في أقل من شهرين، سقط عمودان كهربائيان إسمنتيان بمدينة گلميمة دون أن يخلفا ضحايا، غير أنهما خلفا مجموعة من الأسئلة التي تؤرق بال سكان المدينة الذين يتساءلون عن المسؤول الحقيقي وراء هاته الحوادث، وعن الأسباب الكامنة وراء صمت المسؤولين رغم أن هاتين الحادثتين كشفتا بالملموس عن حقائق صادمة. جولة صغيرة بمدينة گلميمة كافية لتبرهن عن مدى الاستخفاف بأرواح المواطنين من قبل المسؤولين ، ماداموا مصرين على الاستمرار في الصمت تجاه هذا الواقع المهترئ . الأعمدة الكهربائية بمدينة كلميمة تترآى مملوءة بالشقوق و الصدأ يظهر للعيان على أسلاكها التي تفضح استعمال أسلاك لا تحترم المواصفات المطلوبة في بناء الأعمدة الكهربائية، فضلا عن الثقوب الكبيرة التي أضحت علامة مميزة لأعمدة النور بمدينة تفضل الظلام على إشعال الشموع على أرواح أبنائها. وإذا كان التهديد الذي تمثله أعمدة الكهرباء ذات التيار المنخفض منحصرا في إمكانية سقوطها على المارة، فأعمدة الكهرباء ذات التيار المتوسط، تشكل تهديدا أكبر أوّلاً لكبر حجمها، ثم لأسلاكها العارية التي تهدد، لا قدر الله في حالة سقوطها ، بصعق المارة بتيار كهربائي قد يحولهم في لحظات إلى رماد . إن سكان مدينة كلميمة ينتظرون تحركا جديا لانقاذ أرواح الساكنة، وذلك بتغيير الأعمدة المهترئة بأخرى بمواصفات متينة وجيدة بدل اللجوء الى الحلول الترقيعية التي يلجأ إليها المكتب الوطني للكهرباء كلما تساقط عمود، واستبداله بأخرى خشبية أكل الدهر عليها وشرب!