أعلن وزير الخارجية الليبي، محمد الدايري، أمس الاثنين بالقاهرة، أن المشاورات لتشكيل حكومة توافق وطني ليبية ستبدأ خلال الأيام القادمة. وأكد المسؤول الليبي، في تصريح صحفي عقب مباحثات أجراها مع وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن فرص تشكيل حكومة توافق وطني ليبية أصبحت كبيرة بعد اتفاق الصخيرات، معربا عن تفاؤله بالتوصل إلى تشكيل هذه الحكومة. وقال إن لقاءه مع وزير خارجية مصر تركز حول الخطوات التي ستلي التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق الصخيرات في يوليوز الجاري، مشيرا إلى أن هناك خطوات عملية أخرى ستفضي إلى التوقيع النهائي وتصديق مجلس النواب على هذا الاتفاق. وأعرب وزير الخارجية الليبي عن تقديره لوقوف مصر مع الشرعية الليبية وللمسار الرامي إلى استقرار ليبيا السياسي واستتباب الأمن فيها. وكانت أطراف النزاع الليبي، التي شاركت في الجولة السادسة للمحادثات السياسية الليبية التي جرت في مدينة الصخيرات تحت إشراف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بليبيا ورئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، بيرناردينو ليون، قد وقعت في 11 يوليوز الجاري بالأحرف الأولى على «اتفاق الصخيرات» الرامي إلى إيجاد حل سياسي يمكن من الخروج من الأزمة التي تشهدها ليبيا منذ 2011. من جهة أخرى أصدرت محكمة بطرابلس صباح أمس الثلاثاء أحكاما بالإعدام في حق سيف الإسلام القذافي وعبد الله السنوسي والبغدادي المحمودي و تسعة من رموز النظام السابق . وأعلنت المحكمة التابعة لحكومة المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، الحكم على سيف الإسلام نجل معمر القذافي بالإعدام رميا بالرصاص. كماأعلنت الحكم ذاته بحق البغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء في عهد النظام الليبي السابق، وعبد الله السنوسي المقرب من القذافي وصهره ورئيس جهاز مخابراته. ويتواجد البغدادي والسنوسي في قبضة ميليشيات موالية للمؤتمر الوطني المنتهية ولايته في طرابلس، بينما حكم على نجل القذافي غيابيا بسبب إقامته في الزنتان منذ القبض عليه نهاية 2011. ووجهت لنجل معمر القذافي ورفاقه تهما، بينها المشاركة في قتل الليبيين بعد ثورة 17 فبراير عام 2011 والتحريض على القتل والإبادة الجماعية والنهب والتخريب وارتكاب أفعال غايتها إثارة الحرب الأهلية في البلاد وتفتيت الوحدة الوطنية وتشكيل عصابات مسلحة وجرائم أخرى تتعلق بفساد مالي وإداري وترويج المخدرات. ويعتبر عبد الله السنوسي خازن أسرار القذافي ورجل مهماته الأول، فذاع صيته زمن القذافي وحتى بعد أفول نظامه، وكان السنوسي قد اعتقل في 17 مارس الماضي في مطار العاصمة الموريتانية نواكشوط، لدى وصوله على رحلة طيران عادية قادمة من مدينة الدارالبيضاء مسافرا بجواز سفر مالي مزور بعد فراره من ليبيا.