أكدت صحيفة (لوموند)، في عددها الصادر أمس الثلاثاء، أن زيارة العمل والصداقة الرسمية التي قام بها الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، للمغرب، والتي "استهدفت طي صفحة سوء الفهم التي طبعت العلاقات بين البلدين سنة 2014 ، وفت بوعودها إلى حد كبير" وقالت إن هذه الزيارة "لم تشبها أية شائبة"، مشيرة إلى أن قائدي البلدين ضاعفا خلالها لقاءاتهما، وظهورهما معا . وبعد أن أشادت بالتعاون المتين بين المغرب وفرنسا على الصعيد الاقتصادي، والذي تجسد بتدشين ورش صيانة الخط السككي فائق السرعة (طنجة- الدارالبيضاء)، وإطلاق أشغال ورش معهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة، والنجاعة الطاقية، أكدت الصحيفة أن هذا الجانب يظل يحظى بالأولوية بالنسبة لفرنسا أول مستثمر بالمغرب. ومن ناحية أخرى، قالت الصحيفة إن الرئيس فرانسوا هولاند أشاد بالتعبئة القوية للمغرب في مجال محاربة الإرهاب والتطرف في منطقة مضطربة، وبمبادراته لنشر إسلام الاعتدال والوسطية. وأضافت الصحيفة أن البلدين أكدا، في هذا الصدد، التزامهما بتكوين أئمة فرنسيين بمعهد محمد السادس، من أجل قطع الطريق أمام الإسلام المتطرف، مبرزة أن هذا المعهد يشكل حجر الزاوية في الدبلوماسية الدينية التي ينهجها المغرب. وذكرت الصحيفة أن جلالة الملك أمير المؤمنين استجاب منذ سنة 2013 لطلب مالي تكوين جزء من أئمتها بالمغرب، كما أعربت بلدان أخرى عن نفس الرغبة، مشيرة إلى أن معهد محمد السادس يستقبل حاليا سبعمائة طالب ضمنهم خمسون فرنسيا. واعتبرت الصحيفة أن المغرب أصبح أكثر من أي وقت مضى حليفا استراتيجيا لا مناص منه لفرنسا. ونقلت عن عضو بالوفد الفرنسي، الذي رافق هولاند في هذه الزيارة، قوله إن "المغرب بلد يتقدم، وإذا ما طرحت قضايا مستعصية، سنتحدث بشأنها رأسا لرأس". وكان الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أكد أن زيارته الرسمية للمملكة والتي استغرقت يومين، كانت "ناجحة على جميع الأصعدة". وأوضح هولاند، خلال مؤتمر صحفي، عقده الأحد بطنجة، أن هذه الزيارة، وهي الثانية من نوعها في ظرف سنتين، كانت ناجحة على جميع الأصعدة، سواء بالنسبة للمغرب أو بالنسبة لفرنسا، خصوصا وأنها تأتي بعد فترة صعبة. وأعرب الرئيس الفرنسي، بهذه المناسبة، عن أمله في أن يقطع البلدان خطوات جديدة في مسار الشراكة الثنائية وتعزيز صداقتهما. وعلى المستوى الاقتصادي، قال هولاند إنه كان يأمل في أن يكون بوسع العديد من رؤساء المقاولات التواجد ضمن الوفد المرافق له، بما في ذلك المقاولات الكبرى والمتوسطة والصغرى، مبرزا أن المقاولات الفرنسية أكدت بهذه المناسبة، نيتها الاستثمار في المغرب في مجالات جديدة، لاسيما صناعة الطائرات والسيارات والبنى التحتية والبيئة، والمدن المستدامة والتكنولوجيا والفلاحة والصناعات الغذائية. وأشار إلى أنه، فضلا عن الاتفاقيات التي تم توقيعها بين المقاولات المغربية والفرنسية، تم فتح آفاق عديدة. وبخصوص مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، أكد الرئيس الفرنسي التزام فرنسا والمغرب من أجل هذه القضية، مشيدا، في هذا الصدد، بالمشاريع الكبرى التي أطلقتها المملكة في مجال الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر. وأضاف أن هذه الزيارة شكلت فرصة لاستعراض مواضيع سياسية، تتعلق أساسا بالوضع في إفريقيا، بغية وضع العلاقات الفرنسية المغربية في خدمة القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن المقاولات المغربية والفرنسية قررت العمل معا على تطوير الصادرات والاستثمار في كلا الجانبين من خلال التمويلات التي يمكن أن يقدمها القطاع البنكي والوكالة الفرنسية للتنمية. وأشار إلى أن قضايا الأمن والإرهاب أيضا كانت في جدول أعمال الزيارة، مبرزا إرادة البلدين لتكثيف التعاون بينهما في هذا المجال أكثر فأكثر. وبخصوص موضوع الإعلان المشترك الفرنسي المغربي للتعاون في مجال تكوين الأئمة، اعتبر الرئيس الفرنسي أن هذا التكوين سيساعد في تعميق المعرفة بتعاليم الإسلام وفي الوقت ذاته سيبين أن فرنسا هي "بلد حيث وضعت المبادئ التي يجب اتباعها والتحلي بها ". وأبرز الرئيس الفرنسي أن الشيء البليغ والمعتبر الذي يجب استخلاصه من هذه الزيارة هو الثقة المتبادلة بين البلدين، مضيفا أن "الثقة تتجسد في أن المقاولات الفرنسية تستقر بالمغرب وتعمل على تطوير التعاون أكثر وأكثر مع نظيراتها المغربية، كما تتجسد هذه الثقة أيضا في كون الجالية الفرنسية الكبيرة العدد والتي تقارب 80 ألف شخص تستطيع العيش في سلام وأمن هنا في المغرب". وكالات