يسجل المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، كل سنة، حوالي 30 ألف حالة إصابة بلسعة العقارب، التي تطال ضحايا من مختلف الأعمار، خاصة في صفوف الصغار، وذلك بمختلف مناطق المغرب، سيّما بالقرى والمداشر التي تعتبر العقارب فيها عدوا خطيرا للإنسان، بالنظر إلى صعوبة الولوج إلى العلاج، وافتقاد الدواء الناجع لوقف تأثير السم، وهو ما أدى في حالات كثيرة إلى وقوع وفيات. رقم أعلن عنه وزير الصحة، الحسين الوردي، يوم الجمعة 13 ماي 2016، بمناسبة إعطاء انطلاقة الحملة الوطنية لمكافحة التسممات الناتجة عن الحيوانات الضارة بشكل عام، وخاصة منها لسعات العقارب، مؤكدا أن وزارة الصحة أعطت اهتماما خاصا ومميزا لهاته الإشكالية، وفقا لتصريحه الذي يعاكسه الواقع، موضحا أنه منذ إحداث المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية سنة 1989، لجأت الوزارة إلى وضع الاستراتيجية الوطنية لمكافحة لسعات العقارب، معتمدة بذلك على الأبحاث العلمية الوثيقة والملائمة للواقع المغربي، من أجل تفادي وفاة أي طفل بلسعة عقرب. وأعرب الوردي، عن افتخاره بكون حالات الوفيات داخل المستشفيات قد تقلصت من 1.5 حالة وفاة في كل 100 حالة إصابة سنة 1990 ، إلى 0.2 حالة وفاة في كل 100 حالة إصابة حاليا! مشددا على أن لسعات العقارب مشكل مرتبط بالمستوى الضعيف لساكنة العالم القروي ونمط العيش بهذه المناطق، ويتعين لمواجهتها تظافر الجهود وتنسيقها بين المؤسسات المختصة والمتعددة الاختصاصات، كوزارة التربية الوطنية وتكوين الأطر والبحث العلمي، وزارة الشبيبة والرياضة، وزارة الفلاحة والتنمية القروية، وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة، وزارة التجهيز والنقل، وزارة الطاقة والمعادن ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مع إشراك الجماعات القروية والمنتخبين والمنظمات غير الحكومية، وكذلك الساكنة نفسها والفاعلين في المجتمع المدني.