بروح مكلومة وبقلوب خاشعة ومؤمنة بقضاء الله وقضائه، ينعي المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية هرما من أهرامات الفكر والثقافة، ومعلمة كبيرة من معالم العطاء الإنساني في مجال التفكير والبحث والابداع ، ومناضلا من قياديي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية . والفقيد من مواليد شتنبر 1935 ، رضع النضال في منطقة فجيج المجاهدة، وترعرع في بيئة اعتنقت الاصلاح والوطنية منذ نعومة أظفاره. ارتبط بالحركة الوطنية، ثم بالانتفاضة الاتحادية لسنة 1959، وانتخب عضوا في المجلس الوطني للاتحاد الوطني للقوات الشعبية في سنة 1962 ، وظل مناضلا من أجل أهداف الاتحاد، من تحرير الارض والانسان وبناء الفكرة الاشتراكية والديمقراطية. لم يفصل الفقيد بين التزاماته السياسية وبين انشغاله بالاساس الفكري لكل خطوة، وكان يحرص دوما على إسناد النظرية بالممارسة وإسناد الممارسة بالنظرية في مجهود كبير يجعل العقل قادرا على التأثير، والعمل مرتاحا لسنده النظري. وقد كانت له، في هذا السياق، مواقف ومجهودات كبيرة في مسار حزب القوات الشعبية، وبالاساس في مؤتمره الاستثنائي، الى جانب الشهيد عمر بنجلون، وفي المؤتمر الثالث قبل أن يعتزل العمل السياسي ،ويتفرغ لانشغالاته الاكاديمية والفكرية، ضمن مشروع ارتبط باسمه وبإسهاماته. وظل الفقيد أحد رموز الاتحاد الاشتراكي الثقافية، ومن المثقفين الملتزمين بالقيم التقدمية ، وبالروح الكفاحية ومؤمنا كبيرا بقدرة الانسان المغربي خصوصا ، والعربي عموما على الانخراط في حركة الأمم من أجل التقدم والتحديث والديموقراطية. وظل أحد المدافعين الكبار عن العقل ومكانته في تجديد المشروع النهضوي العربي، ومؤمنا بالتفكير الفلسفي في ربط الديموقراطية بالعقل وبالانشغال اليومي، ودور المثقف في توضيح الرؤى، وملامسة المتطلبات الضرورية لبناء سليم للمجتمع برمته. وللفقيه مؤلفات ذات قيمة علمية كبيرة ، وإسهام سيحتفظ به تاريخ الفكر والثقافة في العالم. وبهذه المناسبة الأليمة يتقدم المكتب السياسي ، إلى كافة الاتحاديات والاتحاديين ، والى أفراد أسرته الصغيرة والكبيرة، أبنائه، عصام، منى، لمياء وبدر وإخوانه وأخواته ، عمر، سعيد، احمد، فارس، مهدي، حورية ، خديجة،سعدية ، امينة ، زعيمة..، والى كافة أصهاره وأقربائه، بأحر التعازي وأصدق المواساة،، راجيا من العلي القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يسكن الفقيد فسيح جناته الى جانب الشهداء والصديقين. وإنا لله وإنا إليه راجعون..