في الذكرى 45 لإعدام المناضل الثوري شي غيفارا، استضافت "»بي بي سي"« ابنة المناضل الكوبي ألييدة تشي غيفارا والتي استرجعت ذكرياتها، في هذه المقابلة الخاصة، مع والدها في آخر زيارة لمنزله وهي في سن الخامسة. وأعربت ابنة تشي غيفارا عن امتعاضها من استغلال اسم وصورة والدها لأغراض تجارية، إذ تقول أنه حينما تظهر صورة الوالد على ملابس الناس أو في صورة الإعلام للتعبير عن قضية عادلة. فليس هناك أي مشكل. ولكن حينما تستعمل بعض الشركات صورته للترويج الاقتصادي والتجاري، أو بشكل غير مناسب، فإن ذلك مرفوض. وتحاول الابنة التي سارت على منوال والدها، حيث تعمل كطبيبة للأطفال، أن تمنع ذلك بكل الطرق. واعترفت السيدة شي غيفارا أن والدها أثر فيها بشكل أساسي، كما أن حياته أثرت بشكل مباشر جعلتها تقول "أشعر بحب شعبي ووطني وأن أرد له الجميل، وأن أختار مهنة الطب في كوبا، يعني ذلك أنني أريد تقديم المساعدة لشعبي ولشعوب أخرى. وتتذكر الابنة الكبرى من أصل أربعة أشقاء آخرين، أن والدها كان يتنكر بعدما خرج من كوبا وهي في سن الخامسة من عمرها، لكن قراره للعودة حتم عليه التنكر، وعندما رأيته، قدم إليها أنه شخص آخر، وإذا لم يتم ذلك تقول كنت سأعرف بأنه والدي. وهو ما كان سيمثل خطرا على حياته، وتضيف أن تلك الليلة كانت مميزة، إذ جلس أفراد الأسرة على مائدة واحدة وفي جو عائلي مميز. وتقول "أتذكر أن والدتي قدمت لشيء غيفارا النبيذ الأحمر، إلا أنني نهضت ومزجت الماء بالنبيذ الأحمر، هكذا كان والدي يشرب النبيذ وقد تأثر جدا، هو ماحكته لي والدتي، تقول، وفي هذه الليلة سقطت على الأرض. وجاء والدي وحضنني، وكطبيب بدأ يتفاعل معي، وأتذكر أيضا كيف ضمني بين ذراعيه، وكان ذلك مؤثرا جدا وعكس مدى حنانه. وقلت لأمي أعتقد أن هذا الرجل يحبني" وعن الحصار الذي مر عليه 50 سنة على كوبا، وقراءتها لهذا الحصار، تقول ابنة المناضل والثوري العالمي "نحن شعب تعلم الحياة على الحرية والسيادة." ولا يستطيع أحد نزع ذلك منا. صحيح لدينا مشاكل اقتصادية عدة والحصار يعد إجراما. لكن لم يقدر الحصار على منعنا من الحياة السعيدة. وتعلمنا منه أنه إذا تضامنا فإننا سنكون أقوياء. لأننا تعودنا على العيش من القليل. بالمقابل كان علينا أن نتلقى الكثير ممن حولنا. وأعتقد أننا شعب صاعد يحاول حل المشاكل بنفسه، ويحاول ايجاد الحلول، ولنا رغبة في الحياة. وعن علاقتها بفيديل كاسترو وغيره تقول أن كاسترو إنسان مميز، رغم أنه لم يعد رئيسا لكنه بمثابة رمز للشعب الكوبي فكل يوم نتعلم منه، ونحاول تحسين مستوانا الثقافي، لمعرفة ما يجري حولنا وتحليل الأمور وتملك الحرية الكاملة لاختيار ما نريد، هكذا علمنا فيديل كاسترو. ونمارسه كل يوم ونرى أن الواقع يجب أن يتحسن، ولكن يجب أن نعرف أننا نعيش أفضل من الآخرين". وعن ولوجها لعالم الكتابة، تقول ابنة شي غيفارا. لدي كتابان عبارة عن مقابلتين، واحد مع هوغوتشافيز الرئيس الفنزويلي، وآخر مع أحد قادة سنتيريا في البرازيل، إحدى الحركات الاجتماعية المتواجدة في أمريكا الجنوبية، إذ لدي حظوة بمعرفة العديد من الأشخاص، فكان علي رد الجميل عن طريق الكتابة وتعريفهم للعالم، حتى يستطيع الآخرون معرفة مالدي لذلك لا أعترف أنني كاتبة. وعن المقولة الشهيرة لوالدها. إذا أردت أن تكون ثوريا. فلابد أن تكون رومانسيا"، تقول يجب أن تكون بالفعل كذلك، وتعرف من حولك. تعرف معنى العاطفة، وإلا لن تستطيع التفاعل مع الآخرين، فإذا عشت حياة كريمة ولم تشعر بمن حولك ستفقد العاطفة نحو من هم أقل منك. فاحترام الآخرين مهما كانت ثقافتهم أهم شيء، وإذا تعلمنا من اختلافنا، فبهذا نصبح مجتمعا أفضل، لذلك فإن العاطفة تجعلنا نشعر أننا بشر.