ألوان الريح العمياء يا سفيرة الظلام يا أجنحة الليل امكثي بجواري قليلا لكي لا أطفئ شمس الغد فلا أحد في الوجود غير ظلي ظل مثقل بعاهات شاعر لم يكتب له أن يكون إلا في الأحلام المبعثرة أين موضعي ؟ ها قد تهت في صحراء منكسرة أين ليلتي القمراء التي انتظرتني منذ زمن بعيد؟ كأني أسير في معابر الدهر بصوت لا يسمع لأصافح السماء الشقراء فتركع النجوم لإشراقي تبتهج الألوان العمياء وتعود الرياح اليتيمة إلى منبتي ،،، جرح الأعماق سر أيها الليل لا تمكث بجواري فجراحي عميقة تحفر آبار النسيان أتركني لأتنفس هواء الندامة وأزف كبريائي لبراءتي الساذجة وأمتطي جواد الحيرة المعلنة وأستفيق من لحظتي حالة من الاستثناء عثرت علي وعثرت عليها في غفلة مني وأنا أنتظر ساعة ميلادي التي لم تكن وأنا في مهب الريح أجمع أوراق حكايتي التي لم تكتمل بعد عجل أيها الصباح لتتدارك الأيام غباءها وتستبدل قناعها القديم كيف لي أن أسجد في كل العوالم التي تعرفني والتي لا تعرفني ؟ كيف لي أن أستبق حلمي الضائع في أنوار الظلام ؟ كيف لي أن أستوعب ما بداخلي ؟ هل يهنأ الليل بسهادي أم يحزن لأرقي المشحون بدموع مهشمة أخطأت الزمان وصرخت بعبئي الدفين وحلقت في أدراج النسيان ؟ الضوء الشارد كنت تختبئ وراء وشاح معطربالذكريات وترقص مع الطيف المخلوع وكنت دائما أبصرك في شقوق الليل وأنت تجتاح ظلي بأناقة دافئة وتعبر الضوء الخجول كصمت يتحجر في أنفاس العاشقين كم مرة رسمتني في شفتيك؟ وكم مرة سقيتني عطر خصلتك؟ دعني أستظل بنور عبثك وأهتدي بزرقة مائك اطردني من تحت قدميك وقل لي : سافري فإن الموج سيسقيني عرقا معتقا حتى أنعم بالضوء المقمر على كفي النائمة في العزلة الموحشة ،،،