احتضنت مراكش على امتداد يومي 28 و29 شتنبر 2018 فعاليات النسخة الثانية من الملتقى الدولي المنظم من طرف المعهد الافريقي، لبناء السلم وتحويل النزاعات بشراكة مع الشبكة الإفريقية لبناء السلم-نيويورك، وبتعاون مع الوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، حول ‘‘الهجرة وقضايا الأمن والسلم بشمال إفريقيا والساحل‘‘. شارك في هذه النسخة ممثلون عن أكثر من أربعة عشر بلدا من إفريقيا، وأوروبا وأمريكا، فضلا عن مؤسسات ومراكز أبحاث دولية ووطنية ووكالات الأممالمتحدة ذات الصلة بمجال الهجرة والسلم والأمن والتنمية. وقد تميز هذا الملتقى الدولي بتقديم ست عشرة ورقة بحثية، تناولت التحديات الاقتصادية، الإيكولوجية والأمنية التي تواجهها منطقتا شمال إفريقيا والساحل في ارتباطها بتدفقات الهجرة وتحديات الاندماج التي تطرحها في بلدان العبور والاستقبال. وقد أشادت عدة مداخلات بالدور الريادي، الذي يلعبه المغرب في مواجهة هذه التحديات، عبر المسلسل الناجح الذي أطلقته المملكة منذ سنوات، بهدف تسوية وضعية المهاجرين من جنوب الصحراء، وتوفير ظروف مناسبة تسهل إدماجهم اجتماعيا وإقتصاديا. وقد صرح محمد احمد كين، رئيس المعهد الافريقي لبناء السلم وتحويل النزاعات، بأن هذا الملتقى يأتي ليعزز دور المملكة كحاضن للنقاش والتداول الحر والمسؤول والملتزم بكل ما يهم قضايا القارة، ويدفع في اتجاه تقوية الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وشركائه الأفارقة والغربيين، انطلاقا من المدخل العلمي، الذي يأخذ بعين الاعتبار أهمية التأسيس لمقاربات، تعزز فهم وتوجيه السياسات وتحيينها، بما يضمن الفعالية في مواجهة الإكراهات الأمنية والاقتصادية والتنموية، التي قد تخلق أرضية خصبة لتنامي بؤر التوتر، والتي تعمق الأزمات وترفع من منسوب تدفقات الهجرة وما تطرحه من تحديات، تتصل بقضايا الاندماج وصيانة حقوق المهاجر. وأكد من جانبه مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، أن هناك حاجة متزايدة لاستيعاب الأبعاد والأسباب العميقة لتنامي ظاهرة الهجرة، خاصة على المستوى الإفريقي. وأضاف في كلمة ألقاها خلال كلمة افتتاحية، أن هذه الظاهرة أصبحت اليوم، مطروحة بحدة لعلاقتها بعدد من الإشكاليات ذات الصلة بالتنمية والسياسة والثقافة والجانب الاجتماعي. وذكر الخلفي ، في هذا السياق، بأن المغرب يعد البلد الافريقي الوحيد، الذي يتوفر على سياسة هجرة همت تسوية الوضعية غير القانونية لحوالي خمسين ألف مهاجر، معظمهم من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، وتخويلهم الاستفادة من خدمات تشمل على الخصوص الصحة والتربية والشغل. ونوه بدوره سيريل أوبي، رئيس الشبكة الإفريقية لبناء السلم، بالدور الذي يلعبه المغرب داخل القارة السمراء، خصوصا بعد عودته للعائلة الإفريقية، كما عبر عن بالغ سعادته بالشراكة التي تربط منظمته بالمعهد الإفريقي لبناء السلم وتحويل النزاعات، والتي مكنت من تنظيم ثلاثة منتديات دولية بالمغرب على امتداد سنة. ويشكل هذا الملتقى أرضية لدراسة أثر تدفق المهاجرين على المستوى الأمني بمنطقة شمال افريقيا وبلدان الساحل، علاوة على تقييم المقاربات المتعامل بها حاليا، وطرح أفكار جديدة ومناقشة كلفة واستدامة ونجاعة السياسات والتطبيقات الخاصة بتدبير الهجرة، من ضمنها مراقبة الحدود، والسياسات العمومية، والمبادرات الإقليمية. . يذكر أن أشغال هذه الندوة، ستتوج بمجموعة من التوصيات، التي ستعمل على إغناء النقاش خلال المؤتمر الدولي للأمم المتحدة حول الهجرة، المقرر عقده في دجنبر المقبل بمراكش.