لقي 57 شخصا مصرعهم وأصيب خمسون بجروح، إثر زلزال بقوة ست درجات، ضرب الاثنين الماضي، عدة قرى في شرق تركيا حيث توقفت أعمال البحث عن ناجين.وجرى إحصاء الضحايا وبينهم العديد من الأطفال في خمس قرى بنيت منازلها بالطوب قرب مركز الهزة في كاراكوجان بمحافظة ايلازيغ، التي يمر بها الصدع الزلزالي الناشط في شرق الأناضول. وقال المحافظ معمر ايرول: لم يبق أحد تحت الأنقاض، بعد ثماني ساعات من الزلزال. وانتهت عمليات البحث ظهرا، بعدما تأكد رجال الإنقاذ من عدم وجود أحياء تحت الأنقاض، كما أعلن ناطق باسم خلية الأزمة لفرانس برس في اتصال هاتفي. وباغت الزلزال السكان وهم نيام في تلك القرية البالغ عدد سكانها 860 نسمة من الأكراد، والتي دمر العديد من منازلها. وروت الفتاة زينب يوكسل التي لجأت مع أسرتها إلى أحد خيام الهلال الأحمر، تملكني الرعب، لقد سقط أثاث المنزل وانفجر التلفزيون خلال الهزات. وقالت ناجية أخرى لم تعلن اسمها، هرعت إلى خارج المنزل ونظرت يمينا وشمالا فلم يبق شيء من منزلي الذي انهار بالكامل. وأكدت أنها أخرجت بيديها جثتي طفلين من أقاربها قتلت أمهما أيضا تحت الأنقاض. والمنازل في قرى تلك المنطقة مبنية عموما بالطوب ولا تقاوم الهزات الأرضية الكثيرة. و انهارت تلك المنازل تحديدا بينما بقت منازل الاسمنت قائمة. وصرح نائب رئيس الوزراء، جميل جيجك، الذي وصل إلى مكان الزلزال برفقة ثلاثة وزراء آخرين في مهمة تفقدية للصحافيين، سجلنا سقوط 57 قتيلا مع الأسف. وأفادت حصيلة سابقة عن سقوط 51 قتيلا. وسجلت نحو عشرين هزة ارتدادية في المنطقة بعد الزلزال الذي ضرب بقوة ست درجات على سلم ريشتر، بلغت أقواها 5,5 درجات. وصرح المحافظ معمر ايرول لقنوات التلفزيون أن رجال الإنقاذ تمكنوا من الوصول إلى كافة المناطق المنكوبة. وأعرب رئيس الوزراء، رجب طيب اردغوغان، في أنقرة عن أسفه مؤكدا أن بناء المنازل بالطوب هو سبب فداحة الحصيلة، داعيا السكان إلى عدم العودة إلى المنازل المتصدعة. وكانت فرق الإنقاذ وصلت سريعا صباح الاثنين إلى المناطق المنكوبة وأخذت طوال ساعات عدة تبحث عن الناجين كما أفاد مراسل فرانس برس في اكجولار أحد البلدات الأكثر تضررا من الزلزال حيث سقط 18 قتيلا. كذلك جاء فريق من الهلال الأحمر التركي إلى القرية وبدا يوزع الأغطية ويستعد لتوزيع وجبات غذائية ساخنة للقرويين الذين شاركوا أيضا في أعمال الإغاثة رغم شدة البرد. ويفترض أن يدفن القتلى الاثنين كما جرت العادة عند المسلمين. ونقلت سيارات الإسعاف الجرحى إلى مستشفيات ايلازيغ. ولم تتأثر مدرسة اوكجولار التي أقام فيها الهلال الأحمر مقره في باحتها بينما انتشر رجال الدرك لضمان الأمن حول القرية الواقعة على سفح جبل على ارتفاع 1800 متر. كذلك نفق العديد من المواشي. من جانبها، أعلنت المفوضية الأوروبية أنها تمنح تركيا مساعدتها إذا كان ذلك ضروريا. وغالبا ما تضرب زلازل عنيفة تركيا التي تقع فوق عدة صدوع زلزالية وأسفر زلزالان عن مصرع عشرين ألف شخص في غشت و نوفمبر 1999 في شمال غرب البلاد المكتظ بالسكان وحيث توجد المناطق الصناعية.