شهدت الساحة المقابلة للمكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء مساء يوم الجمعة 26 غشت 2016 حفل افتتاح الدورة الخامسة لفضاء الناس، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس. وحضر الافتتاح عدد كبير من المبدعين والفنانين التشكيليين والسياسيين الذين قاموا بجولة في أرجاء أروقته، حيت وقفوا على مختلف المدارس التشكيلية التي يتميز بها المشاركون والبالغ عددهم هذه السنة حوالي ثلاثة وخمسين مشاركا من عدة دول أوروبية وآسيوية وإفريقية بالإضافة للمغاربة، منهم مغاربة مقيمون بالخارج. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الحدث الفني تشرف عليه الجمعية الوطنية للفنون التشكيلية بدعم من وزارة الثقافة وولاية الدارالبيضاء ومجلس المدينة و جهة الدارالبيضاء- سطات ومؤسسة مسجد الحسن الثاني. ومن مميزات هذا الحدث الثقافي الكبير أن التشكيليين المشاركين فيه يبدعون أمام الجمهور مما يجعل المتلقي يبحر في عالم التشكيل، ليشارك في اللوحة من خلال إحساسه كما لو أنه هو من يرسمها، إضافة إلى وقعه الجيدعلى نفسية الأطفال المرافقين لآبائهم. محافظ مؤسسة مسجد الحسن الثاني الحاج بوشعيب فقار في كلمة له مدونة في «الكاتالوغ» الذي صدر بمناسبة هذا العرس التشكيلي. قال: «أنه حين اقترح الفنان الكبير عبد اللطيف الزين على مؤسسة مسجد الحسن الثاني إقامة الدورة الخامسة من التظاهرة الفنية «فضاء الناس» بفضاء المؤسسة و بشراكة معها، كانت الاستجابة لهذه الاقتراح تلقائية، وبدون تردد، وخاصة أن المؤسسة وهي على مشارف إنهاء سنتها السادسة من الأنشطة الثقافية و الفنية، اعتمدت مبدأ أساسيا قوامه الإنصات لكل الأصوات، والاستماع لمختلف التوجهات الفكرية و الإبداعية، ومحاولة إبراز القواسم المشتركة التي تجمع بين المبدعين على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم، و الغرض من كل ذلك هو محو الفوارق التي تكون في غالب الأحيان فوارق مصطنعة، إذ تبقى القيم الإنسانية هي المثلى في كل ذلك و هي أهم من الاختلاف.. وأضاف أن تظاهرة «فضاء الناس» تعتبر محطة تستقطب إليها الزوار من مختلف الطبقات و الجنسيات، يحاورون ويتحاورون في إبداعات فنية تشكيلية لأكثر من خمسين فنانا تختلف إبداعاتهم وتتنوع، ولكنها تعطى معنى واحدا، هو وحدة الإنسانية التي تبقى المحور الوحيد الذي خلق الله من أجله الوجود..» ومن جهته قال عبد اللطيف الزين: «بنفس العزيمة والإصرار على الاستمرارية تنظم الجمعية الوطنية للفنون التشكيلية هذه الدورة تحت شعار «الفن في خدمة التعايش»، وهو شعار يؤكد أن المشاركين في هذه التظاهرة يواكبون الأحداث التي تشغل عالمنا الحديث».. وأردف «إن ما نطمح إليه في الجمعية الوطنية للفنون التشكيلية من خلال دورة «الفن في خدمة التعايش» هو أننا كنا ولا نزال وسنظل مع الإنسان و مع الحياة..»