اختتم المنتدى الثالث لتحالف الحضارات اعماله السبت في ريو دي جنيرو بنقاش حول امكانيات تغيير تنظيم العالم وخصوصا اعطاء مكانة اكبر للقوى الناشئة. ودعا وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الى اقامة مؤسسات جديدة شاملة. وقال «علينا أن نكون فاعلين لتجنب نشوب ازمات». ورأى ان «المؤسسات الاقتصادية والسياسية والثقافية القائمة حاليا ليست كافية لايجاد آفاق جديدة». من جهته، رأى الامين العام لمنظمة الدول الاميركية خوسيه ميغيل اينسولزا ان العالم فوت فرصة اعادة تنظيم نفسه بعد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 . وقال «اعتقدنا أن هناك فرصة (...) لكن للاسف لم يحدث شيء وبقي الامر كلمات وكان الرد عكس ذلك (...) وسجل تصاعد للتوتر في كل مكان ». وأضاف أن «تغيير البنية السياسية العالمية لم يعتبر ضروريا واتفق على القول انها اصبحت قديمة» وتابع «سنحت فرصة ثانية، ازمة ثانية هي الازمة الاقتصادية (...) يبدو اننا استفدنا منها بشكل افضل وانتقلنا من مجموعة الثماني الى مجموعة ال24 وظهرت اقطاب جديدة للسلطة مثل مجموعة الدول الناشئة» التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين. ويهدف «تحالف الحضارات» الذي اطلقه في 2005 الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان واسبانيا وتركيا الى التقريب بين المؤسسات والمجتمعات المدنية لدحر الاحكام المسبقة وسوء التفاهم بين الشعوب والحضارات» وقد تبنى المنتدى تبنى الاتحاد البرلماني الدولي، الذي اجتمع بريو دي جنيرو، في إطار منتدى الأممالمتحدة الثالث لتحالف الحضارات، توصية مغربية تروم خلق شبكة برلمانية دولية تنكب على بحث القضايا المرتبطة بالتربية والتكوين على احترام قيم التسامح والتعايش بالعالم. السيدة لطيفة أخرباش كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، قادت الوفد المغربي المشارك في المنتدى، وعرف المنتدى الثالث لتحالف الحضارات الذي نظم بمدينة ريو دي جنيرو من 27 إلى 29 ماي الجاري تحت شعار «التعدد الثقافي كسبيل نحو السلام » مشاركة عدد من الوفود الدولية وكذا منظمات دولية وإقليمية ومنظمات غير حكومية. أندري أزولاي، الذي كان يتحدث بصفته رئيسا لمؤسسة آنا ليند وعضوا بالمجموعة الأممية رفيعة المستوى لتحالف الحضارات, خصوصية وحداثة المشروع المجتمعي المغربي، في إطار مائدة مستديرة أدارها رئيس تحرير قناة الجزيرة الدولية، السيد ريز خان, والتي شارك فيها على الخصوص وزير الشؤون الخارجية التركي السيد أحمد دافوطوغلو، والأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية، السيد خوصي ميغيل إينسولزا، والأمين العام لمنظمة الأمن بأوروبا, السيد مارك بريشامبو. وكان لمستشار جلالة الملك مشاركة فعالة في جلسة نظمت حول الإسلاموفوبيا بالغرب، أكد خلالها أن «العالم الغربي يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى, لإجراء قراءة متأنية ومراجعة ومصححة لعلاقته مع الإسلام» وأضاف رئيس مؤسسة آنا ليند أن «الجهل والوصم واعتماد مقاربة غالبا ما تكون مقلصة ساهم في إضعاف وتراجع منطق الاحترام المتبادل والتقارب الروحي الذي طالما أسس للعلاقة بين الديانات السماوية الثلاث» داعيا الدول الأعضاء في تحالف الحضارات إلى التعبئة من أجل «إعادة بناء الجسور الاجتماعية وما بين الثقافات، والتي ستمكن من استعادة هذا التعايش وتعزيزه». وخلال مداخلته إلى جانب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي, السيد أكمل الدين إحسانوغلو, والمديرة العامة لمنظمة اليونيسكو, السيدة إيرينا بوكوفا، والممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، البرتغالي جورجي سامبايو، أكد أزولاي أن «النزاعات التي تضعف السلام في الشرق الأوسط وفي باقي العالم ليست نزاعات دينية أو ثقافية، بل سياسية وتقتضي حلولا سياسية». وكان أزولاي قد شارك من قبل في جلسة خاصة حول تقرير آنا ليند حول التوجهات التفاعلية بين الثقافات، وهي دراسة تتضمن أول سبر للآراء حول التوجهات والقيم التفاعلية بين الثقافات، شملت البلدان ال43 للاتحاد من أجل المتوسط. وافتتح المنتدى الجمعة بمشاركة الولاياتالمتحدة للمرة الاولى. وقد اصبحت العضو 119 فيه. وسيعقد المنتدى المقبل في 2011 في قطر.