كشفت التحقيقات التي يباشرها المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عن معطيات خطيرة للغاية في ما يخص محاولات تطوير تجار المخدرات الصلبة لآليات اشتغالهم ماديا وبشريا، حيث أفادت الأبحات اختراق جنسيات أجنبية وخاصة من الكولومبيين لمجال المخدرات في المغرب. وتوصلت مصالح الأمن المغربية إلى الكشف عن كون «المشتبه به من جنسية كولومبية، تلقى دورات تدريبية في مجال الطيران وأنه ولج المغرب بطريقة غير مشروعة للمشاركة في إعداد مدرج سري للطائرات بضواحي الداخلة، وتأمين عمليات إقلاع وهبوط الطائرات التي تعتزم الشبكة الإجرامية تسخيرها في عمليات التهريب الدولي للكوكايين من أمريكا اللاتينية في اتجاه أوروبا مرورا بالمغرب». وكشف بلاغ لوزارة الداخلية على خلفية تفكيك شبكة إجرامية عابرة للحدود الوطنية تنشط في مجال الاتجار الدولي في مخدر الكوكايين، أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني تمكن، أول أمس السبت 15 دجنبر الجاري، من تحديد «ضيعة فلاحية بضواحي مدينة بوجدور يشتبه في استخدامها كقاعدة خلفية لتسهيل عمليات تخزين وتهريب مخدر الكوكايين». وكان أحد المعتقلين الكولمبيين ضمن شبكة دولية لتجار السموم البيضاء أرشد المحققين إلى المكان المشبوه حيث « أسفرت عملية التفتيش عن حجز معدات وآليات لها علاقة بالمسالك الجوية للتهريب الدولي للكوكايين، وهي عبارة عن ثلاثة أطنان و100 لتر من محروقات الطائرة (كيروزين)، وثلاث مضخات كبيرة الحجم للمحروقات، ومحركين، وخمس مولدات كهربائية، وقطع غيار خاصة بالمضخات، وأسلاك كهربائية، و46 برميلا تحتوي على 2700 لتر من البنزين، علاوة على معدات ميكانيكية». وتمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، الذي يواصل عمليات المسح والتمشيط بضواحي مدينة الداخلة، بتنسيق مع المصالح الأمنية المختصة ترابيا، بهدف رصد وتحديد الممرات التي كان أعضاء هاته الشبكة الإجرامية يعتزمون اتخاذها كمدرج سري للطائرات المستخدمة في التهريب، من تحديد ضيعة فلاحية بضواحي مدينة بوجدور يشتبه في استخدامها كقاعدة خلفية لتسهيل عمليات تخزين وتهريب مخدر الكوكايين. وللتذكير فإن فرقة مكافحة الجريمة المنظمة بالمكتب المركزي للأبحاث القضائية كانت قد حجزت، نهاية الأسبوع المنصرم، طنا وأربعة كيلوغرامات من مخدر الكوكايين عالي التركيز، وأوقفت 17 شخصا يشتبه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في مجال التهريب الدولي للكوكايين، من بينهم إسبانيان وثلاثة أشخاص من جنسية كولومبية. والكمية المحتجزة يمكن، حسب مصادر أمنية، أن تتحول إلى أزيد من ستة أطنان من الكوكايين مما يعني أن قيمتها المالية تقدر بالملايير.