"إغلاق المعبر يعني أن أفقد قدمي الثانية" شهادات لبي بي سي من مرضى ومصابين في رفح    ما الذي قاله مدرب نهضة بركان بعد الانتصار على الزمالك المصري؟    كرة اليد.. اتحاد طنجة يتأهل لربع نهائي كأس العرش    دفاتر النقيب المحامي محمد الصديقي تكشف خبايا مغربية عقب تحقيق الاستقلال    جهاز الإحصاء الفلسطيني: مقتل أكثر من 134 ألف فلسطيني وأكثر من مليون حالة اعتقال منذ نكبة 1948    مدرب بركان يشيد بالفوز على الزمالك    إبراهيم صلاح ينقذ "رين" من خسارة    لقاء لشبيبة حزب التجمع الوطني للأحرار بفاس حول الحصيلة المرحلية للعمل الحكومي    الانفصاليون في كاتالونيا يخسرون غالبيتهم أمام الاشتراكيين بقيادة سانشيز    طقس الإثنين.. أمطار رعدية مع هبوب رياح قوية بهذه المناطق    خلاف مروري بساحل أكادير يتحول إلى جريمة دهس مروعة (فيديو)    بلينكن يحذر إسرائيل من "الوقوع في فخ القتال مع حماس والانزلاق إلى الفوضى إذا لم يكن هناك خطة لحكم غزة في مرحلة ما بعد الحرب"    إقليم العرائش يستعد لاحتضان الدورة الثانية عشرة للمهرجان الدولي ماطا للفروسية    المنتخب المغربي للتنس يتوج بطلا لإفريقيا    رصيف الصحافة: سمك فاسد في "جامع الفنا" يودع 3 أشخاص الحراسة النظرية    الجيش المغربي ونظيره الأمريكي ينظمان الدورة ال20 من مناورات "الأسد الإفريقي"    مطلب ربط الحسيمة بشبكة السكة الحديدية على طاولة وزير النقل    النصيري في ورطة بإسبانيا وعقوبة ثقيلة تنتظره    تفاصيل محاولة فرار "هوليودية" لمغاربة بمطار روما الإيطالي        "إيقاعات تامزغا" يرفع التحدي ويعرض بالقاعات السينمائية الأسبوع المقبل    باريس سان جيرمان يودع مبابي أمام تولوز بالدوري الفرنسي الليلة    وفاة 5 تلاميذ غرقا بأحد شواطئ الجزائر    جيتكس إفريقيا المغرب 2024.. وكالة التنمية الرقمية في خدمة النهوض بالابتكار والتكنولوجيا الجديدة    عاصفة شمسية قوية تنير السماء بأضواء قطبية في عدة دول    حل مجلس الأمة الكويتي: إنقاذ للبلاد أم ارتداد عن التجربة الديمقراطية؟    وفاة أول مريض يخضع لزرع كلية خنزير معدل وراثيا    أسعار الطماطم تقفز بأسواق المغرب .. ومهنيون: تراجع الإنتاج وراء الغلاء    معرض الكتاب.. لقاء يحتفي بمسار الأديب أحمد المديني    افتتاح فعاليات الدورة الثالثة للمعرض الدولي للأركان بأكادير    "أسبوع القفطان".. فسيفساء من الألوان والتصاميم تحتفي بعبق الزي المغربي    "كوكب الشرق" أم كلثوم تغني في مهرجان "موازين" بالرباط    توقعات أحوال الطقس غدا الاثنين    الدرهم يرتفع بنسبة 0,44 في المائة مقابل الأورو    زلزال بقوة 6.4 درجات يضرب سواحل المكسيك    اليوتوبر إلياس المالكي يمثل أمام النيابة العامة    الصويرة : دورة تكوينية لفائدة أعوان التنمية بمؤسسة إنماء    المغرب الفاسي يبلغ نصف النهائي بفوزه على المغرب التطواني    الحسيمة تحتضن مؤتمر دولي حول الذكاء الاصطناعي    الإمارات تستنكر دعوة نتنياهو لها للمشاركة في إدارة غزة    طانطان.. البحرية الملكية تقدم المساعدة ل59 مرشحا للهجرة غير النظامية    عرض "قفطان 2024" في نسخته الرابعة و العشرين بمراكش    ورشة حول التربية على حقوق الانسان والمواطنة    مذكرة توقيف تلاحق مقدم برامج في تونس    بعد إلغاء حفل توقيع رواياته.. المسلم يعد جمهوره بجولة في المدن المغربية    الصين تطور أول نظام للهيدروجين السائل المركب بالسيارات من فئة 100 كيلوغرام    مركز متخصص في التغذية يحذر من تتناول البطاطس في هذه الحالات    ماذا يقع بالمعرض الدولي للكتاب؟.. منع المئات من الدخول!    النخبة السياسية الصحراوية المغربية عنوان أطروحة جامعية بالقاضي عياض    عائلات "المغاربة المحتجزين بتايلاند" تنتقد صمت أخنوش وبوريطة    الأمثال العامية بتطوان... (596)    العنف الغضبي وتأجيجه بين العوامل النفسية والشيطانية!!!    القضاء المغربي يصدر اول حكم لصالح مواطنة اصيبت بمضاعفات صحية بسبب لقاح كورونا    المغرب يسجل 26 إصابة جديدة ب"كورونا"    المغرب..بلد عريق لا يبالي بالاستفزازات الرخيصة    الأمثال العامية بتطوان... (595)    بتعليمات ملكية.. تنظيم حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية لحج موسم 1445 ه    هل يجوز الاقتراض لاقتناء أضحية العيد؟.. بنحمزة يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صورة السينما المغربية في مرآة المهرجانات الوطنية ...


على سبيل التقديم :
يمكن اعتبار المهرجانات السينمائية سواء الوطنية منها أو الدولية التي تحضر فيها السينما المغربية عبر المشاركة الفعلية فيها ضمن مسابقاتها الرسمية أو المشاركة الرمزية ضمن بانوراما تتعلق بها بشكل منفرد وخاص أو بالسينما العربية أو الإفريقية التي تنتمي إليهما.
وهو أمر أصبح معروفا ومتداولا ، مما يجعل منها أي هذه المهرجانات السينمائية قابلة للتوقف عندها للدراسة من جهة والمساءلة في بعديها التتبعي العادي أو النقدي من جهة أخرى . كما يجعل من مسألة الحديث عن هذه المهرجانات السينمائية بشكل كلي يبين خصوصياتها والمشترك الفني فيها معا طيلة سنة محددة مرآة يستطيع من خلالها القارئ العادي أو المتتبع المهتم بهذا المجال الفني أن يعرف بعض إبدالات هذه السينما المغربية والتحولات التي تعرفها من مهرجان سينمائي لآخر سواء على مستوى التيمات المعروضة أو الطريقة الإخراجية التي يتم بها تقديم هذه التيمات . وهو ما سنسعى للقيام به هنا والآن عن طريق الوقوف عند بعض أهم هذه المهرجانات السينمائية التي عرفتها السينما المغربية هاته السنة 2009..
1- الدورة الخامسة عشر من المهرجان الدولي للسينما المتوسطية بتطوان :
أعلن المهرجان الدولي للسينما المتوسطية بمدينة تطوان عن الرغبة في الاستمرارية القوية والحضور السينمائي المشع كعادته دائما منذ انطلاقته الرائعة سنة 1985 ، وذلك بإعلان اللجنة المنظمة له ، عن الدورة الخامسة عشر من مسيرته الفنية الموفقة والتي أهلته لأن يصبح أحد المهرجانات السينمائية الهامة بالمغرب. هذه الدورة التي امتدت من يوم 28/3/2009 إلى غاية يوم 4/4/2009 ، أي طيلة ثمانية أيام ، كلها كانت مليئة بالفن السينمائي ، في أرقى تجلياته سواء الفيلمية منها أو ما يتعلق بإقامة ندوات حول هذه التجليات السينمائية ذاتها . هكذا احتضنت هذه الدورة تكريما للسينما الاسبانية باعتبارها سينما متوسطية بامتياز ، وتم بالمناسبة إقامة عروض استرجاعية لأفضل الأفلام التي عرفتها هذه السينما طيلة خمسين سنة الأخيرة . وهي بادرة سينمائية جديرة بالتنويه إذ مكنت المشاهد المتابع لفعاليات المهرجان من الاقتراب أكثر من هذه السينما ومعرفة المراحل التي قطعتها ، وبالتالي مقارنتها بباقي السينمات المتوسطية الأخرى ومنها بطبيعة الحال السينما المغربية التي عرفت نشاطا ملحوظا في السنوات الأخيرة . وهو الأمر الذي يؤكد عليه هذا المهرجان ويحرص على الاستمرارية فيه ، لأنه يمكن من إبراز الثراء والتنوع الثقافي لبلدان البحر الأبيض المتوسط .، كما تم تنظيم ندوة تكريمية للمخرج السينمائي المصري الكبير الراحل يوسف شاهين تناولت بالدراسة والتحليل المحطات السينمائية الهامة في حياته و وقفت بالتالي عند الأفلام التي قام بانجازها والبعد العالمي الذي استطاع تحقيقه من خلال هذه الأفلام سواء على مستوى التيمات التي طرحها أو الانجاز الفني المتحقق فيها ، وشارك فيها مجموعة من الأسماء الهامة في المجال السينمائي العربي مثل الفنان المصري محمود حميدة والناقد السينمائي ورئيس الجمعية المغربية لنقاد السينما خليل الدمون وسواهما وأدارها الناقد السينمائي المغربي مصطفى المسناوي . إضافة إلى هذا تم تكريم الممثل المغربي الكبير الراحل حسن الصقلي من خلال الوقوف عند الأفلام السينمائية التي شارك فيها ، والمستوى الرفيع الذي استطاع الوصول إليه في عملية تجسيده للأدوار التي أنيط به القيام بها . وقد تميزت الأفلام المشاركة في المسابقة بالغنى والتنوع، وهو ما دفع الجمهور لمتابعتها بكثافة ملحوظة.
هكذا أكد هذا المهرجان السينمائي المغربي حضوره الفعال في خدمة السينما المتوسطية ، من خلال فسح المجال أمام الجمهور المغربي لمشاهدتها والتعرف على التنوع والغنى الذي تزخر به من جهة ، كما يسمح له بمقارنتها مع السينما المغربية والبحث عن أوجه التكامل الحاصلة بينها وبين هذه السينمات .
2- الدورة الثانية عشر لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة :
كانت الدورة الثانية عشر من مهرجان السينما الإفريقية بمدينة خريبكة متميزة جدا ، خصوصا والمهرجان عرف تحولا أساسيا في كونه أصبح ابتداء منها مهرجانا سنويا ، يقدم كل سنة جديد السينما الإفريقية ،ويجعلها محط أنظار العالم كله ، كما أصبح يشرف عليه الناقد السينمائي المغربي المعروف نور الدين الصايل باعتباره رئيسا للمهرجان وللمؤسسة التي تشرف عليه ، وهو أمر ايجابي جدا ، خصوصا إذا علمنا أن الأستاذ نور الدين الصايل كان من ضمن مؤسسي المهرجان منذ انطلاقته الأولى.هذا المهرجان السينمائي المغربي العريق الذي انطلق منذ سنة 1977، و الذي عرفت دوراته السابقة حضور ولمعان أسماء سينمائية افريقية كبيرة ، مما جعل منه يحتل موقعا أساسيا في خارطة المهرجانات السينمائية المغربية ذات البعد الإفريقي والعالمي. وقد انعقدت دورته هاته السنة ما بين 18 و 25 من شهر يوليوز 2009 . حيث تنافس فيها على جوائز المهرجان اثنا عشر فيلما روائيا طويلا من مختلف البلدان الافريقية ، مما برهن على حرص منظمي هذا المهرجان على التنوع والرغبة في الإحاطة بمختلف تجليات وأنواع هذه السينما الافريقية ، التي أصبح لها حضورا لافتا للنظر في المحافل السينمائية الدولية . وقد حضر المغرب في هذه الدورة للمهرجان بفيلمين سينمائيين هما فيلم " زمن الرفاق " وهو الفيلم الأول الطويل للمخرج المغربي محمد الشريف الطريبق، وهو فيلم من إنتاج سنة 2008 ، إضافة إلى فيلم "اعقلتي على عادل؟ " للمخرج المغربي محمد زين الدين، وهو أيضا من إنتاج سنة 2008 ، كما حضرت مصر بفيلمين جديدين هما فيلم "ميكانو" للمخرج المصري محمود كامل وهو من إنتاج سنة 2009 و فيلم "بلطية العايمة" للمخرج المصري علي رجب ، وهو الآخر من إنتاج سنة 2009، كما حضرت تونس بفيلم " سفرة .. يا محلاها " للمخرج التونسي خالد غربال ،وهو فيلم من إنتاج سنة 2008 وكما هو الأمر بالنسبة للمغرب ومصر وتونس ، فإن الأفلام السينمائية المشاركة بالنسبة لباقي الدول الإفريقية الأخرى نجد أنها أفلام تتراوح بين التي أنتجت سنة 2008 والأخرى التي أنتجت سنة 2009 ، وهو ما يبين مدى جدتها ، وقدرتها على التعبير عن واقع السينما الافريقية في اللحظة الراهنة، وهو أمر يحسب للمهرجان وللجنة المنظمة له ، ويجعل منه نافذة حقيقة للاطلاع عن واقع هذه السينما وآفاقها المتنوعة .أما الدول الافريقية الأخرى التي حضرت من خلال أفلامها السينمائية فهي السينغال ، غينيا، إثيوبيا، مالي، بوركينا فاصو،الكاميرون. هكذا شاهد متتبعو المهرجان أفلام افريقية قوية نذكر منها على سبيل التمثيل كل من فيلم " نيران مانساري" للمخرج السنغالي منصور صورا واد، وهو من إنتاج سنة 2009 وفيلم "الكرسي" للمخرج البوركينافاسي لميسا هيبي، وهو فيلم من إنتاج سنة 2009 و فيلم " الغياب" للمخرج الغيني ماما كيطا، وهو فيلم من إنتاج سنة 2009 ، إضافة إلى مجموعة من الأفلام الأخرى المعبرة عن هذه السينما في أبعادها الفكرية والجمالية . هكذا يتبن لنا أن هذه الدورة من المهرجان قد توفرت على أفلام افريقية جديدة تعبر عن واقع السينما الافريقية وتعتبر مرآة فنية عاكسة لمستوياتها سواء على مستوى الأفكار أو على مستوى التقنيات الموظفة . وبالإضافة إلى هذه الأفلام فقد عرف المهرجان احتفاء بأربعة سينمائيين أفارقة كبار ساهموا في تطوير السينما الافريقية ، كل من موقع اهتمامه ،وإحلالها في المكان اللائق بها ، وهم المخرج المصري الكبير يوسف شاهين ، صاحب الرباعية الفيلمية الرائعة الخاصة بمدينة الإسكندرية ، إضافة إلى أفلام أخرى، والمخرج المغربي الكبير سهيل بنبركة ، صاحب الأفلام القوية مثل " أموك" و "ألف يد ويد" وغيرهما ، و كاتبة السيناريو السينغالية أنيت مباي ديرنوفيل ، والمخرج الكوتديفواري باسوري تيميطي ، صاحب فيلم " صاحبة السكين" . كما عقدت ندوة فكرية حول " القرصنة في السينما " أدارها مدير المركز السينمائي المغربي الأستاذ نور الدين الصايل، وكعادة المهرجان دائما وهي سنة حميدة فيه، بدأت تجد صدى لها في باقي المهرجانات السينمائية المغربية الأخرى، فإنها احتفى بالكتب السينمائية الجديدة ، وهي كتاب " خربوشة " للناقد خالد الخضري ، وكتاب " أطروحات وتجارب حول السينما المغربية " للناقد محمد اشويكة ، وكتاب " بنية اللغة السينمائية " للناقد عز الدين الوافي وكتاب "صورة المهمش في السينما : الوظائف والخصوصيات " وهو من إعداد نادي إيموزار للسينما ، و كتاب " المكونات الجمالية والفكرية لسينما محمد عبد الرحمان التازي" وهو من إعداد جمعية القبس للسينما والثقافة بالرشيدية . وهي كتب هامة تتناول الفن السينمائي من مختلف جوانبه الفكرية و الإبداعية.

3- "ملتقى سينما الشعوب" بمدينة إيموزار كندر :
بلغ الملتقى السينمائي لمدينة ايموزار كندر القريبة من مدينة ايفران ، والذي انطلق منذ سنة 2004 ،دورته السادسة هذه السنة 2009 . هذا الملتقى الذي أصبح ابتداء من هذه السنة يحمل اسم " ملتقى سينما الشعوب" . هذه الدورة السينمائية السادسة التي انطلقت ابتداء من الخامس من شهر نونبر إلى الثامن منه 2009 ، و خصصت مسابقة للهواة تخص الأفلام السينمائية الأمازيغية القصيرة ،حيث تم عرض مجموعة منها لتخوض غمار هاته المسابقة . هذه الأفلام هي : فيلم الهوية (أزرو)، فيلم لحظة اليقظة (ورزازات)، فيلم دموع الشمس ( القصيبة)، فيلم الضياع ( المرس – بولمان)، فيلم العرس ( أكدز)، فيلم تاميزارت ( إيموزار كندر)، فيلم لمونية ( أيت إعزا أزيلال)، فيلم هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته (الراشيدية) ، فيلم سيفاو (مكناس) ، فيلم أبريد نربي (إيموزار كندر) ،فيلم الغائب (إيموزار كندر). وهي كلها أفلام مغربية ناطقة باللغة الأمازيغية. إضافة إلى ذلك قدمت مجموعة من الأفلام السينمائية القصيرة خارج المسابقة الرسمية طيلة أيام هذا الملتقى ، وهي : الفيلم القصير "أيس إنو" للمخرج عبد اللطيف فضيل
) المغرب ( وهو من إنتاج سنة 2009. وهو فيلم الافتتاح ، و فيلم " إيطو تيثريت“ للمخرج محمد عبازي )المغرب( وهو من إنتاج 2008 ، و الفيلم القصير " تاموكسيت" للمخرج أحمد بايدو )المغرب( وفيلم " تمازيغت أوفلا " للمخرج محمد مرنيش ) المغرب ( و الفيلم الجزائري " القلعة" للمخرج محمد الشويخ )الجزائر( والفيلم التونسي " الحادثة " للمخرج رشيد فرشوي ) تونس (و الفيلم الموريتاني " في انتظار السعادة " للمخرج عبد الرحمان سيساكو ) موريتانيا ( . وكما جرت العادة في كل دورة من دورات هذا الملتقى السينمائي الهام، فإن نادي إيموزار للسينما خصص ندوة خاصة بموضوع سينمائي معين، ودعا النقاد والباحثين للمشاركة فيها ، ليتم جمع المداخلات التي قدمت فيها بعد ذلك في كتاب .
و هو أمر محمود جدا، إذ أصدر هذا النادي السينمائي لحد الآن مجموعة من الكتب السينمائية أغنت المكتبة السينمائية المغربية التي تعاني من نقص في مجال نشر هذا النوع من الكتب. هذه الكتب هي:
" التراث الغنائي في السينما المغربية" و " صورة المهمش في السينما ، الوظائف و الخصوصيات"
و " النقد السينمائي المغربي". أما الندوة السينمائية التي نظمت في هذه الدورة، فقد تمحورت حول
" اشتغال الثقافة الشعبية في السينما المغربية" . إضافة إلى كل هذا فقد عرف هذا الملتقى السينمائي لقاء : " نافذة على السينما الأمريكية" كان من تنشيط مرديت سوسيي Meredith Saucier . ولقاء آخر تمحور حول توقيع الإصدار الثالث لنادي إيموزار للسينما ، أي كتاب " أسئلة النقد السينمائي المغربي". يبقى أن نشير في الأخير إلى أن مثل هذه الملتقيات السينمائية المغربية تعزز من الفعل السينمائي المغربي وتقوم بعملية تجذيره وتقريبه من الناس في مختلف المدن التي تقام بها ، كما تجعل من هذا الفعل السينمائي يشكل حدثا ثقافيا يساهم في بلورة الوعي السينمائي لدى فئات الشباب خاصة ، كما أنها تساهم بشكل من الأشكال في تشجيع بعض الشباب الموهوبين على انجاز أفلامهم كما هو الأمر في هذا الملتقى . وهو ما يشكل دعما للمجال السينمائي المغربي في عمومه .
4- الدورة الثانية للفيلم الوثائقي الدولي بمدينة أكادير :
يبدو أن الفيلم السينمائي الوثائقي بدأ يعرف اهتماما قويا به في المغرب إذ هناك مجموعة من المهرجانات السينمائية المغربية التي أصبحت تهتم به و تخصص جوائز هامه له. وهو الأمر الذي دفع بالكثير من المخرجين خصوصا الشباب منهم إلى الالتفات إليه والحرص على تقديم أفلام وثائقية جديرة بالمشاهدة و بالمتابعة النقدية تعريفا بها و بالآفاق التوثيقية والجمالية التي تحرص على إيصالها إلى المتلقي . من هنا فقد استطاع على سبيل المثال مهرجان الفيلم الوثائقي بمدينة خريبكة أن يجد له مكانا داخل المهرجانات السينمائية المغربية منذ دورته الأولى التي انعقدت أيام الأول والثاني والثالث من شهر تشرين الثاني )أكتوبر (2009 والتي توزعت جوائزه على الأفلام الوثائقية الثلاثة التالية : فيلم "نساء للبيع" للمخرجة اللبنانية ديما الجندي ، و فيلم "لفيف" للمخرج المصري عز الدين سعيد، وفيلم" في انتظار الثلج" للمخرج المغربي ياسين الإدريسي . وهو الأمر الذي ترك صدى طيبا في الأوساط السينمائية المغربية ، إضافة إلى هذا المهرجان السينمائي الذي يعنى بالفيلم الوثائقي نجد مهرجانا آخر يقام في مدينة الدار البيضاء و يهتم هو الآخر بالفيلم القصير والفيلم الوثائقي معا ، وقد وصل هذه السنة 2009 إلى دورته الرابعة ، وهو أمر ايجابي ينم عن اهتمام رفيع بهذا النوع من الأفلام السينمائية والحرص على تطويرها ومتابعتها . وفي إطار هذا الاهتمام السينمائي ذاته نجد أن مدينة أكادير هي كذلك قد اهتمت بالفيلم الوثائقي حيث وصل مهرجانها السينمائي المخصص للفيلم الوثائقي الدولي هذه السنة 2009 إلى دورته الثانية . هذا المهرجان السينمائي الذي تنظمه جمعية الثقافة والتربية عبر السمعي البصري، وتحرص على جعله مهرجانا سينمائيا جديرا بالبقاء والاستمرارية، والذي انعقد هذه السنة في الفترة الممتدة من 10 إلى 14 نوفمبر 2009 وعرف مشاركة مجموعة من الأفلام الوثائقية من دول عديدة مثل البرازيل، وكندا، والصين، وفرنسا، والهند، وليبيا، والمكسيك، وهولندا، وكينيا، والبيرو، وقطر، وتركيا وغيرها . وهو ما جعل منه بالفعل مهرجانا سينمائيا ذا بعد عالمي. في حين شارك المغرب في هذا المهرجان بفيلم وثائقي يحمل عنوان "فوق الحبل" وهو للمخرج المغربي وحيد المثنى. أما المواضيع التي تم تحديدها في هذه السنة للمهرجان ، فقد تمركزت حول رهانات التنوع البيئي و حول حقوق الطفل . وهو أمر محمود و جد ايجابي، لما أصبح للبيئة من أهمية في الوقت الحالي و لأهمية وضرورة الاهتمام بقضايا الطفولة بمختلف تجلياتها. هكذا يمكن القول بأن هذا المهرجان السينمائي الخاص بالفيلم الوثائقي الدولي
و الذي ينعقد بمدينة أكادير ، و الذي وصل هذه السنة إلى دورته الثانية بعد نجاح دورته الأولى ، قد أصبح يشكل مجالا آخر للاهتمام بهذا النوع من الأفلام السينمائية التي ترتبط بالواقع في تشعباته المتعددة وتحرص على تقديمه بشكل يوثق ما يقع فيه ، حسب وجهة نظر كل مخرج طبعا، مع الحرص على الجمالية الفنية والإبداعية الغنية سواء على مستوى الطرح الموضوعاتي أو التناول السينمائي المتكامل .

على سبيل الختام :
إن هذه الاستعادة لهذه المهرجانات السينمائية التي ذكرناها وغيرها التي لم يتسع المجال للحديث عنها رغم أهميتها هي الأخرى في هذا المجال، تعطي صورة حية للحيوية الفنية التي أصبحت تقدمها هذه المهرجانات السينمائية للفن السينمائي المغربي في تنوعه وغناه ، حيث تدفع به للتواجد ضمن باقي السينمات العربية والإفريقية والعالمية الأخرى بغية عملية تطويره والدفع به نحو التجدد والتنوع والابتكار من جهة والبحث عن المزيد من الإشعاع الفني سواء على المستوى المحلي أو العرب أو الإفريقي و العالمي من جهة أخرى.
د.نور الدين محقق
''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر والكاتب عند الاستفادة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.