لقي ما لا يقل عن 11 شخصاً مصرعهم، وأصيب أ زيد من 60 آخرين في تفجير انتحاري في مدينة لاهور بشرقي باكستان، أمس الاثنين، وفقاً لما ذكره مسؤولون حكوميون.وقال ساجد بوتو، المسؤول الحكومي في لاهور، إن التفجير الانتحاري استهدف مقراً للاستخبارات الفيدرالية الباكستانية، وهي أعلى هيئة حكومية لتطبيق القانون. وكشفت لقطات بثها التلفزيون الباكستاني طواقم الإنقاذ وهي تمارس مهامها، وتقوم بأعمال البحث ورفع الأنقاض، بحثاً عن ناجين وضحايا محتملين. ويأتي هذا الهجوم الانتحاري بعد أقل من 24 ساعة على الكشف عن اعتقال الناطق الأميركي باسم تنظيم القاعدة، آدام غدن المعروف باسم "عزام الأميركي" في مدينة كراتشيالباكستانية. إذ كشف مسؤول حكومي باكستاني رفيع المستوى، أول أمس الأحد، عن اعتقال عزام الأميركي، فيما وصف ب"صفعة قوية" لقيادات القاعدة، خاصة وأن غدن هو الشخصية الأبرز التي تعتقل من التنظيم خلال السنوات الأخيرة. وجاء اعتقال الناطق الأميركي بعد ساعات على ظهوره في رسالة دعا فيها المسلمين العاملين في الجيوش الغربية إلى انتهاج منهج الضابط في الجيش الأميركي، نضال مالك حسن، الذي أطلق النار على رفاقه في ثكنة عسكرية، معتبراً ذلك جزء من "الدفاع عن الإسلام والمسلمين أمام الحملة الصهيو- صليبية الوحشية القاسية الدموية" على حد قوله. كما يأتي بعد نحو يومين على مقتل حوالي 25 مسلحاً، بينهم عدد من قادة حركة "طالبان"، في غارة جوية شنتها القوات الباكستانية، استهدفت موقعاً في منطقة القبائل قرب الحدود مع أفغانستان. وقال وزير الداخلية الباكستاني، رحمن مالك، إن القيادي بحركة طالبان، فاتح محمد، قُتل خلال الغارة الجوية، مشيراً إلى أن القياديين العسكريين بالحركة، الملا فقير محمد، وقاري زيوار رحمن، كانا ضمن المجموعة التي استهدفها القصف، إلا أنه لم يؤكد ما إذا كانا قُتلا نتيجة القصف. يشار إلى أن غدن مطلوب لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي منذ عام 2004، و جرى تخصيص جائزة بقيمة ستة ملايين دولار لمن يقدم معلومات تقود إلى اعتقاله. وسبق أن أصدر القضاء الأميركي حكماً بالخيانة العظمى على غدن عام 2006، ليصبح بذلك أول أميركي يتلقى هذا الوصف منذ أكثر من نصف قرن. وكان غدن ظهر في تسجيل فيديو نشره موقع متشدد على الإنترنت، قال فيه إن نضال حسن مهد الطريق وفتح الباب "وأنار السبيل ودل على الطريق الذي ينبغي أن يسلكه كل مسلم يجد نفسه بين أظهر الكافرين ويشتاق إلى أداء حق الله عليه والقيام بدوره في الدفاع عن الإسلام والمسلمين". وبدأ عزام الأميركي كلمته بالحديث عن بداية العام الجديد للإدارة الأميركية الجديدة في واشنطن، وأنها كانت بداية "مزرية"، حيث "تكبدت سلسلة من الضربات المعنوية والمادية التي بلغت ذروتها في موت ما لا يقل عن 8 من عملاء المخابرات الأمريكية غارقين في دمائهم جراء عملية استشهادية ماهرة التخطيط والتنفيذ وقعت داخل قاعدتهم السرية في أفغانستان". وأضاف أن هذه الضربة جاءت "بعد أيام قلائل من فضح أسطورة (أمن أميركا الخالي من نقاط الضعف) في محاولة بطولية لإسقاط طائرة أميركية فوق مدينة (ديترويت) قام بها جندي بطل من القاعدة". وتطرق عزام إلى أن الولاياتالمتحدة قد تسامح من وصفهم ب"مجرمي بلاك واتر"، و"قد تعاقب حراس أبي غريب المنحرفين وأصحاب جريمة المقدادية المغتصبين القتلة بعقوبات مخففة، غير أنه لا داع للقول إن مثل هذه الامتيازات لا تمنحها أميركا لأبطال المسلمين الأباة أمثال الرائد نضال مالك حسن". وقالت إن "نضال حسن أظهر لنا ما بإمكان المسلم الصالح أن يقدمه لدينه وإخوانه المسلمين ولو كان وحيداً ولو لم يكن معه إلا بندقية رشاش، كما أعاد إلى قلوبنا كل السرور والفخر الذي يمكن أن تورثه عملية مقاومة بطولية واحدة في قلوب المسلمين في كل مكان". وأشار إلى أنه وبمعركة واحدة استغرقت 30 دقيقة، استطاع "أن يخفض بعمله الفردي معنويات الجيش والشعب الأميركيَين إلى أخفض مستواها منذ سنوات". واعتبر نضال حسن "القدوة المثلى لكل مسلم تائب في جيوش الكافرين والأنظمة المرتدة" الذي تحرر من "نفوذ الكفار الذين نشأ بينهم وعمل معهم وخدم عندهم.. ومن شر نفوذ الشيوخ والمفتين المعادين للجهاد المناصرين للصليبية". وفي التسجيل، دعا عزام الأميركي إلى "إضعاف اقتصاديات الغرب، التي تواجه المشاكل ابتداءً، بهجمات دقيقة تستهدف رموز الرأسمالية، إذ من شأنها أن تزلزل ثقة المستهلكين وتردعهم من شراء البضائع. وعلينا أن نتذكر كيف أن الهجمات على وسائل النقل العامة في الغرب قد تسبب في تعطيل المدن الكبرى عن العمل، وقد تكلف العدو المليارات وتؤدي بشركاته إلى الإفلاس".