه رفاق وليد الركراكي ، في وقت انتقد قلة منهم أداء اليوم بسبب "الهفوات التكتيكية على مستوى الدفاع" و"العقم التهديفي لدى خط الهجوم". هي إذن ليلة استثنائية، ستسيل الكثير من المداد في صفحات التاريخ التي سيتذكرها المغاربة قاطبة، الذين خرجوا لتفريغ فرحة هستيرية رفعوا من خلالها سقف الطموحات، التي تبدو ممكنة مع فريق استثنائي جعل صورة المغرب استثنائية في مونديال استثنائي. .
