عدد من المثقفين والفنانين ورجال الإعلام والسياسة الذين باتوا يحبّون الذهاب إلى مدينة تحناوت كان الفضل في ذلك إلى الفضاء الثقافي «المقام» الذي يشرف عليه الفنان التشكيلي محمد المرابطي. ومنذ افتتاحه قبل حوالي عشر سنوات احتضن هذا الفضاء الثقافي عددا من الفعاليات الثقافية في شكل معرض فنية وندوات وتكريمات لأدباء مغاربة وفنانين من داخل المغرب وخارجه، بحيث لعب بالفعل دورا كبيرا في إشعاع هذه المدينة ثقافيا بعيدا. لكن يبدو أن هناك نيّة للقضاء على هذا الفضاء الذي ما تزال بعض العقليات في السلطة تنظر إليه نظرة ابتزازية. ففي اتصال بالجريدة، أوضح الفنان محمد المرابطي أن عناصر من الدرك تعمد، وبدون سند قانونيّ، إلى مضايقته ومضايقة العاملين ورواد المقام بدعوى الحفاظ على الأمن والسلامة. بل لقد بلغ بهم الأمر، يضيف المرابطي، إلى حدّ الهجوم على المقام واعتقال أحد العاملين به وابتزازه بحجج واهية لم تعهدها المنطقة من قبل. وأمام هذا التضييق، لم يجد المرابطي بدّا من الاضطرار إلى إغلاق الفضاء الثقافي الوحيد بتحناوت، بعد تكرار أساليب الابتزاز والإهانة وعدم الاعتراف بما قدمه هذا الفضاء طيلة سنوات. فهل قُدّر للثقافة أنْ يكون قدرها هو الإبعاد لكونها لا تذرّ الأرباح التي تفتح الأفواه؟ سؤال طرحه الفنان المرابطي وهو مضطر لإغلاق «مقامه» ومغادرة تحناوت نحو مدينته مراكش مكتفيا بالتشكيل. هذا وقد علمت الجريدة أنه بمبادرة من عدد من الفنانين والمثقفين فتحت لائحة للتوقيعات تنديدا بهذه الإهانة التي تعرّض لها «مقام تحناوت» وصاحبه.