شاركت أزيد من 15 مقاولة مغربية في الدورة 11 للمعرض الدولي لوهرانبالجزائر، ومع أن المركز المغربي لإنعاش الصادرات كان هو الغائب الأكبر عن هذه التظاهرة التي تبعد عن مدينة وجدة بحوالي 160 كيلمترا، فإن المعلومات المستقاة من منظم المشاركة المغربية في التظاهرة عبد القادر سديام تفيد بأن الحصيلة كانت جد إيجابية، إذ فضلاً عن الاتفاقات الأولية التي توصل إليها المشاركون المغاربة والتي تحتاج إلى التفعيل، فإن من المقاولين الجزائريين من بادر إلى الانتقال إلى المغرب بهدف إبرام صفقات مع مصدري الخضر والفواكه الذين حال تزامن انعقاد معرض وهران مع معرض كولونيا الألماني دون مشاركتهم في الجزائر. من المحقق أن إصرار السلطات الجزائرية على إبقاء حدودها البرية مع المغرب مغلقة يشكل عرقلة حقيقية أمام تقوية التعاون بين مقاولي البلدين، ولكن هذا الإصرار لا يمكنه أن يحول دون تقوية التعاون بين البلدين خاصة أن الجزائر صارت في الآونة الأخيرة عضوة في المنظمة العالمية للتجارة، كما أن ما عرفته أسعار المحروقات من تراجع صار يفرض على الجزائر تنويع الأنشطة الاقتصادية لعلها تتمكن من تقوية مناعتها ضد كل الأزمات الخارجية وتتجاور محدودية الاعتماد على مورد اقتصادي وحيد. تنويع المصادر تفرضه كذلك التوجهات العالمية نحو إيجاد بديل عن الطاقة الأحفورية (البترول والغاز الطبيعي والفحم الحجري)، فحتى إذا ما تشبثت الجزائر الرسمية بموقفها اللاإقتصادي المتمثل في إبقاء الحدود البرية مع المغرب مغلقة، فإن الإكراهات الاقتصادية وضرورة الانضباط لمقتضيات المنظمة العالمية ومضامين الاتفاقية المبرمة مع الاتحاد الأوربي تفرض عليها التأقلم مع المعطيات الجديدة وتعمل بجدية على تمكين المقاولين الجزائريين من الاستفادة من الفرص المتوفرة في المغرب، ومجرد هذا يقتضي من المركز المغربي لإنعاش الصادرات أن يستشرف المستقبل ويبادر إلى تهييئ نفسه لمواكبة المقاولين المغاربة الراغبين في تقوية علاقات الشراكة والتعاون مع نظرائهم الجزائريين. المشاركة المغربية في معرض وهران، إلى جانب حوالي 10 دول من مختلف أنحاء العالم، أكدت وجود تكامل بين المغرب والجزائر في عدة قطاعات من أبرزها السياحة - التغذية - الصيد البحري والبناء الذي ارتفع الطلب عليه بفعل تبني مشروع إنجاز 100 ألف سكن اجتماعي في السنة، وبعد أن قررت وكالة «ديو كوم» التابعة للقطاع الخاص تنظيم ندوة بحضور مختصين في الاقتصاد الجزائري وقانون الاستثمار الجزائري بهدف فهم ومواكبة طرق الاستثمار في الجزائر والتصدير إليها، فإن المركز المغربي لإنعاش الصادرات الذي يجوب مسيروه، على مدار السنة، العديد من المدن العالمية التي تبعد عن المغرب بآلاف الكيلومترات مطالب بتغليب الفعالية على السياحة، وله أن يأخذ العبرة من الحكومة المغربية التي قوت علاقاتها مع الجزائر في مجال الربط بالشبكة الكهربائية بغض النظر عن الخلافات السياسية معها.