كانت مدينة تطوان ،السبت الماضي، مع عرس شبابي اتحادي بامتياز. ففي أجواء رمضانية وأخوية انعقد بمقر الحزب بتطوان المؤتمر الاقليمي للشبيبة الاتحادية تحت شعار "بناء الدولة المدنية رهين بإشراك الشباب في العمل السياسي".المؤتمر عرف حضورا مهما لشابات وشبان الحزب من مختلف مناطق الإقليم، إلى جانب عدد من الوجوه البارزة في القيادة الوطنية والجهوية والاقليمية والمحلية، وضيوف من أحزاب حليفة وجمعيات صديقة، وبحضور انتصار خوخو و فتح الله الرمضاني عضوي المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية. أشغال المؤتمر انطلقت صباح يوم السبت بكلمة ألقاها الكاتب الاقليمي للحزب عبد اللطيف بوحلتيت الذي نوه بمجهودات الشبيبة الاتحادية بتطوان ، مستحضرا الدور الكبير الذي يلعبه القطاع الطلابي في استقطاب الشابات والشبان، بعدها تناول الكلمة عضو المكتب الوطني فتح الله الرمضاني الذي نوه بمجهودات اللجنة التحضيرية في صياغة أوراق المؤتمر والتحضير له، حيث أعطى الانطلاقة لمناقشة وتدارس مختلف وثائق المؤتمر المتعلقة بالورقة السياسية والإعلامية والعمل الجمعوي والقطاع الطلابي والمصادقة عليها، قبل ان ينتقل المؤتمر الى انتخاب هياكله الاقليمية والتي جاء على رأسها الشاب فادي وكيلي عسراوي. ووقف المؤتمر في نقاشاته بين المؤتمرات والمؤتمرين على عدد من قضايا الشباب بالإقليم، فعلى المستوى السياسي، وانطلاقا من موقع المعارضة فإن الشبيبة الاتحادية تعتبر أن من أولويات نضالها في هذه الظرفية، الدفاع عن المكتسبات الديمقراطية التي تحققت ببلادنا من خلال نضال طويل ومرير من أجل مجتمع ديمقراطي حداثي تتحقق فيه قيم المواطنة والمساواة والحرية، وتحترم فيه التعددية والتنوع والاختلاف ضدا على كل نزعة تحكيمية أو إقصائية، والحث على تبويئ المسألة الاجتماعية والاقتصادية للشباب المغربي مكانة مركزية في الخط السياسي المرحلي وفي كل واجهات العمل الشبابي. وعلى المستوى الاجتماعي ناقش المؤتمر عدة مجالات اساسية من بينها مشكلة التعليم الذي ومع توسع العرض التعليمي بالإقليم مازال يعاني من مشاكل بنوية ممثلة أساسا في ارتفاع نسبة الهدر المدرسي الناتج عن ظاهرة الاكتظاظ والأقسام المشتركة والخصاص في المدرسين، ومشكل التعليم الجامعي الذي طالب فيه المؤتمرون والمؤتمرات بإحداث جامعة شاملة تضم كافة التخصصات، ومشكل الصحة الذي اعتبروه من أفقر القطاعات الاجتماعية نظرا لضعف الطاقة الاستعابية، والمشكل الاقتصادي والذي ومع كل ما يتوفر في الإقليم من قطاعات سياحية وصناعية يبقى مشكل البطالة مشكلا أساسيا يقف في وجه الشبان والشابات . الجلسة الختامية للمؤتمر انعقدت بعد إفطار رمضاني جماعي نظم بمقر الحزب بتطوان، حيث تناول الكلمة عدد من القيادات المحلية والجهوية بالاقليم إضافة إلى محمد الملاحي برلماني الحزب والكاتب العام للشبيبة الاتحادية عبد الله الصيباري الذي هنأ الحاضرين بنجاح المؤتمر بقوله "كلنا أمل بأن تكون هذه المحطة بمثابة انطلاقة جديدة لنا بإقليم تطوان، انطلاقة تؤسس لمرحلة أساسها البناء ومضمونها التفاني في الاشتغال وهدفها بناء مغرب ديمقراطي حداثي ، مرحلة نعول فيها على كل طاقاتنا الشبيبية بالإقليم خصوصا القيادة الإقليمية التي انتخبتموها اليوم، والتي نتمنى لها التوفيق في مهامها النضالية ، هذه القيادة التي ستشتغل الى جانب إخواننا الحزبيين لربح معركة الانتخابات الجماعبة المقبلة والتي نعول عليها من أجل الوقوف أمام المد الأصولي الذي أصبح يهدد المغرب المنفتح الذي ناضلنا من أجله" . واعتبر الصيباري أن "تنظيماتنا الشبيبية هي أداة أساسية في الفعل السياسي النبيل والهادف لكنها أداة للاشتغال في المجتمع وليس للاشتغال في ذاتها. فالقواعد المناضلة للشبيبة الاتحادية في الفروع والأقاليم ينبغي أن تنشغل بقضايا المجتمع ومشاكل الشباب. لذلك فإن تنظيماتنا المحلية والإقليمية للشبيبة الاتحادية ينبغي أن تتواجد في كل المعارك النضالية المشروعة وأن تكون في طليعة الحركات الاجتماعية والمبادرات الثقافية والفكرية الشبابية ". وختم الصيباري كلمته بأن "المغرب مع حركة 20 فبراير ومع دستور 2011 قد دشن مرحلة جديدة في تاريخه، كتب لها أن تشوبها مجموعة من الشوائب بسبب ارتجالية ونقص خبرة و منهجية هذه الحكومة، ولكن هذا لن يزيدنا إلا عزما على ضرورة مواصلة انخراطنا في الدفاع عن مشروعنا وحماية وطننا ، ولعل مؤتمرنا اليوم ليس لحظة نسد بها فراغا ولكنه صفحة أخرى وحلقة أخرى نضيفها لمسلسل وصفحات نضال شبيبتنا، ولنعمل جميعا على جعله محطة تتجاوز كونه تمرينا ديمقراطية وليكون لبنة أخرى تنضاف لمجهودات أخواتكم و إخوانكم في مشروع استعادة المبادرة". من جهته أكد الكاتب المحلي لفرع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بتطوان النقيب نور الدين الموسوي على أن الوقت قد حان ليتحمل الشباب المسؤولية خاصة بعدما أظهروا خلال السنوات الأخيرة قدرتهم على الفعل والتواجد بمدينة تطوان، الشيء الذي يجعلهم يستحقون ليس فقط التواجد في مراكز القرار الحزبي ولكن أيضا مقدمة اللوائح الانتخابية. وفي نفس السياق نوه الكاتب الجهوي للحزب بجهة طنجةتطوان محمد الماموحي بما قامت به اللجنة التحضيرية لإعداد المؤتمر الاقليمي الشبيبي وعلى وجه الخصوص شعار المؤتمر الذي اعتبره مناسبا في الظرفية الراهنة التي تمر منها البلاد وما تشهده من تحولات اقتصادية وسياسية واجتماعية مازالت تفاعلاتها قائمة بكل ما تطرحه من أسئلة وتحديات ورهانات جديدة، أبرز سماتها، يقول المتحدث " دخول بلادنا في عهد دستوري جديد، يشكل ثمرة الحراك الديمقراطي المغربي بفعل التجاوب مع مطالب القوى الديمقراطية وفي مقدمتها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية". ومن جانبه أكد محمد الملاحي برلماني الإقليم في كلمته على الدور الذي لعبته الشبيبة الاتحادية منذ المؤتمر الاستثنائي لسنة 1975، وكيف كانت دائما الخزان الأساسي للحزب والوطن، وكيف كانت في صدارة المتصدين لمختلف قوى الظلام والرجعية، كما حمل الشباب مسؤولية اللحظة التاريخية التي يمر منها الحزب والوطن، مؤكدا على ضرورة الاستمرار في النضال من أجل حقهم في مستقبل افضل. كما دعا القيادات والمناضلين والشيوخ لإفساح المجال للشباب الطموح الحيوي والمعطاء، بدل محاربتهم والضغوط عليهم. واعتبر كاتب الفرع للشبيبة الاتحادية بتطوان سلمان الشاوي في كلمته أن المؤتمر الاقليمي للشبيبة الاتحادية هو بمثابة احتفال بخيرة شباب المنطقة المناضل من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، معتبرا ان هذا اليوم "تاريخي" في عهد جديد ما بعد مرحلة إعادة البناء، مطالبا بتمثيلية الشباب في اللوائح الانتخابية لينخرطوا في المؤسسات وخدمة مصالح وطنهم. وفي كلمة ختامية ل "فادي وكيلي عسراوي" الكاتب الاقليمي للشبيبة الاتحادية بتطوان المنتخب، عبر عن شكره وامتنانه لكافة المؤتمرين والمؤتمرات الذين حملوه هذه المسؤولية التي يعتبرها تكليفا قبل ان تكون تشريفا، مؤكدا على أن المرحلة القادمة لن تكون إلا مرحلة للشباب بامتياز. من جهته تدخل أنس اليملاحي الكاتب الجهوي وعضو المكتب الوطني في الجلسة الختامية شاكرا الحاضرين مشيرا الى القادة الاتحاديين الذين كانوا قيادات في الشبيبة بتطوان وفي مقدمتهم محمد اسريحن، وقيدوم الاتحاديين المناضل الاستاذ مصطفى أولاد منصور، والكاتبة الاقليمية لمنظمة النساء الاتحاديات بتطوان أنيسة الهبيل، والمناضلة سعاد بن عدي، الذين شرفوا المؤتمر بحضورهم وحضورهن.