تحت شعار «إدماج الكفيف، وعي فردي ومسؤولية الجميع»، تميز الحراك الرياضي في خنيفرة، مؤخرا، باحتضان العاصمة الزيانية، ولأول مرة في تاريخها، لدوري وطني في كرة الهدف للمكفوفين، هذه اللعبة التي لم يسبق للكثيرين السماع بها، وهي لعبة كروية كانت قد بدأت مجرد نشاط رياضي ترفيهي لإدماج المكفوفين، إلى لعبة تواجه الصعوبات لتضمن لنفسها مكانا في المشهد الرياضي واستقطابا واسعا لذوي الإعاقة البصرية الذين أخذوا يفرضون مطالبهم وحقوقهم الإنسانية خارج إطار السياسات التي لم تستطع التخلص من ثقافة التعاطي معهم بمقاربة الشفقة والإحسان، وهو ما أكده يوسف إدباها، رئيس جمعية الوئام للمكفوفين بخنيفرة، التي استضافت فعاليات الدوري الوطني. وفي هذا الإطار، شهدت القاعة المغطاة بخنيفرة أطوار دوري كرة الهدف، في حضور أبطال وطنيين، تم افتتاحه على إيقاع النشيد الوطني باستعراض الفرق الأربعة المشاركة، ثم كلمات الترحيب التي أبرزت مضامين المناسبة ورغبة الفرق الأندية المشاركة في الإدماج الحقيقي ووعدها للجميع برياضات أخرى، مع توجيه الشكر للجمعية المضيفة، جمعية الوئام للمكفوفين بخنيفرة، هذه التي لم يمض على تأسيسها سوى أقل من خمسة أشهر، وهي أول جمعية للمكفوفين ترى النور على مستوى الإقليم، وقد كانت القاعة على أعلى درجة من الحماس والإعجاب رغم العدد القليل من الجمهور الذي لبى دعوة المنظمين، إلا أن سخط المتتبعين كان كبيرا أمام غياب المسؤولين والمنتخبين عن هذه التظاهرة الرياضية والفئة المعنية بها. المقابلات الإقصائية التي تفاعل معها الجميع في أجواء رائعة وممتعة، انطلقت بمقابلة بين صاحب الأرض فريق جمعية الوئام بخنيفرة ونادي فجر بني ملال، بطل المغرب في هذه الرياضة، وانتهت لفائدة هذا الأخير ب 15 هدف مقابل 11 أهداف، وفي الثانية جمعت بين فريق الجمعية السلاوية وبفريق النادي القنيطري وانتهت ب 14 مقابل 5 لفائدة الأول، فيما جمعت النهاية فريق الجمعية السلاوية بفريق فجر بني ملال لتنتهي فعاليات الدوري بتتويج الفريق السلاوي بلقب الدورة ب 17 هدف مقابل 15 هدف، مع الإشارة إلى أن الجمعية السلاوية كانت قد تأسست علم 1980 وهي حاصلة على 3 كؤوس العرش في ألعاب القوى، والرتبة 2 و3 في البطولة الوطنية في كرة الهدف، كما شاركت ضمن الفريق الوطني للمكفوفين بالدوري الإفريقي المغاربي. وقد تم التمهيد لمقابلات الدوري بلقاء احتضنته، صباحا، رحاب غرفة التجارة والصناعة والخدمات، قام بتأطيره المدرب الدولي رشيد الأزمي، وحضره مجموع لاعبي الفرق الأربعة المشاركة في فعاليات الدوري الوطني، حيث تم تناول مختلف الشروحات المتعلقة بقوانين وتقنيات لعبة كرة الهدف كرياضة حديثة النشأة في العالم، واعتمادها على حاسة السمع أساسا ثم الذكاء والحدس، والصوت الذي تحدثه الكرة لتسهيل العثور عليها من جانب اللاعبين المكفوفين، وكانت اللعبة قد تم ضمها إلى الألعاب الأولمبية عام 2004، وتعتمد على قوانين كرة القدم مع بعض التعديلات، وترمي أساسا إلى دمج المكفوفين وتوعية المجتمع بقدراتهم على ممارسة الرياضات التنافسية.