لقد عان الاتحاد منذ الستينات و بداية السبعينات من المحن التي كان يخطط لها جهاز القمع التابع لأوفقير، وبعده الحزب السري التابع لادريس البصري ،وكذلك عناصر مدسوسة في دواليب الدولة،التي كان همها هو القضاء على الاتحاد ، فكانت المضايقات والرقابة على صحف الحزب والمنع المتكرر والإعتقالات والتعذيب في المعتقلات السرية والمحاكمات المطبوخة ، وأدى ذلك إلى تجميد التنظيم لعدة أسابيع وغياب بعض القادة ، مما جعل عبد الرحيم بوعبيد يقوم لوحده بالمبادرة للقيام بعملية تصحيح ووضع حد لذلك الجمود الذي لم يكن المناضلون راضين عليه فتكونت لجنة تحضيرية من أطر مناضلة في الحزب بتهيئ مؤتمر استثنائي . في صيف 1974 تم عقد اجتماع اللجنة المركزية للاتحاد . ثم اجتماع آخر يوم 15 شتنبر 1974 حيث خرجت هذه الإجتماعات بمجموعة من القرارات التنظيمية منها إعادة صدور جريدة "المحرر" في 23 نونبر 1974 التي كانت ممنوعة من الصدور أنذاك . والتي تحمل مسؤولية إدارتها من جديد الشهيد عمر بنجلون الذي أطلق سراحه في غشت 1974 ، ورآسة التحرير مصطفى القرشاوي ، ثم تقرر عقد مؤتمر استثنائي . لقد عقد الجناح اليساري لحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية مؤتمرا استثنائيا مابين 10 12 يناير 1975 بقاعة الأفراح (المسرح) بالدارالبيضاء ، ترأسه شيخ الإسلام محمد بالعربي العلوي، وحضره مابين 600 و700 من المؤتمرين المناضلين الاتحاديين . المؤتمر نادا ببناء اشتراكية إسلامية في المغرب المعتدل ، ثم تبنى الإختيار الديموقراطي ( استراتيجية النضال الديمقراطي) . وأبرز ما كان في المؤتمر تشغيل شريط مسجل يحمل رسالة من عبد الرحمان اليوسفي الذي كان في المنفى . والذي طالب بالسماح له بالإستقالة من المهام القيادية في الحزب نظرا لتواجده خارج الوطن، واعتباره مناضلا بسيطا فيه . وتم انتخاب المكتب السياسي من سبعة أعضاء وهم : عبد الرحيم بوعبيد ككاتب أول ، محمد اليازغي ، عمر بنجلون ، محمد عابد الجابري ، محمد الحبابي ، الدكتور عبد اللطيف بنجلون ، محمد منصور . كما اختير 35 عضوا للجنة التنفيذية ، و70 عضوا للجنة المركزية ، وانتخبت منها لجان مصغرة للتحكيم والمراقبة . وأصبح الحزب يسمى ب"الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" . جاء المؤتمر في إطار اختيار جوهري أساسه ضرورة استمرار حركة التحرير الشعبية بالرغم من كل العوائق والقيود المفروضة على العمل السياسي . وفي 18 دجنبر 1975 تم اغتيال الشهيد عمر بنجلون من طرف عناصرإرهابية مسخرة تنتمي لتنظيم الشبيبة الإسلامية المغربية التي لها علاقة بأجهزة الأمن و المخابرات المغربية . عمربنجلون كان أحد قادة المؤسسين للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، والذي لعب دورا جوهريا في المؤتمر الإستثنائي ، وهو من قدم التقرير الإيدلوجي ، وأحد مؤسسي الصحافة الاتحادية وأبرز المناضلين النقابيين الذين ناضلوا من أجل دمقرطة المركزية النقابية .