احتضن مقر جهة مكناس تافيلالت نهاية الأسبوع الأخير من شهر نونبر اليوم الدراسي الخاص بتقديم نتائج الدراسات الدولية والوطنية لتقويم التعلمات في مجال الرياضيات والعلوم واللغات بحضور أطر مركزية من المركز الوطني للتقويم والامتحانات. ويأتي هذا اللقاء في سياق الرفع من جودة ومردودية المنظومة الوطنية للتربية والتكوين، بالإضافة إلى ما يوفره هذا النوع من الدراسات والمرتكزات وأرضيات لتوجيه اتخاذ القرارات والإجراءات التي يمكن أن تجعل من منظومتنا التربوية منظومة مسايرة ومواكبة للحاجات والإنتظارات والمستجدات الحاصلة في مجال التربية والتكوين، وجعلها مستجيبة لحاجات الإصلاح الذي اضطلع به المخطط الإستعجالي الذي همت مشاريعه مختلف مستويات المنظومة التربوية على أن الآراء والتصورات والنقاشات والتوصيات التي سيتمخض عنها اليوم الدراسي ستكون أرضية لتطوير أداء ممارساتنا والارتقاء بها نحو الأفضل وتجاوز الإشكالات المطروحة داخل منظومتنا التربوية. ويأتي اليوم الدراسي هذا المنظم بالأكاديمية الجهوية بمكناس بتنسيق مع المركز الوطني للتقويم والامتحانات، كضرورة ملحة للوقوف على مجمل الإختلالات المعطلة لمنظومتنا التربوية بهدف تجاوز حالة الكمون لإعطاء انطلاقة جديدة لها من خلال مساءلة واستقراء النتائج المستخلصة منها، بهدف إعادة البناء وإعادة ترتيب الأوراق، دون اعتبار أن محصلات نتائج الدراسات ستكون وسيلة تبريرية لتحميل المسؤولية لطرف دون آخر بقدر ما يمكن اعتبارها محطة للتفكير الجماعي والمسؤول في آليات تجاوز الإختلالات وتقديم الحلول والاقتراحات، المؤهلة لتعليمنا لجعله يتجاوز كل الإحباطات وكل النقائض التي تلف مساره الحالي بسبب الإشكالات المستوطنة داخله والمعطلة لانطلاقته باعتباره القاطرة التي تجرمن ورائها كل المسارات المؤهلة لمغرب اليوم لكي يتجاوز تحديات الغد، من خلال طرح الأسئلة المشروعة حول واقع المدرسة العمومية والإشكالات المعطلة لأدوارها الطلائعية الشيء الذي نتقاسم جميعا مر نتائجه على كل المستويات. وقد استهل السيد محمد أضرضور مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين كلمته الافتتاحية بالترحيب بكل المشاركين في اليوم الدراسي من بينهم محمد الساسي مدير المركز الوطني للتقويم والامتحانات و ممثلو المصالح المركزية بالوزارة ونواب الوزارة بالجهة وممثلو المجلس الإداري والمفتشون التربويون بالجهة ومديرو ومديرات المؤسسات التعليمية وممثلو الأساتذة ومجالس التدبير وجمعيات الآباء والجمعيات المهنية وممثلو الصحافة والإعلام. مؤكدا في معرض كلمته على أهمية هذا اللقاء الذي يدخل في إطار تفعيل البرنامج الإستعجالي خاصة المشروع 11P،1E المتعلق بتحسين وتطوير نظام التقويم والامتحانات. كما يرتكز على نتائج الدراسات التقويمية ذات الصبغة الوطنية والدولية والمتعلقة بتقويم المدرس والمدرسة من التحديد الدقيق لمواطن القوة والضعف في التعليمات السابقة للتلميذات والتلاميذ بهدف إدماج مكون الدعم التربوي وقياس الأداء في بعض المواد الدراسية ومراجعة البرامج والمناهج والكتب المدرسية وتعزيز أساليب التدريس وتقويم الأداء في بعض المواد بالنسبة للدول المشاركة وتمكين واضعي السياسات التربوية ومتخذي القرار من المواجهة الضرورية لوضع استراتيجيات لتحسين تحصيل التلاميذ في مجال هذه المواد، بالإضافة إلى تحديد تأثير العوامل الأسرية والمدرسة على أداء وتحصيل التلاميذ مؤكدا على أن استثمار نتائج هذه الدراسات وجعلها مدخلا حقيقيا لسن توجه تربوي يمكن من مواكبة التطورات الحاصلة في المجال التربوي دوليا، وكذا على مستوى الأنظمة التربوية المتميزة الأداء خصوصا، معتبرا أن نجاح هذه الدراسات التقويمية يتطلب احترام جوانب منهجية معينة ومضبوطة ومتفق عليها دوليا ووطنيا، على مستوى التنظيم والجدولة والتحفيز واحترام كل الإجراءات المسايرة لعمليات التمرير والتصحيح والترميز ووصولا إلى محطة استثمار النتائج ومحصلاتها مؤكدا كذلك من خلال التتبع واستثمار تقارير التجارب وجود مجموعة من الإكراهات والصعوبات التي تحول دون تحقق الأهداف المرسومة سواء في مرحلة التحضير أو إجراء الدراسة واستثمار نتائجها. مشيرا بأن هذا اليوم الدراسي يأتي لفتح نقاش واضح وصريح حول تقويم التعلمات وتجويدها مع ضرورة الدفاع عن مطلب تكافؤ الفرص والاستفادة من جودة التعلمات محليا وإقليميا وجهويا مضيفا في ختام كلمته على أن الآراء والتصورات والنقاشات والتوصيات التي سيتمخض عنها اليوم الدراسي ستكون أرضية لتطوير أداء ممارساتنا الصفية والارتقاء بها نحو الأفضل وتجاوز الإشكالات المطروحة داخل منظومتنا التربوية. من جانبه أكد محمد الساسي مدير التقويم وتنظيم الحياة المدرسية والتكوينات المشتركة بين الأكاديميات بالوزارة على أن اللقاء يعتبر فرصة أساسية للاستفادة من التجارب الدولية في مجال التعليم بهدف تحسين جودة التعلمات بالمغرب ووضع مخططات ناجعة للإصلاح معتبرا أن الوزارة تتقاسم نتائج هذه الدراسات مع كل الفاعلين المعنيين بالتربية والتكوين بهدف خلق الدينامية والتناسق الضروريين لتحسين جودة النظام البيداغوجي في أفق جعل التقييم أداة لتحسين جودة التعليم بالمغرب. في ذات السياق أشار محمد زرنين المفتش الجهوي وعضو الفريق المركزي للتقويم وسعيد بوضر?ة المسؤول الوطني عن تدبير قاعدة المعطيات الخاصة بالدراسات التقويمية عرضين تضمنا بطاقة تعريفية للدراسات الدولية والوطنية لتقويم التعلمات وكذا نتائج الدراسات الخاصة بالمغرب مقارنة ببعض الدول حيث تعلق الأمر ب : I) الدراسات الدولية لتقويم الرياضيات والعلوم TIMSS. * الدراسة الدولية لتقويم الكفايات القرائية PIRLS . * الدراسة الوطنية لتقويم التعلمات PNEA . وقد تميزت الفترة المسائية بتقسيم المشاركين إلى ثلاث ورشات لتدارس النتائج المحصلة : * الورشة الأولى: اهتمت بنتائج التشخيصات في مجال الرياضيات. * الورشة الثانية: طالت نتائج التشخيصات في مجال العلوم. * الورشة الثالثة: ركزت على نتائج التشخيصات في مجال اللغات. وقد أسفرت أشغال هذه الورشات على الخروج بملاحظات واقتراحات وتوصيات رامت الرفع من مستوى التعلمات لدى التلاميذ. وقد ذكر السيد محمد الساسي في نهاية أشغال اليوم الدراسي إلى أن مشاريع البرنامج الإستعجالي يحمل العديد من الإجابات الملائمة للعديد من القضايا التي تطال منظومتنا التربوية خصوصا على مستوى توفير الموارد الضرورية والتي يجب تحويلها إلى فرص حقيقية لتحسين التعلمات مؤكدا على عزم الوزارة على الاستمرار في مشاركة المغرب في هذه الدراسات والتقويمات حيث ستتجاوز تلك المشاركة السلكين الابتدائي والإعدادي إلى الجذوع المشتركة بالثانوي التأهيلي.