حماية ‬الأمن ‬القومي ‬المغربي ‬هو ‬الهدف ‬الاستراتيجي ‬الأعلى    فتح بحث قضائي حول تورط شرطي في ترويج الكوكايين    انتخاب المكتب التنفيذي للمرصد المغربي لمكافحة التشهير والابتزاز    توسيع 6 مطارات مغربية استعدادا للمونديال    المهرجان الدولي للعود بتطوان يعود في دورته ال25    بما في ذلك الناظور والحسيمة.. 2060 رحلة أسبوعية منتظمة تربط المغرب ب135 مطارا دوليا    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يتوقع نمو الاقتصاد المغربي ب 3 بالمائة في 2024    مدينة محمد السادس طنجة تيك تستقطب شركتين صينيتين عملاقتين في صناعة مكونات السيارات        تأجيل القرار النهائي بشأن الغاز الطبيعي بين نيجيريا والمغرب    تصفيات المونديال.. بعثة المنتخب المغربي النسوي تحت 17 سنة تشد الرحال صوب الجزائر    إضراب كتاب الضبط يؤجل محاكمة "مومو"    التقدم والاشتراكية يشجب القرارات التأديبية في حق طلبة الطب    "فيفا" يعتمد برمجة جديدة للمسابقات    الملك محمد السادس يهنئ الباراغواي    دراسة: صيف 2023 الأكثر سخونة منذ 2000 عام    مطالبة للحكومة بمضاعفة الجهود لتحسين ولوج المغربيات إلى سوق الشغل    تسجيل أزيد من 130 ألف مترشح بمنصة التكوين على السياقة    التويمي يخلف بودريقة بمرس السلطان    وفاة "سيدة فن الأقصوصة المعاصر" الكندية آليس مونرو    "الصحة العالمية": أمراض القلب والأوعية الدموية تقتل 10 آلاف شخص يوميا في أوروبا    جمعية علمية تحذر من العواقب الصحية الوخيمة لقلة النوم    دراسة: الحر يؤدي إلى 150 ألف وفاة سنويا على مستوى العالم    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على أداء سلبي    الفيفا يحسم موقفه من قضية اعتداء الشحات على الشيبي    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    طاقات وطنية مهاجرة … الهبري كنموذج    الرئيس السابق للغابون يُضرب عن الطعام احتجاجا على "التعذيب"    قصيدة: تكوين الخباثة    زلزال قوي يضرب دولة جديدة    الإعلان عن طلبات العروض لتوسيع مطارات مراكش وأكادير وطنجة خلال الأسابيع المقبلة    زنيبر: رئاسة المغرب لمجلس حقوق الإنسان ثمرة للمنجز الذي راكمته المملكة    الجيش الملكي ومولودية وجدة يواجهان الدشيرة وأولمبيك خريبكة للحاق بركب المتأهلين إلى المربع الذهبي    وفاة عازف الساكسفون الأميركي ديفيد سانبورن عن 78 عاما    رجوى الساهلي توجه رسالة خاصة للطيفة رأفت    معرض الكتاب يحتفي بالملحون في ليلة شعرية بعنوان "شعر الملحون في المغرب.. ثرات إنساني من إبداع مغربي" (صور)    الجديدة: حجز 20 طنا من الملابس المستعملة    بلاغ جديد وهم من وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة    معرض هواوي العالمي "XMAGE" ينطلق لأول مرة بعنوان "عالم يبعث على البهجة"    احتدام المعارك في غزة وصفقة أسلحة أمريكية جديدة لإسرائيل بقيمة مليار دولار    عملاق الدوري الإنجليزي يرغب في ضم نجم المنتخب المغربي    رسالتي الأخيرة    كيف يعيش اللاجئون في مخيم نور شمس شرق طولكرم؟    الرئيس الروسي يزور الصين يومي 16 و17 ماي    بلينكن في كييف والمساعدات العسكرية الأمريكية "في طريقها إلى أوكرانيا"    لقاء تأبيني بمعرض الكتاب يستحضر أثر "صديق الكل" الراحل بهاء الدين الطود    دعوات لإلغاء ترخيص "أوبر" في مصر بعد محاولة اغتصاب جديدة    شبيبة البيجدي ترفض "استفزازات" ميراوي وتحذر تأجيج الاحتجاجات    المنتخب المغربي يستقبل زامبيا في 7 يونيو    هل يتجه المغرب إلى تصميم المدن الذكية ؟    الأمثال العامية بتطوان... (598)    بعد القضاء.. نواب يحاصرون وزير الصحة بعد ضجة لقاح "أسترازينيكا"    السعودية: لاحج بلا تصريح وستطبق الأنظمة بحزم في حق المخالفين    دراسة: البكتيريا الموجودة في الهواء البحري تقوي المناعة وتعزز القدرة على مقاومة الأمراض    الأمثال العامية بتطوان... (597)    الأمثال العامية بتطوان... (596)    هل يجوز الاقتراض لاقتناء أضحية العيد؟.. بنحمزة يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القضاء على داء السرطان مهمة ممكنة
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 24 - 12 - 2012

ضرورة اجراء روتين من الفحوصات : كل اسبوع قبل كل عملية التداوي بالكيمياء
البوادر الاولى للتوتر على ابسط التشنجات (قد يكون بدون سبب)
- في الصباح ،حين الخروج من المنزل للتداوي ،لا تستطيع تخمين توقيت العودة الى المنزل ،قد تلتقي الطبيب بالميعاد طبعا ويحثك على القيام بفحوصات ،وتجد الاكتظاظ اثناء التداوي بالأشعة فأما يوم الاربعاء فحدث ولا حرج ,لأن عملية التداوي بالكيمياء بالنسبة لي تتطلب اربع الى 5 ساعات ، اضف الى ذلك التداوي بالأشعة الذي يتطلب لوحده 15 دقيقة دون احتساب انتظار دورك في القاعة مما يجعل يومك يطول ويطول....
وكما اسلفت ،لزم علي متابعة ما جرى لأخمص قدمي اليمنى اذ تغير لونها الى الزرقة كما بدأت البرودة تدب بها ، اتصلنا( دائما زوجتي ملتصقة بي اين ما حللت وارتحلت ) بالطبيب المعالج ، فأحالنا على الطبيب المختص بعد اجراء الفحوصات الضرورية،مما يعني ان درجة البوادر الاولى للتوتر والتشنجات لأسباب تافهة. ومعلوم انه اثناء الاستشفاء يحاول المريض الانقطاع عن العالم الخارجي خاصة السياسي،فالإطلاع على الجرائد الوطنية لماما وتتبع المستجدات والأخبار عبر شاشة التلفزة في بعض المرات فقط جد ايجابي وحتى تتبع المباريات في كرة القدم لا ضير مع تحاشي مشاهدة الفرق التي تهواها كي لا تنفعل وتتوتر.
- في الاسبوع الثالث من التداوي ، اندثر الانتفاخ واسترجعت السماع بالأذن اليمنى
اما الطبيب المختص بالعروق الذي احالنا بدوره على طبيب القلب نظرا لوضعيتي الخاصة نتيجة تتبعي للراديو تيرابي والشيميو في الآن و بتوازي،فقبل اجراء العملية الجراحية التي تتطلب قرابة 15 الف درهم للعيادة اضافة الى مبلغ يهم الطبيب المعالج مع ضمان حصته المادية من ادارة العيادة نظرا لمتاهات يعرفها هذا الطبيب لوحده باعتباره استاذا جراحا تابعا للقطاع العمومي مما يحرمه من التعويضات عبر الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي حسب ما شنف به مسامعنا هذا الطبيب, عوض الحديث عن المرض وطبيعته وانعكاساته وجدوى العملية, لكنه ادخلنا في متاهات كما اسلفت وفي مفاوضات حول التعرفة الجزافية للعملية الجراحية ، وهذا موضوع اخر.
- حين عيادتنا طبيب القلب وبعد الفحوصات حول دقات القلب ومدى التحمل وإمدادي بوصفة الدواء ، اخبرني انه لا داعي لإجراء العملية الجراحية مادام الدم يتدفق ولو ببطء ، لا عليه .
- تحاول زوجتي ، سندي ان توفر جميع الظروف للسهر على صحتي وهي تتنقل بين العيادة والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي( الص و ض ج ) والفحوصات وإدارة العيادة خاصة قسم الحسابات،والعمل على تكوين الملفات ومتابعتها سواء مع الطبيب المعالج او الص و ض ج.
- وكيف لي ان انسى ذاك اليوم عند منتصفه ، ونحن نغادر طبيب القلب متوجهين نحو العيادة لإجراء إحدى الحصص الخاصة بالأشعة ، اصطدمنا في طريقنا بسيارة قادمة من احد الاتجاهات ، لقد احدث هذا الاصطدام خسائر جمة في السيارة مما ادخلها الى المرآب للإصلاح ما يقارب الاسبوعين لتبدأ معاناة التنقل عبر السيارات الصغيرة لان شركة التأمين لم توفر لنا السيارة في حينه كما تجري العادة في هذه الحالة.
يضاف الى انعكاسات المرض على المريض والعائلة الصغيرة مشاغل اخرى, اذ كيف لك ان توفق بين الاستعداد لشهر رمضان الذي اعفيت من صيامه هذه السنة بقوة المرض و الدين ، والدخول المدرسي للأبناء وما يتطلبه من مصاحبة للتسجيل خاصة بالإعدادي والابتدائي واقتناء الادوات ومستلزمات الدراسة.
( زوبي) يتحرك وعيادة المريض علاج
قد يبدو المرض واحد من حيث الاسم فقط, لكن لكل مريض ظروفه ومحيطه ، وما ينطبق على هذا النموذج قد لا يطيقه المريض الآخر ومرد هذه الملاحظة ، حين لقائنا بباقي المرضى, خاصة اثناء حصة الراديو تيرابي ( التداوي بالأشعة) يتجاذب المرضى اطراف الحديث ، وكل وتجاربه مع المرض وقد يتداخل العلمي بالشعوذة بالدين و... وقد تتضايق في بعض الاحيان ، لكن تذكر انك مريض ولا تتدخل كي لا تتيه في مجادلات لن تفلت منها إلا اذا نادت الممرضة عن دورك في التداوي..
نعم التعارف مع الممرضين والممرضات ضرورة ملحة لتبادل الخبرات والحصول على المشورة والنصيحة وبهذه العيادة لم ألاحظ اية سلوكات مشينة.
إبان التداوي في قاعة الانتظار تتراكم التساؤلات كأنواع السرطان وأصنافه والأكثر فتكا ، وأماكن تواجده وأرقام احصائية حول شيوعه بهذه المنطقة او تلك وأسباب هذا الانتشار وفي كثير من الاحيان يطرح المرضى بدائل كحث المعنيين على العمل على انشاء مراكز جهوية للأورام وإنشاء مراكز انجابية للكشف المبكر عن السرطان خاصة عند النساء كما وجب انشاء مصالح كيميائية للقرب وإحداث العناية الملطفة.
العلاج الكيميائي عبارة عن ادوية مضادة للسرطان تقوم بالتدمير والقضاء على الخلايا السرطانية سريعة النمو وهو يعمل على عرقلة تكاثرها وعرقلة عملية انقسام الخلايا السرطانية ويوجد اكثر من 30 نوعا يستخدم للعلاج الآن .ويقوم العلاج الكيميائي على تدمير الخلايا السرطانية في كل اجزاء الجسم عكس العلاج بالاشعة الذي يقتصر على تدمير الخلايا السرطانية في جزء محدد من الجسم : علاج موضعي .
العلاج الكيميائي يتم يوم الأربعاء ، يبدأ الجسم يعرف حرارة غير عادية ،ابتداء من يوم الخميس مما يفرض المطالبة بتوفير التهوية اينما حللت وارتحلت ،اما عندنا فرغم ان شقتنا تتسم بالاعتدال والمدينة في حد ذاتها معتدلة لزاما توفير الظروف الطبيعية .
اما حالة الابناء طبيعية ، لقد تساءلوا في البدء عن طبيعة المرض ومدى قابليته للعلاج ومنهم من بحث عنه عبر ( محرك غوغل او غيره ) لكن الاسئلة في غالبها توجه لزوجتي لا يودون ازعاجي ، لكن احسست بتأثر ابنتي الصغيرة ، اذ لم تستطع كتمان ذلك فبدا جليا من خلال نظراتها وتصرفاتها ودعواتها المتكررة جهرا ،لي بالشفاء ، وطريقة تقبيلي عند استيقاظها صباحا او حين ولوجها سرير النوم.
تزامن ايام التداوي ، بوجود امي الحنونة وأختي وابنتها اللواتي اردن قضاء بعض ايام العطلة بالرباط تنسيهم حرارة المدينة الشرقية تاوريرت او مدينة نيم الاكثر سخونة جنوب فرنسا ، لقد تأثرن كثيرا بمرضي واذرفن الدموع امامي ،الى جانب باقي الاخوات اللواتي لم يستسغن مرضي ،فلم يتمالكن انفسهن وأجهشن بالبكاء أمامي ، فعلا اغرورقت عيني لحظتئد ، لكن قابلتهن بابتسامة مبديا تفاؤلا جما ،وتلقائيا سألتهم هل تخشون الموت ،وبصوت واحد : انك اخانا الوحيد وعين امنا ،ولم ينفع معهن إلا بإخبارهن عن تفاؤل الطبيب و تشبثي بالأمل والشجاعة للتغلب على هذا الداء.
الهاتف سواء الشخصي او المنزلي يرن في كل حين ومن كل انحاء المغرب والخارج من المانيا ، فرنسا بلجيكا ، هولاندا ، إسبانيا ، كندا ، ايطاليا ،السعودية. ولا تلم احدا لم يزرك او يتصل بك ، فليس اهمالا او تناسيا بل قد يكون افراطا في حبك ، اذ لا يستطيع تمالك نفسه ،و لا يصدق اصابتك بهذا المرض ويتلافى رؤيتك في وضعية بئيسة .
في الاسبوع الرابع من التداوي بالكيمياء انشطرت حنجرتي الى اربعة اقسام،وكل قسم حين ابتلاع السائل ,الغذاء - تحس بنكهة وذوق خاص بهذا السائل الذي تحاول ان تبتلعه غير ان تلك الانشطارات ،في الحقيقة ما هي إلا حواجز.
تزداد حاسة الشم ، اذ لا تطيق كل ما يصدر من روائح المطبخ و اثناء النوم تشتم رائحة لا تطاق سواء بالملابس او الفم ، كنت انام وحيدا سواء بالبيت المخصص للنوم ، وأحيانا استحوذ على قاعة الاستقبال، اما الاستحمام فضروري ، مرتين في الاسبوع على الاقل.
- لرياضة المشي فوائد جمة ، فكيف لك ان تسير في الشارع العام وأنت خائر القوى ، لا تستطيع الحراك ووجه مفحم بالأشعة وجزء منه أبيض ، فذات يوم جمعة عرجت نحو منزل صهري رحمه الله لأحضر جو مأدبة الكسكس المتسم جوه بالتفكه والضحك والترويح عن النفس والنبش في الذاكرة ، الطفولة ، الدراسة ، الشغب ومختلفات ، وحين ولوجي الشارع صادفت محسنا يتصدق بالخبز على المحتاجين, فما كان منه إلا ان مدني بخبزة رغم اني حاولت تحاشيه ، لكنه الح علي ، فاستوجب علي تناولها وشكرته فانصرفت الى حال سبيلي.
- كيف لهذا المرض ان يحول المصاب في وضعية صحية جيدة منذ البدء في الاستشفاء بالأشعة والكيمياء الى ( زوبي) حي , ميت او ميت ? حي وتظهر باقي الاعراض الجانبية لكن لا بأس من التذكير ببعض وسائل المقاومة:
- فالمريض حين التداوي و بقرب العيادة ومراكز الفحوصات والأدوية رهن الاشارة والمحيطين به يقومون بالواجب وزيادة دون ريب ستتوفر فيه جميع سبل العلاج اذا ما اضاف الشجاعة والإرادة لهزم هذا المرض.
- وزن الجسم في انخفاض قرابة ناقص 13 كلغ من 72 كلغ اي الوزن الصافي 59 كلغ
- اثناء الاستشفاء سواء الاشعة او الكيمياء ، يستقبلك المرضى السابقون في الطابور بعيون فاحصة ،دقيقة تحاول قراءة الجزئيات في تضاريس المريض أو الزائر وما طرأ من مستجدات حول المورفولوجيا محاولا مقارنة ذلك بنفسه او بالصورة التي قد يتخيلها عنك مما يستوجب عدم الاكتراث بذلك.
- الثقة في النفس
- الفحص المبكر واكتشاف الداء يعني العلاج المبكر الذي بدوره يؤدي الى تخفيض عدد الوفيات
- الارادة ومواجهة المرض والتصدي له وبداية العلاج ومواصلته
- الثقة الكاملة في الطاقم المعالج المؤمن الوفي للقسم
- تجاوب العليل مع مواد العلاج
- عدم الاكتراث للوصفات الجاهزة لان لكل مرض ظروفه وبيئته لا ينطبق ما يجري على هذا ،على ذاك
- الإكثار من شرب الماء ( حكمة الماء )
- الاكثار من تناول كل انواع الاسماك وبالدرجة الاولى السردين مشويا ، اضافة الى جميع انواع وأصناف الخضروات والفواكه الجافة منها والطازجة دون اغفال العسل والتمر والحليب وتتبع نصائح الطبيب بالدرجة الاولى.
- ممارسة رياضة المشي
- تضافر الجهود وتحسين العلاج والارتقاء بنوعية حياة المصابين به وهذه مهمة غير مستحيلة
- مع بداية العلاج ، تعطل المصعد ولمدة طويلة فاقت الشهر والنصف ، وأنا اقطن بالطابق السادس من العمارة ، «اتسلق يوميا الادراج ذهابا وإيابا « ما يعادل 108 من الادراج .
اليوم 1 اكتوبر 2012 لا يزال التغذية مقتصرة على تناول السوائل فقط مما يعني ولوج المرحاض مستبعد
- بعد انقضاء فترة العلاج بالأشعة والكيمياء اي تقريبا 35 يوما ، حدد طبيبي المعالج زيارة مجاملة بعد شهر، في 2 اكتوبر 2012 بداية التخلص من بعض الشوائب والعوارض كالتنخيمات الكثيرة المنبعثة من اعماق البطن و تذوقت الشاي يوم 7 اكتوبر 2012
- بالإضافة الى الادوية الروتينية هناك متطلبات قد تبدو ثانوية لكنها ضرورية كالمقويات من فيتامينات ومضادات بغية المقاومة وكسر جماح هذا المرض.
هل يحزم المريض بهذا الداء كفنه ؟
ما جدوى التفكير في مواضيع تافهة أمام مرض يستعصي تقبله ، حين السماع بالمرض ،اجل يستعصي على المريض والأهل مجرد التفكير فيه فبالأحرى احتضانه ومحاولة التقليل من شأنه وتبخيس مفعوله ومن ثم البحث عن سبل القضاء عليه ،فحين ينتهي النبأ الى المسامع ، لن تعود الوفاة مفاجئة لأحد ، لان الكثير من هؤلاء يربطون الداء بالموت البطيء والتشبث بالحياة استثناء ، ولا يتخيلون المريض إلا عليلا سقيما يتعذب والداء لن يبرحه حتى ينهار وينخره كل ثانية حتى يسلمه الى الموت ، وكثيرون يعيدون المريض للتأكد من ان الروح لا تزال « تصعد وتهبط « وهل فعلا يعتقد العامة من الناس ان السرطان -المرض الخبيث ? العدو ? وغيرها من المسميات يرون فيه ان الموت قادم لا محالة ، اذن فليغتسل المصاب بالمرض كل يوم ويحزم كفنه ويدعو إلهه ، عله يرفق به ، لان الموت حق وقد نفرح ان اتى الفرج ليخلص المصاب من عذاباته وآلامه ونظرات المحيطين به ، واعتبار الحياة استثناء رغم تطور العلم ثانية بثانيةو والسرطان اضحى مرضا كباقي الامراض بفضل التطور الكبير في حقل التصوير الشعاعي الطبي ، يمكن زيادة دواخل الجسد والتعرف على أقل تفاصيله ، والهدف من هذه الزيارة هو الاكتشاف المبكر والسريع لأي خلل حاصل لعلاجه وتجنب الإنسان مشتقات الآلام .والمعالجة بالكيمياء لا تقل تطورا عن باقي الادوية لخدمة البشرية ،بالفعل يتشتت التفكير بين آثار المرض والمواجهات النفسية والمادية مما يتطلب إرادة قوية ورباطة جأش صلدة للحيلولة من الانهيار او الهروب الى الأمام خوفا من مواجهة واقع الاكراهات السالفة والمستقبلية دون ان ننسى تضافر المجهودات لمواجهة هذا المرض وتحديه وشحن المصاب بقوة ايمان التغلب على المرض وهدف القضاء عليه شيء ممكن ،لأنه يبدو ان ارادة المريض تشكل نسبة كبيرة في القضاء عليه اما عيادة الاحباء والمعارف والأصدقاء ورنات الهاتف تضيف نسبة هامة من اسباب العلاج فلا يبخل احد بعيادة المريض بأية ذريعة . اضافة الى الابتعاد عن اسباب التوتر والشنآن.
لا احد يختار المرض ، وقد تتشابه التسميات لكن حيثيات ودوافع وأسباب بروزه وظروف تغلغله ومحيط نشأته وغيرها من العوامل تختلف من مريض الى آخر والدواء والتداوي والطبيب الساهر على هذه العمليات طيلة مراحل الاستشفاء قد يسري تدبيره على هذا المريض دون الآخر.
- الاحساس بالتحسن بدءا من يوم 11 اكتوبر 2012
- مع بداية اشاعة خبر الاصابة بمرض سرطان الحنجرة وشيوعه بين الاصدقاء والمعارف ،رن هاتف المنزل وإذا بإحدى الصديقات التى افتقدناها بين دروب الحياة ، تتصل للطمأنة ،وتعدك بالزيارة لكن بشرط كما اكدت : حين يتساقط شعر راسك وجاجبيك ولحيتك ( لا فرق بين رأسك والبصل ) فكيف تشعر حين سماع هذا الهراء ، قلت في نفسي ما هذه الدعابة الباسلة ، رغم اني كنت مهيأ سلفا لهذا المشهد الذي تخيلته صديقتنا هاته ، لكن الذي جعلني انتقص من مفعول هذه الدعابة ،هو طبيبي المعالج الذي بادرني منذ اللقاء الاول ان عملية التداوي لن تؤثر على الشعر فلن يتساقط وبالفعل لم يتساقط وصديقتنا لم تتصل للاستخبار وتأكيد عيادتنا لاستقبالها بالحليب والتمر.
وعلى ذكر مادة الحليب ، لم اتذوقه منذ امد طويل قد يصل الى اربعة عقود الى حين اصابتي بهذا المرض ، كما لم اتناول قط ( الصوبا ) التي غالبا ما اعتبرتها خاصة بالمرضي ، ليس تجاهلا لقيمتها الغذائية بل هكذا فقط واعتقد ان الكثير من الادميين مثلي.وتزامن مرضي مع عودة الحجاج تزورني احدى الاخوات العزيزات محملة بماء زمزم ,الى ان اقترن مجيئها بماء زمزم ومعرفة الحاج او الحاجة التي قدمت الى عائلتها سالمة غانمة .
- اما الناحية الجنسية ، فالممارسة الطبيعية تبدو شبه مستحيلة ، من جهة كيف لك القيام بهذه العملية التي تتطلب جهدا فيزيقيا وأنت خائر رغم الرغبة الجامحة في ممارسة حقك الطبيعي ، اضف الى ذلك فالعضو التناسلي يفقد عملية الانتصاب مما يدفع بك الى التفكير في اشياء اخرى ، ولا تجرؤ على استفسار طبيبك ،( انها التربية ) لكن الحكمة لربما في انهاك المريض بالدواء تدفع بالمريض التفكير بمرضه اولا والقضاء عليه ومن ثم العودة الى كل العوارض الجانبية الأخرى الحاجة والمرض : انتظر العون ,- انتظر الساعة
فالفقر والمرض عدوان اذا اتحدا ، شكلا خطرا مميتا ومحققا.
الارادة والأمل عدوا السرطان
ومن يملك الصحة يملك الامل ، والصحة مقرونة بالبيئة والمحافظة على البيئة هو في حد ذاته صونا للصحة ،والبيئة بشكل عام ( الأعشاب مصدر الادوية ومن ثم العلاقة بين الصحة والبيئة)
بعد ايام معدودة يحل عيد الأضحى ،استمتعت خلال مشاهدتي للبرامج المهتمة بالطبخ ، بالمطبخ المغربي ، بتنوعه و اصنافه وطريقة تحضيره ،واشتهيت ان اطبخ احدى الاكلات ، قصدت مع زوجتي و الابناء وكذا صهري وأبنائه كذلك الى احد الاسواق الموسمية فاقتنينا كبشين وتيس.
في زيارة مجاملة للطبيب وبعد تقديم التحاليل الروتينية ، لمحت اطمئنان الطبيب واسترخيت ،فمدني بوصفة الادوية التي ستعمل على تسريع الشفاء والتمكن من المضغ والأكل بسهولة ،الى حدود الساعة واليوم 19 اكتوبر 2012 لا استطيع الاكل بصفة طبيعية ولا اقوى على الحديث ببساطة لان الفم ممتلئ بالرضاب ،اخبرت الطبيب انني اتبول اكثر من مرتين في الليل فحثني على القيام بتحاليل تهم البروسطاط ، كما استفسرت عن احساسي بارتعاش غريب والبرودة بجلد شعري (كأنه النمل يسري ) فنصحني بالابتعاد عن الانفعالات والتوترات واللجوء الى الاماكن الهادئة و الفضاءات الشاسعة.
كان يوما خاصا بالتساؤلات ،اذ لم يسلم القائمون على التداوي بالأشعة ،فسألتهم كذلك عن تلك الوخزات التي احس بها من حين الى اخر بالعديد من جهات الجسم ، فأوعزوا ذلك الى مفعول الاشعة ويعتبر عاديا وسيستمر لمدة قد تطول.
ولجت مركز الفحوصات ، بعد اتخاذ الاجراءات وانتظار الدور،افزعني الممرض المستخلص للدم والبول بمجرد الاطلاع على وصفة الطبيب الخاصة بالتحاليل ، قال لي بالحرف : لقد قمت بعملية جراحية خاصة بالبروسطاط ولا ازال اعاني من تبعاته ، فهمت انني اقوم بتحاليل حول البروسطاط كما أحسست بانفعال شديد و عياء لا نظير له ، وبمجرد وخزه ابرة استخلاص الدم ، ألمني ذلك ،فنهرته. ودون ريب في تلك اللحظة توتر وانفعل او لم ينتبه ، اذ لربما كان شاردا ،وحين حصولي على نتائج الفحص الاول واتصالي بالطبيب ، ارتحت ، تتبعت كل طقوس عيد الأضحى من نحر وسلخ وغسل لأعضاء الذبيحة وشواء وتبخير وطبخ ( كبشان وتيس ) وتجمع حاشد للعائلة . وبعد عيد الاضحى حصلت على الفحص الثاني التقيت مع الطبيب في الموعد المحدد سلفا في يوم الاربعاء 21 اكتوبر 2012 ، بعد اطلاعه على ذلك اكد لي انني لا اعاني من اية اعراض ، فلعنت في نفسي ذاك الممرض ..
في العديد من الاحيان احس باليتم او كذاك الطفل المشتاق لحضن صدر ،خاصة حين غياب الزوجة في مهمة خارج المنزل لتبضع الحاجات او لتنزوي في مكان ما للبكاء(كما بلغني ) ،لكنها في غالب الاحيان تتابع حاجياتي عبر الهاتف ،اما امي الحنون اكون جد مسرور بوجودها معي،غير اني احس انها تتحاشى الحديث معي خشية زرع فكرة تقلقني ولها كامل الحق لأنني اصبحت شديد وسريع التوتر وفي الاخير تبقى وتظل امي الحنونة, اما والدة الزوجة فلم تتحمل رؤيتي في مشهد المريض النحيف الهزيل تارة منزوية في ركن مندهشة وأخرى بشقة تتلو القرآن الكريم.ولن انسى دور الصيدلي الذي لم يبخل بجهده ونصائحه وإمدادي بالأدوية وخاصة الفيتامينات وزياراته المتعددة.
غيرنا من استراتيجية محاربة داء السرطان وذلك بتنظيم سفريات ورحلات الى المناطق الهادئة والأقل تلوثا والأكثر شساعة وجعلنا صلة الرحم هدفا كذلك ، فقمنا بزيارات لبعض مدن وقرى الشمال والشرق وضواحي العاصمة.
الى حدود يوم 21 نونبر 2012 لا تزال الحنجرة تعاني من الجفاف ( الافتقاد الى الريق )بعد ان كان الرضاب لا يفارق الثغر الى درجة المنع من الحديث والدلو الصغير الخاص بعملية البصق لصيق بي في كل مكان وزمان
- حين اللقاء بالمعارف والأحباب والأصدقاء والعناق الحار وتلك الحرارة المفرطة تحس وتشعر بإحساس غريب كأنك مولود جديد.
في 19 نونبر 2012 التحقت بالعمل في ظروف استثنائية ، اذ الجميع مجند لإنجاح التجربة والتظاهرة المميزة خلال هذه السنة وطنيا ودوليا انها تظاهرة المؤتمر الوطني التاسع للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، تم الاستقبال والترحيب من لدن اطر ومستخدمي المقر المركزي والالتقاء ببعض المناضلات والمناضلين الذين يزورون المقر المركزي في مهام نضالية او زيارات مجاملة كما التقيت بجل المسؤولين الحزبيين والجميع منشغل بأجواء المؤتمر من استمارات و بطائق و مقررات المؤتمر و اوراق وبرامج المرشحين للكتابة الاولى وبرمجة انتخاب المؤتمرين ومراسلة المدعوين و.........
اني انتظر فحوصات المراقبة اواخر شهر دجنبر 2012 ، و معا كل شيء ممكن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.