من المنتظر أن يكون الملك قد استقبل أحزاب الأغلبية يوم أمس الثلاثاء، وفي ذات السياق علمت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» أن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران أمامه أسبوع لترميم حكومته قبل 15 من هذا الشهر. وتضيف مصادرنا أن هذا السقف الزمني، الذي منح لبنكيران من أجل استقبال ضيف المغرب الكبير خوان كارلوس، الذي سيشرف على توقيع العديد من الاتفاقيات المهمة ما بين المغرب والجارة الاسبانية، حيث سبق لملك إسبانيا أن ترأس منذ ثلاثة أيام اجتماع مجلس الأمن الإسباني. في ذات السياق علمت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» أن وزراء حزب الاستقلال قدموا استقالتهم من حكومة بنكيران صباح يوم أمس باستثناء محمد الوفا، وزير التربية الوطنية، الذي يتواجد خارج أرض الوطن، ومن المتوقع أن يعود إلى أرض الوطن أمس الثلاثاء لتقديم استقالته مساء نفس اليوم. في حين عاد صلاح الدين مزوار إلى المغرب، حيث كان في الخارج، عكس ما ذهبنا إليه في عدد يوم أمس، بأنه يتواجد بمدينة تطوان. وعلمت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» من مصادر جد مطلعة أن الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط اتصل بجلالة الملك وأبلغه أن وزراء حزب الاستقلال سيقدمون استقالتهم من الحكومة يوم أمس الثلاثاء، ووفق ذات المصادر، فإن التجمع الوطني للأحرار هو من سيعوض حزب الميزان في حكومة بنكيران، وفي تصريح للجريدة أكد عادل بنحمزة، عضو اللجنة التفنيذية للاستقلال والناطق الرسمي، أنه فعلا سيقدم وزراء الحزب استقالتهم إلى رئيس الحكومة، ومن المفروض أن يقدموها يوم أمس. وفي سؤال للجريدة إن كان جميع الوزراء سيقدمون استقالاتهم ويستجيبون لقرار الحزب، أوضح بنحمزة أن القرار المتخذ من طرف المجلس الوطني للحزب واضح، وبالتالي فإن جميع الوزراء معنيون بذلك. وكان لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» اتصال بقيادي الحزب الوطني للأحرار أكثر من مرة وعلى رأسهم صلاح الدين مزوار حول ما إذا كانوا بالفعل سينضمون إلى حكومة بنكيران، إلا أن هواتفهم كانت ترن بدون إجابة. وتفيد مصادرنا أنه من المفروض أن يتم اعتماد برنامج حكومي جديد وعرضه على البرلمان، وذلك على خلفية أن الحزب الوافد الجديد على حكومة بنكيران، التجمع الوطني للأحرار كان في المعارضة، وصوت بالرفض على البرنامج الحكومي، كما من المتوقع، حسب ذات المصادر، أن تكون المفاوضات التي فتحها منذ 15 يوما حزب العدالة والتنمية مع حليفه الجديد الأحرار، قد تطرقت إلى كل التفاصيل المرتبطة بانضمام هذا الأخير إلى الجهاز التنفيذي الذي يقوده بنكيران. وحسب المعلومات التي توصلت بها الجريدة، فإن دخول الأحرار سيلزم عمليا كما طالب بذلك، إعادة الهيكلة للحكومة، وليس تعويضه لوزراء حزب الاستقلال من خلال الحقائب الوزارية التي كان يسيرها، في حين أوضحت مصادر أخرى أن بنكيران عليه أن يفتح مشاورات جديدة مع جميع الأحزاب بخصوص هذا الموضوع، وكان حزب الاستقلال قد عقد اجتماعا للجنته التنفيذية يوم الاثنين الماضي تم تخصيصه لدراسة تفعيل قرار المجلس الوطني للحزب المتخذ يوم 11 ماي 2013 والقاضي بالانسحاب من الحكومة الحالية. وأوضح بلاغ للجنة التنفيذية لحزب الاستقلال أن وزراء الحزب سيقدمون استقالتهم الجماعية لرئيس الحكومة على أن يقدمها إلى جلالة الملك طبقا للدستور وذلك بعد إبلاغ جلالته من طرف الأمين العام للحزب بهذه الخطوة مساء يوم الاثنين الماضي، وقررت اللجنة التنفيذية دعوة فريقي الحزب بالبرلمان للاجتماع مع قيادة الحزب وذلك استعدادا لما تقتضيه المعارضة من منهجية عمل وتنسيق يهدف إلى الدفاع المستمر عن المصالح العليا للوطن. وشدد البلاغ على تأكيد الحزب على أن مسار الديمقراطية طويل وأن المرحلة الحالية تحتاج إلى تضافر جهود كل الديمقراطيين من مختلف التيارات الوطنية السياسية والحقوقية والاقتصادية والنقابية للتصدي لمشروع الهيمنة واستنساخ التجارب الفاشلة. كما وصف البلاغ رئيس الحكومة، ردا على استفزازته، أنها تعكس قلة الخبرة وانعدام الاحساس بالمسؤولية، والذي تجلى في تعامله مع المهلة التي منحت له قبل تنفيذ القرار، مؤكدا أن اللجنة التنفيذية لن تتأثر بأساليب الابتزاز التي أدمنها رئيس رئيس الحكومة.