تحتضن جمعية بيتي بشارع القدس بالدارالبيضاء ، مجموعة من الأطفال في وضعية صعبة، تتكلف بتدريسهم عن طريق التربية غير النظامية، لإعادة ادماجهم في التعليم العمومي، لهذا الغرض استقبلت الجمعية الطفلة «هبة» ذات العشر سنوات، عن طريق سيدة تقطن بإقامة الضمان قبالة مقر الجمعية، مدلية بتوكيل موقع من والدة الطفلة «هبة»، وهي أم عازبة تقطن بنواحي بن كرير، لكي تتكفل بها هذه السيدة، لأن الأم هي أصلا في وضعية صعبة. إلى هنا تبدو الأمور عادية، رغم أن هذه السيدة لا تتوفر على ترخيص أو إذن من النيابة العامة أو المحكمة، لتتكفل بهبة، حتى التوكيل الذي تحمله مكتوب عند كاتب عمومي مصحح الامضاء. وفرت جمعية بيتي كل الوسائل لكي تنسجم الطفلة هبة مع باقي الاطفال المتواجدين، إلا أنها كانت تبدو عليها ملامح تشي وكأنها تخفي آثارا عميقة، وفي إحدى فترات الاستراحة أو الاطعام، لم تتمكن براءتها من اخفاء ما تعانيه، إذ سارعت إلى البوح لإحدى صديقاتها بأن جانبا من جسمها مازال يحمل آثار عنف شديد اضطرت إلى كشفه لهن. إحدى تلك الصغيرات نقلت ما شاهدته على جسم صديقتها إلى الأسرة التي تتبناها فما كان من أحد أفرادها إلا أن أسرع لإخبار مديرة هذا المركز، حيث سارعت إلى الكشف عن جسم هبة الصغير لتظهر، أمام استغراب الجميع، علامات عمق ما تعرضت له الطفلة هبة، فلم تتردد المسؤولة عن هذا المركز في عرضها على طبيبة. وبعد الكشف عن آثار التعذيب الذي تعرضت له خرجت من مكتبها، وهي ماسكة برأسها في ذهول كبير، لتخبر المسؤولة أنها لا تعاني من الضرب والتعذيب فقط ، ولكن الأمور أفظع بكثير، فالطفلة هبة تعرضت للاغتصاب ومورس عليها الجنس مرارا رغم صغر سنها وضعف جسمها؟ الجريدة انتقلت إلى مقر جمعية بيتي بشارع القدس مستفسرة عن هذه الواقعة، فأكدت لها المسؤولة أن هبة الآن توجد بالمقر المركزي بالبرنوصي تحت عناية ومراقبة مستمرة، «فبعد أن علمنا بحالتها عرضناها على الطبيبة التي كشفت لنا أن ما تعرضت له هبة ليس العنف الجسدي فقط ولكنه العنف الوحشي، فقد تعرضت لعملية اغتصاب ومورس عليها الجنس وهي صغيرة أكثر من مرة .أمام هذا المستجد استدعينا والدتها وهي أم عازبة، قد تكون هي الأخرى ضحية اغتصاب نتج عنه حمل، وتقدمنا بوضع شكاية مصحوبة ومرفوقة بما يثبت تعرضها للاغتصاب، شواهد طبية، وألحت أمها الحقيقية على متابعة كل من تسبب لابنتها في هذا الوضع، فهي سلمتها للسيدة التي اعتقدت أنها ستتكلف بها نظرا لعدم قدرتها على تربيتها وتعليمها، إذا بها تدمر حياتها مبكرا». وقد تقدمت الجمعية ووالدة هبة بهذه الشكاية في منتصف الشهر الماضي إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية الزجرية، حيث أحيل الملف على الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية أناسي، ورغم قظاعة الجرم وإقرار الطبيبة بالاغتصاب، مازالت السيدة التي تكفلت بالطفلة هبة طليقة، بل - حسب بعض المصادر - ربما لم تستدع بعد من طرف الشرطة القضائية المعنية التي أسندت إليها مهمة البحث والتدقيق على اعتبار أن المقر المركزي لجمعية بيتي يوجد بالبرنوصي. تباطؤ عملية الاستدعاء والاسراع في البحث عن جميع ملابسات هذا الاعتداء الوحشي، جعل بعض الفعاليات الجمعوية تطرح العديد من التساؤلات، كما ناشدت النيابة العامة إصدار تعليماتها للضابطة القضائية بأناسي للاسراع في الاجراءات اللازمة، داعية المنظمات الحقوقية والنسائية دعم ومساندة الطفلة هبة التي تعرضت لأبشع أنواع التعنيف والاغتصاب وهي مازالت طفلة لا يتجاوز عمرهاعشر سنوات.. وجودها في الحياة جاء عن طريق اغتصاب والدتها، وهاهي اليوم تشرب من «فنجان» الإعتداء الوحشي ذاته.