«خارج التعاليم، ملهاة الكائن» للشاعر رشيد الخديري بعد أضمومته الشعرية الأولى « حدائق زارا» الصادرة سنة 2008، يواصل الشاعر المغربي رشيد الخد يري تعرية الذات واستنطاقها عبر إصدار شعري جديد وسمه بعنوان دال وإيحائي « خارج التعاليم ، ملهاة الكائن» وتنحاز نصوص هذه المجموعة إلى الحفر في أعماق الذات عبر استثمار دوال فلسفية وفكرية وأسطورية لتأثيث الفضاء الشعري، فالشاعر رشيد الخد يري شاعر خلاق ورؤيوي على حد تعبير الناقد شكيب أريج ، فهو ينسج علائق تضادية بين قيم الشعر الأثيرة وتفاصيل ذاته المسكونة بالقلق والحيرة والخيبات... يقع هذا الديوان الشعري في 69 صفحة من الحجم المتوسط ، وبلوحة من إنجاز الفنان التشكيلي اليمني صالح الشبيبي ، ويضم بين دفتيه سبعة نصوص شعرية هي : خارج التعاليم، الظل، موت يوربيدس ، صنبور الأسئلة، ملهاة الكائن ، سركون بولص، العقاب... وقد صدرت هذه المجموعة الشعرية الجديدة عن مطبعة- أنفو برانت- بفاس.. على ظهر الغلاف نقرأ: « قل يا هاملت هل لي كينونة وسط هذا القتام كل حضارة هي أنقاض حضارة وما تبقى من هذا الجسد مجرد غبار وإذا ? ما مت ? يوما هذه وصيتي: أنا حي أنا حي أيها الموتى». «المعاني مطروحة في الطريق» للقاص محمد الرفيق صدر عن منشورات أجراس الثقافية مجموعة قصصية للقاص محمد الرفيق اختار لها عنوانا ملفتا: «المعاني مطروحة في الطريق». ضمت المجموعة أحد عشرة قصة، قدم لها الناقد بنعيسى بوحمالة بما يلي: «إن علاقتي بالقاصّ محمد الرفيق لهي من الطّراوة، إذ عرفته طالبا في صفّي لموسمين جامعيّين متفارقين.. على أن ما انتسج بيننا من تقدير و توادد خوّل لي أن أشعر و لكأنّني أعرفه منذ فترة بعيدة. كذا هم الأفراد الموهوبون بخصال أخلاقية و أيضا بانفعالات الكتابة و التعبير لا يتوانون عن استجلابنا إلى مدارهم.. مدارنا ? مغنمنا المشترك داخل ما يكتنفنا من تردّيات و انسدادات.. معظم الوقت كنت تلفيه ساهما.. صموتا.. عزوفا عن الكلام.. ليس لامبالاة منه بضجّة الدرس و طقسيّته المقنّنة، لكونه حَالمَا يأخذ الكلمة، الفاعلة و العضوية، في مجرى ما يقال إلاّ و تخاله أكثر انخراطا في اللحظة كأن لم يشبّه لك أنه كان خارج التغطية وفقا لمفردات الاتصال الحديث .. ملمح كهذا ما كان له سوى أن ينضج حدسي لاختلاجاته الإبداعية المستضمرة.. تخميني لانفطامه على ذات الحساسية التي تتملّك الكيانات المنذورة للكتابة و التعبير و الشهادة، بالتالي، على مرورها ? مرورنا الجميل ? المبرّح في مهبّ الحياة. أمّا عندما قرأت بعضا من نصوصه القصصية القصيرة المنشورة في أحد المنابر الوطنية فقد انحسم أمر حدسي و تخميني بالمرّة و تمتمت في دخيلتي: ها هو ذا قصّاص شابّ يتأهّب للانضواء إلى محفل منتجي هذا اللون السردي الشّائك و الشّائق في آن معا، و حين انكبابي على قراءة مجموعته ، باكورته القصصية هذه ازداد يقيني في مآله الإبداعي الواعد...».