الرباط عاصمة بيئية عالمية، على امتداد أسبوع تحتفي هذه المدينة كرمز ، بيوم الأرض الذي يخلده العالم في 22 أبريل من كل سنة منذ أربعة عقود. والمناسبة حافلة بالأنشطة التحسيسة التي تقوم بها الجهات الرسمية والمجتمع المدني عبر ربوع المغرب. الملف الذي تنشره «الاتحاد الاشتراكي» في هذا العدد يعدم إسهاما في التوعية بقضايا البيئة، فتح الله ولعلو، عضو المكتب السياسي وعمدة الرباط، جدد في حوار معه شعار الحملة التي قادها الحزب خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة حيث كان لمسألة البيئة حضور مركزي في ذلك الصدد. ويرى ولعلو أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يتوفر على كل المقومات التي تؤهله لتدبير الشأن البيئي لمدينة الرباط ووضعها على مسار الحداثة. هناك قضية بيئية محورية بالمغرب، إنها قضية التصحر الذي يلتهم سنويا آلاف الهكتارات المغرب، وقد أصبحت رهانات البيئة بالمغرب تكتسي أهمية متزايدة بسبب النمو الديموغرافي والتمدن وتحسن مستوى العيش والانتعاش الاقتصادي الذي يبرز من خلال مشروعات كبرى للبنى التحتية، يرافقها تزايد في الحاجات للطاقة وللموارد الطبيعية. وبالرغم من تنوع الأوساط واتساع المجالات في المغرب، لا يمكن نهج التنمية خلال السنوات القادمة دون أخذ التدبير المستدام للموارد الطبيعية وحماية البيئة بعين الاعتبار. «الاتحاد الاشتراكي» تعكس في هذا الملف أوضاع البيئة بعدد من جهات المغرب . فجهة فاس بولمان تعاني من ضغوط متعددة تؤثر على البيئة لاسيما تلوث المياه (حوض سبو) وتدهور المجال الغابوي والرعي المفرط. ومازالت غابات شمال الجهة تتعرض لضغوط كبيرة بسبب الأنشطة الإنسانية (الرعي المفرط، الاستغلال الكبير للموارد الخشبية...) بينما يعاني شرق الجهة من التصحر وتآكل التربة المرتبط بالتغير المناخي والجفاف. ورغم الجهود المبذولة من طرف كل القطاعات المعنية، مازالت الوضعية البيئة للمنطقة الشرقية تتميز بعدة مشاكل بيئية كبرى ابرزها المنطقة الساحلية والمناطق الرطبة التي تتعرض لعدة ضغوط تهددها لاسيما تدهور حوض نهر ملوية بسبب مقذوفات المياه العادمة الفلاحية والصناعية. تدهور المجال البيئي لجبل كدوز، من خلال تدهور السكن والضغط الرعوي والقطع العشوائي للاشجار.