في ظل الصراع المشتعل عبر المحطات الفضائية، بين الأعمال الدرامية في شهر رمضان، من أجل الفوز بمشاهدة الجمهور في النهاية، كان هناك منافسة من نوع خاص، حسمت لصالح نجمات الدراما في النهاية. ويشهد شهر رمضان الجاري إطلالات خاصة لعدد من النجمات اللاتي فرضن أنفسهن وبقوة على الشاشة، حتى إن بعضهن جاء أداؤهن المتميز بفضل مخرجات وكذلك كاتبات سيناريو، حتى صار التفوق النسائي هو السمة الأبرز. الثلاثي نيللي كريم وروبي ودرة، استطعن أن يحققن نجاحا كبيرا في الدراما هذا العام، من خلال مسلسل «سجن النساء» الذي كتبت قصته الراحلة فتحية العسال، وقامت بكتابة السيناريو والحوار الخاص به مريم نعوم، بينما الإخراج كان لكاملة أبوذكري، وهو فريق نسائي خالص. الغريب أن مساحة الأدوار الخاصة بالثلاثي لم تكن واحدة، حيث ظهرت روبي في العمل بعد انتصاف حلقاته، ومع ذلك كان لظهورها وقع خاص، ورغم تقديم الفنان الشاب أحمد داود لدور مميز في العمل، فإن البطلات تفوقن عليه بمراحل، وذلك إلى جوار الفنانة سلوى خطاب ونهى العمروسي ونسرين أمين. أما في «سرايا عابدين» فكان للبطلات ظهور يتفوق على الخديوي نفسه، واستطاعت غادة عادل أن تقدم دورا مميزا من خلال العمل الذي كتبته هبة مشاري، ومن إخراج عمرو عرفة، حيث تقدم غادة دور «شمس قادين» في المسلسل الذي يعرض عبر شاشة «إم بي سي» مصر. على الجانب الآخر، شهد مسلسل «السبع وصايا» الذي كتبه محمد أمين راضي، ويخرجه خالد مرعي، تفوقا كاسحا لبطلاته، خاصة أن الدراما التي كتبها مؤلف العمل، تمنح البطلات القدرة على النجاح، فشكلت رانيا يوسف إلى جوار سوسن بدر ثنائيا متجانسا للغاية، كما ظهرت هنا شيحة كما لم تظهر من قبل، بالإضافة إلى ناهد السباعي، والفنانة آيتن عامر التي تفوقت على شقيقتها وفاء عامر هذا العام. أما مسلسل «إمبراطورية مين؟»، فقد أعاد هند صبري مرة أخرى إلى الكوميديا، وهو المسلسل الذي يتفوق العنصر النسائي من خلاله، خاصة أن العمل هو فكرة هند صبري، وقامت بكتابته غادة عبدالعال، بينما تولت مريم أبوعوف المهمة الإخراجية، وهو يعد التعاون الثاني بين هند صبري والمؤلفة بعد مسلسل «عايزة أتجوز»، الذي حقق نجاحا كبيرا وظهرت من خلاله هند صبري في دراما الكوميديا. وفي تجربتها الأولى على الشاشة الصغيرة، كانت هيفاء وهبي تسرق الكاميرا ممن حولها، وذلك من خلال مسلسل «كلام على ورق» الذي قام بإخراجه محمد سامي، وكان العمل بمثابة ليلة ميلاد جديدة لهيفاء وهبي الممثلة، بعد تجربتين سينمائيتين لم يكتب لإحداهما الاستمرار. الملاحظ أن بعض الفنانين استطاع أن يقدم نجاحا مميزا في شهر رمضان الجاري، إلا أن تفوق النجمات كان كاسحا، وهو ما خدمته الدراما التي قدمت، خاصة أنها اعتمدت في بعض الأوقات على المواقف الإنسانية الدرامية، التي تفوقت فيها النساء على الرجال.
