صدر العدد الرابع من دورية «التشكيلي» العربي عن نادي الجسرة الثقافي في قطر، مشتملة على جملة مواضيع متخصصة بالفنون التشكيلية والتطبيقية. والمجلة التي تنهي بهذا الاصدار عامها الاول، تتطلع الى ترسيخ ثقافة الجمال، وفق منظور علمي، يسعى القائمون عليها الى تكريسه في المنطقة العربية. وتصدر «التشكيلي العربي» وفق رئيس مجلس ادارتها ابراهيم الجيدة ومشرفها العام الدكتور غازي انعيم، في ظل تراجع نشر الدوريات والمجلات المعنية بالفنون عربيا، لتؤكد على قيم الجمال في مجتمعاتنا العربية. واستهل مشرف عام التحرير المجلة بافتتاحية، تحت عنوان «هل أنتجنا فنوننا؟»، سؤال يبحث في مسألة ما تزال مثار بحث، حول الفن العربي، وخصوصياته. يقول «لعل سؤال أين نحن من العالم في التشكيل، يربض في الاجابة عنه، ان لدينا فنانون، حصلوا على اعتراف عالمي بمنجزهم، لكننا نغفل أن هذه الاعتراف بقي يراوح في مكانه، ولم يمدنا بإنتاج حالة عامة، تدفع تشكيلنا لصياغة تقدمه ونهضته بروح عربية، تسمه، وتسهم بالتفاعل مع وجداننا الجمالي». ويلفت الى أن «التشكيل العربي بقي مهجوسا بالذهاب إلى مدارس التشكيل الغربية، يستلهمها ويعمل على منوالها، وينتج في أفقها، من دون أن تكون مهمته هذه حيوية، أو تحمل بعدا تفاعليا، يقوده لاجتراح كشوفات فنية ذات خصوصية عربية، تمنحه الحضور في التشكيل العالمي بقوة، وتقدمه كشريك فاعل، لا يمكن الاستغناء عنه، ولا تجعل فنونه مجرد سياحة استشراقية للآخرين». في هذا النطاق، فإن كلفة هذا الغياب عن الحضور كفاعلين في التشكيل العالمي، تجعلنا نتساءل حول المنجز التشكيلي العربي. ويضيف هنا أن العجز هو ما يسم منجزنا «ولا أدل على ذلك من حجم إنتاجنا التشكيلي، والاهتمام به، وغيابه عن المشاركات الدولية، وتردي الكتابة عنه، ونكوص المؤسسات الوطنية عن العناية به، مكتفية ببضعة كليات في الجامعات غير معتنى بها، وببعض الأنشطة البائسة لجمعيات ومنتديات، سمتها أنها متخصصة بالفنون». ويطالبنا بالاعتراف بقصورنا في إنتاج الفن، ف»ليس صادما اعترافنا بأننا مقصرون في الفنون والآداب والعلوم، وحتى في الرياضة، وأن منجزاتنا على مستوى العالم في هذه المجالات الشاسعة، لا تتعدى أكثر من إشارات مسكينة وحيية، تحاول أن ترحمنا من النسيان». إلى ذلك، اشتمل باب المقالات والرؤى في المجلة على مواضيع: التشكيل العربي .. مقدمة انطباعية لراشد دياب، والمفهومية في التشكيل العربي المعاصر لابراهيم الحجري، و»البرفورمونس» يواكب تغييرات العصر لطه الليل، والبدانة والبحث عن الجمال المتواري في الداخل لمحمود شاهين، وامرأة الجوارير.. دالي وعبد العزيز لديانا علي محمد، والتشكيلي الجزائري لزهر حكار لعمر الغدامسي، وثمان تجارب فنية معاصرة .. ساشا فالس والرقص مع الدمى لفاروق يوسف. وفي باب ذكرى، كتب أحمد بزون عن عزت مزهر .. خطف لحظات الإبداع قبل ان يخطفه المرض. وعياد الهاشم يكتب عن الفنان التشكيلي الليبي فؤاد الكعبازي. كما اشتمل ملف العدد يكتب مؤيد البسام التشكيل العراقي . بدايات شابها التعثر وانطلاقة اسست لحداثة مستمرة، وحوار مع الفنان صفوان داحول أجرته زهرة زيراوي. أما في باب التجارب الشابة، فكتب المشرف العام غازي انعيم قراءة في تجربة الفنان الجرافيكي جهاد العامري، واشتمل باب المقتنايت على مقال حول مقتنيات حاكم الشارقة كتبه عبد الكريم السيد. وفي استعادة المكان، كتب عزيز أزغاي عن المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، فيما كتب يحيى البشتاوي عن القيم التشكيلية في عمل المخرج المعاصر، وقدم عزيز العرباوي في باب راءة كتاب عن العلاقة المتشابكة بين الفن والسياسة، وزين انعيم الصفحة الاخيرة من العدد بباب أثر ونص، عن رائد مدرسة بغداد في التصوير الاسلامي.. الواسطي ولوحة الحج.