مع انشغال وسائل الإعلام العالمية بكل صغيرة وكبيرة تتعلق بالطائرة الماليزية المفقودة، خصوصاً بطيارها المثير للجدل، إلا أن أحداً منها لم يتنبه إلى أن لزوجته حساباً في «فيسبوك» كما فعلت «العربية.نت» أمس، وتجولت فيه، لعل وعسى نعرف المزيد عنه عبر التعرف أكثر إلى زوجته فايزة خانم مصطفى خان التي كشفت صحيفة بريطانية اليوم الأحد عما ذكرته للمحققين عن زوجها الذي طرأ عليه تغيير جعله منعزلاً وغريب الأطوار. منذ فتحت حسابها في سبتمبر 2009 للآن، لا تجد نصاً واحداً كتبته فايزة خانم في «تايم لاين» صفحتها بالموقع التواصلي.. ولمن تكتب وحسابها خالٍ من أي صديق، حتى من زوجها وأبنائها المالكين لحسابات في «فيسبوك» أيضاً، كما لا معلومات شخصية عنها بالمرة، سوى أنها أنثى. والشيء الوحيد الذي يكشف عن ميولها السياسية هو انضمامها في الحساب إلى تجمع من المعجبين بزعيم المعارضة الماليزية السجين حالياً، أنور إبراهيم، وبينهم كان زوجها الطيار زهاري أحمد شاه، الذي سبق وتجولت «العربية.نت» في حسابه «الفيسبوكي» وكتبت عنه تقريراً، قبل أن يتم إقفاله، ربما بطلب من ذويه. فتحا حسابيهما معاً وغابا عنهما معاً في كل العام 2011 ضمت إلى حسابها إعجابها بمدونة تتحدث عن فوائد الفيتامين دي، وفي 2012 نشرت صورة واحدة فقط، لها ولزوجها وأبنائهما الثلاثة، وهي التي تنشرها «العربية.نت» مع صور اختارتها من بين 878 صورة نشرتها في الحساب بدءاً من أوائل 2013 حتى نوفمبر الماضي فقط، لكن معظمها لمناظر ولأشخاص ليست هي بينهم. بعدها اختفت فايزة خانم عن «الفيسبوك» تماماً، كما اختفى زوجها ذلك الشهر نفسه عن حسابه الذي دشنه في 2009 أيضا، وكأن شيئاً مشتركاً طرأ على الزوجين فقلص نشاطهما الاجتماعي إلى درجة عدم القيام ولو بإطلالة واحدة على حساب أي منهما في الموقع الشهير. والمشكلة في صورها، وبعضها يدل على عشقها للورد والزهور، أنها من دون كلام يشرحها، أي مع من تم التقاطها وأين ومتى وفي أي مناسبة، إلا أن «العربية.نت» تعرف من صورتين نشرتهما لها سابقاً اثنين من أبنائها، الكبرى عائشة، البالغ عمرها 28 سنة، والأصغر منها بثلاثة أعوام، أحمد سيث زهاري، وهو لا يزال طالباً جامعياً في مادة اللغات الأجنبية. رسالة من «العربية.نت» لفايزة خان أما الابن الثالث، وهو الأوسط في العائلة أحمد إدريس زهاري، فله حساب في «فيسبوك» زارته «العربية.نت» أمس أيضا، ولم تجد فيه ما يفيد على الإطلاق، وكأنه نسخة عن والدته الفرعونية الطراز والملامح، سوى عنوان لحملة اسمها «كلنا الكابتن زهاري أحمد شاه» في إشارة لأبيه المفقود مع الطائرة. طبعاً، نلاحظ أن فايزة خانم مصطفى خان، لم تعتمد اسمها في «فيسبوك» مضافاً إليه الاسم الأول لزوجها الطيار، كما سائد في ماليزيا للزوجات والأبناء معا، حيث الاسم يجب أن يكون فايزة خانم زهاري، أو فايزة مصطفى خانم زهاري، بل اعتمدت اسمها كما كانت عزباء على ما يبدو. كما نلاحظ أن حسابها مغلق على اكتساب الأصدقاء، ومفتوح فقط لاستقبال رسائل الراغب بإبلاغها شيئاً ما، لذلك كتبت إليها «العربية.نت» رسالة تواسيها فيها بالمصاب، وتطلب أن تختارها كأول وسيلة إعلامية تتحدث إليها، ونحن والقراء بالانتظار على نار. الزوجة والابنة للمحققين: كان محبطاً وضائعاً في عدد اليوم الأحد من صحيفة «ميل أون صنداي» البريطانية ورد أن فايزة خانم ذكرت للمحققين ما يشير إلى أنها كانت في خلاف مع زوجها الذي قالت إنه توقف عن الحديث معها قبل أسابيع من الرحلة المشؤومة، وإنه «كان يمضي الوقت في غرفته وحده، حيث صنع فيها جهازا لمحاكاة الطيران»، بحسب ما نقلت الصحيفة عن مصدر ذكرت أنه مقرب من التحقيق. كذلك تحدثت ابنته عائشة، المقيمة في ملبورن بأستراليا والتي جات منها إلى كوالالمبور لتكون بقرب والدتها، وقالت إنها تحدثت إليه قبل أسابيع من الرحلة «فلم أجده الأب الذي أعرفه(..) كان أشبه بالحائر والضائع في عالمه الخاص» على حد ما قالت أيضا للمحققين. ويبدو أن الطيار كان يعيش أزمة مع زوجته التي اقترن بها حين كان عمره 23 وهي بعمر 16 عاماً، إلى حد وصل معه للتفكير بالطلاق بعد زواج استمر 30 سنة، فنبذ نفسه مبتعداً عن العائلة ليمضي الساعات وحده مع جهاز محاكاة الطيران، وأعرب عن شعوره بالإحباط من إدانة زعيم المعارضة أنور إبراهيم بالسجن 5 سنوات قبل ساعات قليلة من قيادته للطائرة، بحسب ما ذكرت زوجته في جلستي تحقيق، إحداهما استمرت 4 ساعات. مع ذلك عبرت للمحققين عن اعتقادها بأنه بريء «وليس من العدل إلقاء المسؤولية عليه»، شارحة أنها كانت تقيم معه في المنزل نفسه «لكني وجدته (في المدة الأخيرة) منعزلاً وصعب الفهم (..) وكان يمضي معظم أوقاته خارج العمل مع الأصدقاء، لا مع أبنائه الذين لم يكن يتحدث إليهم»، واعترفت أنها تحدثت إليه عن الطلاق، لكنهما لم يتخذا أي خطوة بشأنه. والشيء نفسه قالته ابنته عائشة أيضاً عن انعزالية والدها في الآونة الأخيرة وعن خلافه مع والدتها وصعوبة الصلح بينهما، وسألها في إحدى المرات عما سيكون عليه شعورها فيما لو حصل الطلاق بينه وبين والدتها، فنصحته أن يستنجد بشيوخ مختصين بإعطاء المشورة، لكنه رفض، وأكدت أن والدها الذي لا تعرف إذا كان على علاقة بامرأة أخرى كما أشاعوا، لا يمكن أن يسقط تلك الطائرة عمداً.