أفادت الأخبار الواردة من مدينة مليلية المحتلة أن موجة هجرة عكسية من إسبانيا نحو الثغر المغربي المحتل لأجل الاستقرار به بعد أن اشتدت حدة الأزمة الاقتصادية في الجارة الشمالية. وإذا كانت الأخبار تتحدث عن حوالي 850عائلة انتقلت في ظرف ستة أشهر، فإن الجهات الرسمية قللت من أهمية الهجرة العكسية في اتجاه مدينة مليلية، واعتبرتها حركة عادية نتيجة الأوضاع الاقتصادية العامة التي تعيشها اسبانيا، حيث صرحت وزيرة الرفاه الاجتماعي الاسبانية ماريا أنطونيا كاربين أن الأزمة الاقتصادية التي عصفت بإسبانيا أجبرت أزيد من 400 عائلة إسبانية الى الانتقال للعيش في مستوطنة مليلية المحتلة، للاستفادة من قانون خفض أسعار مواد الاستهلاك والاستفادة بنسبة 25 في المائة من الفوائد الأساسية. وبحسب نفس المصادر، فإن حوالي 1000 مستوطن جديد التحقوا بمدينة مليلية المحتلة خلال السنة الماضية، وأن العديد منهم استقروا في مناطق متفرقة وفي تجمعات شبه صفيحية. وتشجع حكومة مليلية المحتلة والحكومة المركزية في مدريد، المستوطنين الاسبان على البقاء في مليلية المحتلة وعدم مغادرتها. وفي علاقة بنفس الموضوع، وبمخلفات الأزمة الاقتصادية التي تجتازها إسبانيا، وموجة الهجرة المعاكسة للاسبان باتجاه المدينةالمحتلة، لاحظ سكان مدينة الناظور تهافت المواطنين الاسبان على الأسواق المغربية وبشكل خاص على سوق مرجان، وتبضعهم من هناك بشكل مستمر ومداوم، خاصة خلال العطلة الأسبوعية بالاضافة إلى توافدهم على مطاعم المدينة لتناول وجباتهم اليومية. هذه العملية والتي يسميها المواطنون بإقليم الناظور ب «الاجتياح الاستهلاكي الإسباني» يعود سببها، بحسب المتتبعين، إلى كون المعيشة بهذه المدينة تعتبر رخيصة بالمقارنة مع الوضع الاقتصادي بمليلية المحتلة، وهو الأمر الذي دفع الكثير من الإسبان إلى النزوح نحو مليلية المحتلة للاستفادة من التشجيعات التي تمنحها إياهم الحكومة المركزية الاسبانية، ومنها اجتياح الأسواق المغربية للتبضع ولتناول الوجبات اليومية.