ماذا يجري حقيقة في جامعة الدراجات؟ لماذا يغيب منتخب الشباب عن بطولة العالم التي تحتضنها لندن ابتداء من يومه ا?ربعاء ؟ لماذا تعمدت الجامعة تغييب أبطال كبار عن بطولة افريقيا يتقدمهم السعيد أبلواش الذي لعب دورا كبيرا في التأهيل للأولمبياد؟ إنها أسئلة القلق التي بدأت مكونات أسرة الدراجة المغربية تتداولها وتتناقلها بدافع الغيرة على رياضة حققت إنجازات هامة جدا وأضحى من المفروض استثمار كل تلك النجاحات من أجل أولا المحافظة على نفس التوهج وثانيا الانتقال بنجاح إلى مرحلة أحسن وأفضل. ما هي إذن حقيقة غياب منتخب الشبان عن بطولة العالم المؤهلة للألعاب الأولمبية؟ في رده على هذا التساؤل، أوضح عضو جامعي أن السبب يكمن في صعوبة الحصول على التأشيرة لدخول إنجلترا، وأن المدة ما بين حصول المنتخب على ذهبيته في البطولة الإفريقية الأخيرة وبين وضع طلب التأشيرة، لم يكن كافيا علما أن الإجراءات والمساطر أصبحت معقدة لدى مختلف السفارات الأوربية بالمغرب. إلا أن أحد مكونات أسرة الدراجة، نفى أن يكون السبب يكمن في صعوبة الحصول على التأشيرة، بدليل، يقول محدثنا، أن منتخباتنا الوطنية للدراجات، سبق أن حصلت ومرارا على التأشيرة لدخول بلدان أوربا دون صعوبة. ويضيف أن المشكل في نظره يرتبط أساسا بسببين يتعلق الأول بعدم تحمس الجامعة لمشاركة منتخب الشبان في بطولة العالم على اعتبار أن لا حظوظ في إحراز أي ميدالية لعلو مستوى البطولة وقوة أبطال البلدان الأخرى. وثانيا لتخوف الإدارة التقنية والأطر الوطنية من استمرار نجاح المدرب الفرنسي ليسبانيول جينويل، مع العلم أن هذا المغرب يشتغل دون مستحقات مالية وبشكل تطوعي فقط، وهو الذي حقق معه الدراجون المغاربة 35 ميدالية في سباقات المضمار، وهو التخوف نفسه الذي يشعر به أعضاء الجامعة الذين عبروا في منافسات عديدة عن اعتزازهم بمغربية الأطر التقنية المشرفة على المنتخبات الوطنية وبأن لا وجود لأي مدرب أجنبي وراء ما تحقق من إنجازات. فيما يرتبط بالسؤال الثاني حول تعمد تغييب أبطال كبار عن بطولة افريقيا التي احتضنها المغرب مؤخرا، يتقدمهم السعيد أبلواش الذي لعب دورا كبيرا في حصول الدراجة المغربية على أربع بطاقات التأهيل للأولمبياد؟ أكد مصطفى النجاري ، المدير التقني، عن غضب الجامعة من القرار الذي اتخذه السعيد أبلواش بالتعاقد مع نادي النصر الإماراتي دون استشارة الجامعة في الموضوع. هذا في الوقت الذي أكد فيه أبلواش للجريدة أنه أخبر الجامعة وبعث برسالة ، نتوفر على نسخة منها، تحمل تاريخ ما قبل موعد سفره إلى الإمارات. فكيف تغضب الجامعة من ولوج أحد الدراجين لعالم الاحتراف مع أن الدراجة المغربية هي أصلا في حاجة إلى أن يحترف دراجونا على أعلى مستويات حتى يتمكنوا من الاحتكاك مع المدارس الاحترافية العالمية. ثم لا ننس أنها ليست المرة الأولى التي " تغضب" فيها الجامعة لولوج أحد الدراجين لعالم الاحتراف، ونتذكر في هذا الجانب الدراج طارق الشاعوفي عندما ارتبط بأحد الأندية الإسبانية وكيف انتفض ضده المسيرون الجامعيون، ومايزال لحد اليوم يجر معه آثار الغضبة الجامعية وهو يتوارى إلى خلف الستار. سؤال آخر يثير لدى المتتبعين كل الحيرة والاستغراب، فهذه الجامعة التي ظلت تشتكي عدم وجود نادي محترف وقاري يمثل الدراجة المغربية في المحافل القارية والدولية، هي نفسها الجامعة التي أدارت ظهرها على تجربة هامة في هذا الإطار ، وذلك عندما فضلت تهميش فريق " المراكب" الذي أسسه أحد أبطالنا الكبار ابن النجم السابق أيت أوفقير، الذي فضل بعد شعوره بأنه غير مرغوب فيه في المغرب، العودة إلى الإمارات حيث تجربته لاقت كل الدعم والتشجيع هناك. إنها بكل تأكيد أسئلة مقلقة عديدة بدأت تظهر في محيط رياضة منحتنا الفرح كما منحتنا ذلك الاطمئنان على رياضتنا الوطنية وبأنها ممكن أن تنجح ولو في غياب الإمكانيات الضرورية. إنها أسئلة تطرح اليوم وتفرض مناقشتها بتعقل وبدون انفعال، حتى تحافظ الدراجة المغربية على إشعاعها وتألقها، وحتى يتم رسم محطة جديدة لمرحلة قادمة تتطور فيها " الأميرة الصغيرة" لما هو أفضل.