أعلنت جمعية حقوق و عدالة في ندوة صحفية بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة الاستغلال الجنسي الذي يصادف 4 مارس من كل سنة، وكذا من أجل إعداد مذكرة مطلبية جماعية متضمنة لتوصيات يوم دراسي بشأن « إشكالية تزويج القاصرات بالمغرب « سهرت على فقرات برنامجه الجمعية بتنسيق مع منتدى اتفاقية حقوق الطفل بالمغرب وبدعم من المعهد الدانمركي للأبحاث والمعلومات حول النوع الاجتماعي والمساواة والتنوع KVINFO وذلك في نهاية الأسبوع الماضي ، على أنه بالرغم من دخول مدونة الأسرة حيز التنفيذ منذ سنة 2004 فإن تزويج القاصرات وثيرته ما تزال في تصاعد بالمغرب ، وبمعدلات مرتفعة مقارنة مع دولتي تركيا وتونس ، بحيث أن عدد القاصرات المتزوجات تضاعف وانتقل من 18 ألف سنة 2004 إلى أكثر من 35479 سنة 2015 ، وأن حوالي 50 % منهن يتعرضن للوفاة أثناء عملية الولادة السبب في هذه الإشكالية يعود حسب الجمعية إلى غياب وجود نص قانوني صريح يمنع تزويج القاصرات أعمارهن تقل عن 18 سنة و يعاقب من خلاله الأسر التي تضغط على بناتها للزواج في سن مبكر و هذا الزواج يتم في الغالب إما بقراءة الفاتحة أو بالكونطرا أو بالرهن . الفراغ القانوني لمدونة الأسرة، يقول الناطق باسم جمعية حقوق وعدالة، يمنح السلطة التقديرية للقاضي الذي يعطي الإذن بتزويج القاصر حسب قناعته بالهيئة الجسمانية لصاحبة الطلب . الجمعية من خلال عرضها لشريط فيديو تحسيسي في هذا اللقاء الصحفي، حاولت تقديم نموذج يعكس واقع الحال للفتاة القاصر المتزوجة والتي قد تحرم نفسها من تحقيق أحلام المستقبل بمجرد مغادرتها للمدرسة ، حيث تصبح وفي ظرف وجيز زوجة وأما لأطفالها وقد تتعرض للطلاق وفريسة للذئاب البشرية بالشارع ، يحدث كل هذا وهي ماتزال طفلة عمرها يقل من 18 سنة ، لكل ذلك اعتبرت الجمعية أن تزويج القاصرات هو بمثابة « استغلال جنسي وبيدوفيليا مقننة « يجب تجريمها في إطار القانون 14 / 27 للاتجار في البشر بالمغرب . الناطق الرسمي باسم جمعية حقوق وعدالة أوضح في اللقاء الصحفي أنه من خلال الوقوف على نتائج الدراسات الميدانية ، اتضح أن الضعف الاقتصادي للفتيات وصعوبة الوصول إلى المدرسة من الأسباب الرئيسية في تفسير هذه الظاهرة ، مضيفا أنها كذلك من الأسباب التي يستند عليها القضاء حين قيامه بالترخيص لمثل هذا الزواج ، دون إغفال هيمنة التقاليد التي تدفع بعض الفتيات إلى اتباع نمط الفتيات اللواتي تزوجن في سن مبكرة تقل عن 18 سنة بالإضافة إلى أن السلطة الأبوية تكون بدورها حاضرة في هذا الزواج الفسري على الفتاة القاصر . وقد طالبت الجمعية بحذف الفصل 16 من مدونة الأسرة الذي يساهم بقاءه في تفاقم ظاهرة تزويج القاصرات اللقاء الصحفي تابع كيفية التحايل على القضاء من طرف إحدى المتدخلات التي تشير أنه في بعض المناطق الجنوبية تمارس على الفتيات القاصرات ضغوطات لإجبارهن على اتباع نظام غدائي يعرف باسم « بلوح « أو « تبلاح « بهدف الظهور بهيئة بدنية تسمح للقاضي للإذن بتزويج الفتاة القاصر وهو ما يشكل نوعا من التحايل و جريمة ترتكب في حق الطفولة ، وطالبت المتحدثة من الجمعية القيام بحملات تحسيسية مكثفة في هذه المناطق بغرض محاربة هذا السلوك والذي سيؤدي معه إلى محاربة ظاهرة تزويج القاصرات بالمغرب .