لم تنم مواقع التواصل الاجتماعي طيلة ليل وفجر الأربعاء 30 شتنبر 2020، عن متابعة مستجد تمكن درك أجلموس، بإقليم خنيفرة، من اعتقال المشتبه به في جريمة اختطاف وقتل الطفلة نعيمة اروحي، ابنة دوار تفركالت، بجماعة مزكيطة التابعة لدائرة أكدز بإقليم زاكورة، إذ لم يكن متوقعا أن يحدث الاعتقال بقرية ضواحي خنيفرة البعيدة عن زاكورة بمئات الكيلومترات، والتي انتقل إليها المشتبه به للاختباء عند بعض أقاربه بدوار «إهبارن»، حسب المعطيات الأولية التي حملت ما يفيد أن المعني بالأمر تم وضعه تحت الحراسة بمقر سرية الدرك الملكي بخنيفرة، وإخضاعه للتحقيق بخصوص ملابسات الجريمة الشنيعة، في أفق تسليمه لدرك زاكورة لاستكمال التحقيقات. ويشار إلى أن المعني بالأمر كان مبحوثا عنه منذ العثور على جثة الطفلة نعيمة، مساء السبت 26 شتنبر 2020، من طرف راع للغنم، وهي هيكل عظمي آيل للتفكك، ب «شعبة» تقع تحديدا بمنطقة (تزكَزات) قرب تامنوكالت، ومن خلال ملابسها تأكدت أسرتها من أنها الابنة المختفية منذ 17 غشت 2020، ومن حينهاوخيوط القضية متشابكة في كومة من الألغاز المحيرة، إلى حين الاعلان عن توقيف المشتبه به الذي اختفى عن الأنظار قبل توجهه لمنطقة أجلموس بقلب الأطلس المتوسط، ولم يكن يدري أن روح نعيمة البريئة ستتعقب خطواته أينما حل وارتحل، حتى لو لجأ لبلدة كأجلموس المعروفة بهدوئها ومناضليها وسكانها الطيبين. ومعلوم أن الرأي العام بالمغرب،والذي لم يشف من صدمته بعد «واقعة الطفل عدنان»، كان قد اهتز على وقع نبأ العثور على جثة»الطفلة نعيمة»، وهي عبارة عن بقايا عظام، بعد اختفاء دام 42 يوما، دون أن يفوت مصادر محلية وصف مشهدالجثة، وكيف لم تتعرف عليها الأسرة إلا من الملابس والشَّعر، بينما أعلن الوكيل العام للملك لدى استئنافية ورزازات عن «فتح بحث قضائي، تحت إشراف النيابة العامة، عهد به للمركز القضائي للدرك الملكي بزاكورة، وذلك من أجل إجراء خبرة جينية على العظام البشرية لمعرفة الحمض النووي وتحديد أسباب الوفاة»،وإلى حدود الساعة لم يتم التمكن من معرفة تفاصيل الأبحاث التي قادت المحققين الى تحديد هوية الجاني. ولم يتمكن أي أحد من ملامسة دوافع اختطاف وقتل الطفلة «نعيمة اروحي»، التي لا يتجاوز عمرها خمس سنوات، إذ لاتزال كل الملابسات ملفوفة في الكثير من الغموض، فيما احتملت أسرتها أن يكون السبب له علاقة مباشرة بأسلوب من أعمال الاختطاف والاغتصاب التي تنامت مؤخرا على مستوى البلاد، بينما رجحت قراءات أخرى أن يكون السبب له ارتباط بالشعوذة والسحر، بناء على كثير من الحكايات والقصص التي رويت عن عوالم استخراج الكنوز باستباحة أرواح أطفال أبرياء حاملين لما يسمى خرافيا ب «الزوهري»، والغريب أن المشتبه به تم إيقافه بمنطقة فات لها أن عاشت، في سنوات سابقة، على وقع اختطاف وقتل أطفال من طرف فقهاء الكنوز. وارتباطا بالموضوع،يذكر أن الرأي العام الوطني سجل موجة واسعة من النداءات المكثفة لأجل مساندة أسرة الطفلة نعيمة في مأساتها، والضغط باتجاه الكشف عن جميع الملابسات والتفاصيل في هذه النازلة المؤلمة والمروعة، والوصول إلى هوية الجاني أو الجناة مقترفي الجريمة، فيما لم يسلم الإعلام الوطني الرسمي من انتقادات الشارع العام على خلفية عدم تعامله مع قضية الطفلة نعيمة بنفس الطريقة التي تم التعامل بها مع قضايا مماثلة لأطفال تعرضوا للاختطافوالاغتصاب والقتل، وذلك إلى حد أن البعض رمى هذا الاعلام بالتمييز بين الطبقات الشعبية والمناطق المغربية، وبين ما يسمى بالمغرب النافع وغير النافع.