بكثير من الترقب والذهول المؤلم لا يزال سكان البرج بإقليم خنيفرة، وعلى طول نهر أم الربيع العابر لمدينة خنيفرة، ينتظرون ظهور جثتي مواطنة وابنتها جرفتهما السيول القوية لهذا النهر، صباح الأربعاء 13 يناير 2009 ولم يتمكن أحد من العثور عليهما إلى حدود الآن ، بالرغم من البحث المتواصل عنهما من جانب المواطنين وفرق الإنقاذ التابعة لمصالح الوقاية المدنية، إلا أن تلوث المياه وارتفاع منسوبها والرياح القوية الناتجة عن الأمطار القوية التي تتهاطل على الإقليم أعاقت الجهود الرامية إلى العثور على المفقودين. وتفيد المعطيات الأولية أن المواطنة الغريقة كانت تضم طفلتها بين ذراعيها وهي في طريقها، رفقة فردين من العائلة، نحو بيت ابنة لها كانت على وشك الوضع بالضفة الأخرى للنهر، وأمام السيل الجارف لهذا النهر، وفي انعدام أية قنطرة أو مسلك، أراد أحد أبناء المواطنة العبور بهم من «تغاط» إلى «بوحياتي» على متن وسيلة مطاطية (شامبرير)، وتمكن من إيصال فردين إلى الضفة الأخرى إلا أن قوة التيار جرفت الأم (خديجة حيي- 46 سنة) وابنتها (جميلة نشابي) التي لم تتجاوز الخمس سنوات من عمرها. وتأتي هذه المأساة لتفضح واقع التهميش والإقصاء الاجتماعي الذي تعاني منه منطقة البرج، ومن ذلك أساسا انعدام قنطرة تربط الضفة الغربية بالمنطقة الشرقية بالمنطقة التي تنتمي إليها المواطنة الغريقة، إذ اعتاد السكان عبور الوادي بطرق خطيرة، بالأحرى عندما يتعلق الأمر بتلاميذ صغار متوجهين للدراسة، وفي هذا الإطار لم يفت مصادر متطابقة من المنطقة الإشارة إلى العديد من النداءات والمطالب التي تقدم بها السكان وجماعتهم القروية للجهات المسؤولة من أجل بناء قنطرة تقيهم شر العزلة والمغامرة، إلا أن منطق التجاهل ظل هو سيد الموقف .