احتضنت المكتبة الوطنية مساء أمس الثلاثاء 26 غشت الجاري مؤتمرا فلسفيا عالميا من تنظيم الجمعية المغربية «ضفاف متوسطية». وقد قدم المحاضرة الافتتاحية للمؤتمر الأستاذ عبدو الفيلالي الأنصاري في موضوع « المستحيل المصنوع والممكن المحجوب» وهي مجموعة أسئلة وتأملات في مآزق العلوم الإنسانية. وباحتضانها للمؤتمر الخامس و الثلاثون لهيئات الفلسفة باللغة الفرنسية، تحرك الجمعية مجموعة أهداف، منها أولا؛ العناية الخاصة التي توليها لمجالات التفكير الفلسفي، في إطار اهتمامها بأسئلة التثاقف، باعتبارها حاجة لمحاصرة مختلف أشكال الاستلاب والصخب الوسائطي، وأنماط الرقابات على الحرية، والعقل والحياة؛ ثانيا، المساهمة في التحفيز على التفاعل مع الفكر الإنساني والتحاور مع الانفتاحات الفكرية المبدعة في العالم؛ وثالثا، إتاحة الفرصة للمشتغلين المغاربة بالفلسفة من الاحتكاك المباشر بنخبة عالمية تتخذ من الفلسفة قضيتها الكبرى في التفكير، و العمل والحياة. وسيتم تناول موضوع «الممكن والمستحيل» من زوايا أربع: أولا، الوقوف عند التطورات الكبرى التي تحدثها العلوم والتكنولوجيات، ودور الفلسفة في مواكبتها، ومساءلة تداعياتها على الإنسان، وتحليل تمظهراتها في الوجود والحياة؛ ثانيا، النظر في قدرة الفلسفة على التفكير في الزمن، كما يقول هيغل، لأن من يشتغل بها لا يستحق جدارة تسميته بدون التفاعل مع ما يجري في العالم من شقاء يتعرض له الناس بسبب الحروب (والعدوان الإسرائيلي دليل فاضح على نزوعات القتل والإبادة)، وانتهاكات الحقوق، واللامساواة و المظالم؛ و ثالثا الإعلاء من شأن العقل في أزمنة تتفجر فيه الانفعالات، و المواقف اللاعقلانية، ومحاصرة الكراهية، ونزوعات الموت؛ وأخيرا، على المؤتمر، كما على المشتغلين بالفلسفة، الدفاع عن هذا النمط من التفكير المؤسسات التربوية والوسائطية وفي كل مجالات النظر والتواصل.