بعد صراع كبير مع المرض أسلم المناضل محمد اليزيدي الروح لباريها مساء يوم الاثنين 2 نونبر 2009 بإحدى مصحات الجديدة. وصبيحة يوم الثلاثاء الحزين تقاطر المناضلون من كل المناطق، كان ذلك الصباح بطعم الموت، لأن الرجل كان دمث الأخلاق ، كان رجلا يجبر الخواطر. محمد اليزيدي أو كما أحب رفاقه أن يسموه حمو اليزيدي المزداد سنة 1939 كان طاقة جبارة، ما سبق له أن أخلف الوعد والموعد ، يعد الفقيد من حفظة القرآن الكريم ودرس الفقه و النحو و الصرف على يد السيد الأمين بزاوية عباس بن عمر أولاد افرج ثم درس بعدها بكلية ابن يوسف بمراكش، ولج سلك التعليم باكرا حيث تخرج على يديه العديد من الأطر و الأساتذة كما عرف مساره المهني تسيير وتدبير شؤون عدة مؤسسات تعليمية ( مدير ) ، ساعدته رفيقة دربه التي أنجب منها أربعة أبناء ( سعيد، نجاة، مسعود، سميرة ) في الانخراط باكرا في صفوف النضال و الدفاع عن الحرية حيث تعرض المرحوم في العديد من المناسبات إلى الاعتقال والمحاكمات الكيدية، سنة 1959 . انخرط المرحوم في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية،وبعدها سنة 1975 م الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قام رفقة المقاوم حطابي اشقربل بتأسيس أول فرع للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بأحد أولاد افرج سنة 1976 تحمل المسؤولية الحزبية على مستوى الإقليم ضمن أول مكتب إقليمي بالجديدة كما تحمل مسؤولية نائب كاتب الفرع المحلي بأحد أولاد افرج ، انخرط في صفوف النقابة الوطنية للتعليم حيث تعرض للتوقيف بسبب مواقفه سنة 1981م انتخب مستشارا جماعيا بجماعة احد أولاد افرج من سنة 1976 م إلى سنة 1992 م شارك في جميع المؤتمرات الحزبية كما شارك في الإشراف على جميع الاستحقاقات الانتخابية الجماعية و البرلمانية من أبرز رفاقه الحطابي المعطي ( الشقربل ) و محمد الوديع الآسفي ... لم يكن المرحوم محمد اليزيدي يحب الأضواء قيد حياته ، حتى وهو في ظل عطائه النضالي ، وعندما كان يتخذ المبادرة وراء الأخرى ، كان يتوارى إلى الخلف ، تاركا الفرصة للجيل الجديد من المناضلين ، ليتقدم الصفوف ، وكان إحساسه بمظاهر الامتنان في أعين أصدقائه ورفاق دربه ، خير اعتراف بما كان يجسده في تلك المراحل الحرجة . حضرت جنازته عدة وجوه مناضلة ومسؤولة إقليميا و محليا والتفت حولها العديد من الفعاليات السياسية و النقابية من مختلف الأطياف إلى جانب حضور نوعي للمجتمع المدني و زملائه . انطلق الموكب الجنائزي في اتجاه مسقط رأس المرحوم دوار أولاد زيد و الذي يبعد عن أحد أولاد افرج بحوالي 20 كلم ، هناك بمقبرة ذات الدوار صلى الجميع صلاة الجنازة على روحه الطاهرة، و هناك دفن . وبهذه المناسبة الأليمة عبر جميع المناضلات و المناضلين بالمنطقة عن عميق تعازيهم و أصدق مواساتهم لأسرة الفقيد الكريمة ، راجين من الله العلي القدير أن يلهم الجميع الصبر و السلوان و أن يتغمد الفقيد بواسع الرحمة و الغفران و إنا لله و إنا إليه راجعون.